مجموعة من الخصائص الاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال ذوي الثلاث سنوات من العمر
1998 الأعمار و مراحل النمو
ميلر, كارين
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأطفال ذوي الثلاث سنوات الخصائص الاجتماعية للأطفال الخصائص العاطفية للأطفال العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
سن ثلاث سنوات هو العمر المناسب لقبول الأطفال بالحضانة، وذلك لأن معظم ذوي الثلاث سنوات يكونون متمرسين على استخدام المرحاض.
ويكونون قد اجتازوا اضطرابات مرحلة حديثي المشي وذوي العامين، وتحولوا إلى أطفال متعاونين وذوي تصرفات حميدة، ومحبين لصحبة الأطفال الآخرين، ويتصف ذوو الثلاث سنوات برغبتهم في إرضاء الآخرين والتصرف السليم.
ويستمتع العاملون مع ذوي الثلاث سنوات بتحضير كل الأنشطة التقليدية لدور رعاية الطفل (الحضانة)، فكوني مستعدة ببرنامج يتضمن اللعب بالأصابع وأغاني الأطفال.
وكذلك كوني على دراية بكيفية قراءة كتاب لمجموعة من الأطفال، وأن تكوني مستعدة لسماع الأطفال، وحكاياتهم المُسلية، بالإضافة لهذا يجب أن تستمتع معلمة ذوي الثلاث سنوات باللعب مع الأطفال، وليس فقط مراقبتهم.
الخصائص الاجتماعية والعاطفية
هناك يمكن التطور المثير لهذه السن! فإن ذوي الثلاث سنوات لا يستمتعون فقط باللعب الجماعي مع الأطفال الآخرين، ولكن يبدؤون بالتفاعل مع الأطفال الآخرين في الألعاب التعاونية.
ويعزى جزء من ذلك لمعرفتهم الكافية باللغة للتحدث، وكيفية طرح الأسئلة، ولكونهم اكتسبوا الإدراك بأن الأشخاص الآخرين هم أشخاص حقيقيون، ولهم مشاعر وحقوق.
وإنه من المحبب أن ترى كيف يتعلم ذو الثلاث سنوات بعض العادات الاجتماعية المحمودة، مثل كلمات «أرجوك» و«شكرا لك» و«اسمح لي» التي تسمعها عادة منهم.
خصوصا إذا توافرت لديهم القدوة الحسنة من الكبار. كما أن الأطفال في هذه السن يكونون حساسين جدا للمديح، ويمتازون بالمودة والعطاء.
يكون تبادل الأدوار مهارة واضحة لدى ذوي الثلاث سنوات، فيصبح لدى العديد منهم «صديق خاص»، ويلجأ إليه عند اللعب. وسوف تشاهدين أطفال هذه السن ممسكين بأيدي بعضهم بعضاً، أو جالسين وهم متأبطين بعضهم بعضاً.
وبالرغم من محبة الأطفال لصحبة الأطفال الآخرين، إلا أنهم يستمتعون استمتاعا تاما عندما يلعب أحد الكبار معهم، ويجيدون استغلال الكبار كمصدر لمعلوماتهم، فلن يتردد ذو الثلاث سنوات من الاقتراب من أحد البالغين لسؤاله المساعدة أو ليريه شيئا جديدا.
– تكوين الصداقات
يحب ذوو الثلاث سنوات تكوين الصداقات، ولكن لا بد أن تفهم أن معنى الصديق بالنسبة لذوي الثلاث سنوات هو شخص يلعب معه الآن، شخص يمتلك ألعابا مثيرة وأفكارا جيدة.
هذا يفسر سماع عبارة «لست صديقي بعد اليوم»! تقال عند حدوث الخلافات الصغيرة بين الأطفال.
وفي بعض الأحيان يحتاج الأطفال المساعدة ليتعلموا كيفية اللعب مع الآخرين، فبالرغم من محبة ذوي الثلاث سنوات للعب مع الآخرين وتكوين صداقات، إلا أن بعضهم يكون أمهر من الآخرين في هذه الملكة.
ويمكنك تدريبهم على هذه المهارة بإعطائك لهم الكلمات للدخول في اللعب، وبتقديمك السلوك القويم في أثناء لعبك معهم.
وتعتبر الأنشطة مثل اللعب في دوائر، والحكايات، والمشاريع الفنية المؤداة على المائدة بجوار الأطفال الآخرين، واللعب بالماء بجوار مائدة اللعب بالماء من الأنشطة الاجتماعية.
وحينما تجدين وقتا خاليا من المهام الإدارية للفصل، والأمور تسير بسلاسة، اجلسي وببساطة العبي مع الأطفال، فإن وجود شخص بالغ معهم يضيف الكثير من الكلام والأفكار لألعابهم.
وبالرغم من محبة ذوي الثلاث سنوات اللعب مع الآخرين من أقرانهم، إلا أنهم لا يستطيعون مقاومة إغراء اللعب مع البالغين.
بالرغم من أن ذوي الثلاث سنوات يهتمون بتكوين صداقات، فمن الممكن أحيانا أن تراهم يطردون الأطفال الآخرين من اللعب، كأن يقول الطفل «لا يمكنك اللعب هنا، فقط أنا وفلان نلعب هنا، صحيح هذا يا فلان؟».
وهذا بالطبع يؤلم الطفل المطرود، وكذلك البالغ الذي يشاهد هذا الموقف، فيمكنك هنا معالجة الأمر باقتراح دور مثير للطفل المطرود، كأن تقولي له «إن هؤلاء يحتاجون إلى شخص كبير ليلعب معهم».
– نمط التفكير
يتميز ذوو الثلاث سنوات بالجاذبية وسهولة التعامل، ويحبون إرضاء الآخرين، وغالبا ما يكونون متعاونين، وعلى استعداد تام لتنفيذ ما يؤمرون به.
وفي هذا العام يبدأ الطفل في تخيل «رفقاء خياليين»، ويحدث هذا للبعض وليس لكل الأطفال، ويبدأ الطفل في التحدث لهذا الرفيق الخيالي بجدية شديدة، وغالبا ما يُطالب الآخرين بالترحيب بوجوده.
وربما يكون ما نراه من مثل هذا التصرف هو دليل على ازدهار القدرة على التخيل لدى الطفل، وتعلم الطفل التعامل بطريقة مبتكرة مع الآخرين.
ويتميز أطفال هذا السن بالخوف، وخصوصا في سن ثلاث سنوات ونصف، كالخوف من الأصوات العالية والحيوانات، أو الأشخاص الذين يرتدون زيا غريبا.. ويجب الاهتمام بمخاوف الأطفال وليس الضحك منها أو تجاهلها.
بالرغم من أننا نحن الكبار نعلم أن المهرج لا يؤذي، لكن شعور الطفل بالخوف منه يكون حقيقيا، ولكن عندما يشعر الطفل بأنك موجودة دائما بجواره لحمايته سيستقبل بالتدريج ما يخاف منه.
ويمر ذوو الثلاث سنوات بمرحلة صعبة من التمرد والاختبار لما حولهم، وذلك في سن الثالثة والنصف، ولذلك فبجديتك الهادئة وبالصبر من جانبك، سوف يعود الطفل إلى طبيعته الوديعة عند بلوغه الرابعة.
– مواقف النظام
يكون ذوو الثلاث أعوام أقل عرضة لنوبات الغضب والصياح والرفس بالأرجل، بالمقارنة بالأطفال ذوي العامين من العمر.
ويبدأ الأطفال في إيجاد حلول لمشكلاتهم الصغيرة مع الأطفال الآخرين، ويجب هنا أن تشجعيه على استخدام الكلام بدلا من العنف والإيذاء البدني.
في البداية يجب عليك تقديم بعض الأمثلة للكلمات ليرددوها، كأن تقولي مثلا «فلانة»، بدلا من الضـرب والصياح، يمكنك قول «لا! أنا أريد هذا الآن.
ويمكنك الحصول عليه خلال دقائق قليلة» أيضا، يمكنك قول «فلانة، هل تسمعين علانة؟ لقد قالت لك سوف أعطيك إياها خلال دقائق قليلة، وهي لا تحب أن تنزعيها منها، أو تأخذيها منها بالقوة».
ويمكن لذوي الثلاث سنوات أن يتصفوا بالعناد، ويقفون كالصخرة، ويرفضون فعل أي شيء، فحاولي استخدام أسلوب هادئ إيجابي، وحاولي تفادي المواجهة المباشرة لمثل هذه المواقف، كأن تقولي مثلا «دعنا نفعل كذا…»، أو «ما رأيك لو فعلنا كذا…».
ويمكنك استغلال حبهم لإرضاء الكبار وميلهم لسماع كلمات المديح في التدعيم الإيجابي لسلوكهم، وعندما تجدين طفلا يفعل أمراً صحيحا، فلا بد أن تنوهي عنه بصو عالٍ، كأن تقولي مثلا «فلانة، لقد استخدمت الكلمات الجيدة لإخبار فلان إنك غاضبة منه».
– مساعدة الأطفال على التكيف
مثل الأطفال الأصغر سنا، فإن أطفال هذه السن يجدون صعوبة في مفارقة الأم، ويكون من المفيد أحيانا أن تُنشئي رابطة بينك وبين الطفل، ثم رويدا رويدا توسعين هذه الرابطة لتشمل كل أطفال الحجرة.
فإذا حَيّيْتِ الطفل كل صباح وساعدته في الانسجام مع جو الفصل، ولبَّيْتِ كل احتياجاته، فإنه سوف يطمئن إلى هذا الوضع الجديد، ويبني جسور الثقة بينه وبينك أنت والأشخاص الجدد أيضا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]