العلوم الإنسانية والإجتماعية

مراحل نمو تطور مفهوم “العمر” لدى الاطفال

1995 مستويات النمو العقلي

الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري

KFAS

مراحل نمو تطور مفهوم العمر لدى الأطفال العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

بقيت نقطة أخيرة ، إهتم بها بياجيه كثيراً وهي تتعلق بصلة مفهوم العمر بكل من مفهومي التتابع ، والديمومة عند الطفل ، ولقد كشف العرض السابق لكل من المفهومين عن الأخطاء التي يقع فيها الاطفال بالنسبة لكل من المفهومين . 

ويتضح ذلك بشكل كبير عندما نطلب من الطفل أن يحدد العمر النسبي لشخصين ، ولقد استعرض بياجيه عند تناوله هذه المشكلات عدداً من الافكار الاولية مشيراً إلى أن الأطفال يميلون إلى خلط العمر بالحجم ويفشلون في فهم العقة بين العمر وترتيب الميلاد . 

وأنهم وإن كانوا يعرفون مثلاً أن إخوتهم او أصدقائهم أكبر أو أصغر سناً منهم إلا أنهم لا يربطون بين هذه المعرفة وترتيب ميلاد الآخرين . 

ولقد ميز بياجيه بين ثلاثة مراحل لنمو تطور مفهوم العمر عند الاطفال ، في المرحلة الأولى يكون العمر مستقلاً عن ترتيب الميلاد ، وفي الثانية يرى الطفل أحياناً وجود علاقة بين العمر وترتيب الميلاد ولا يرى مثل هذه العلاقة في أحيان أخرى ، وفي المرحلة الثالثة ينسق الطفل بين مفهومي الديمومة والتتابع ويدرك الفروق العمرية إدراكاً صحيحاً، ونعرض لذلك على النحو التالي :

 

– في المرحلة الأولى يتضح عجز الطفل عن تناول مفهوم التتابع أو الديمومة تناولاً عقلياً ، وقد يبدو غريباً أن يفشل الطفل في تأكيد أنه قد ولد بعد ابويه ، بل إن بعضهم يدعي أنه ولد قبل أبويه أو يعترف البعض بأنه لا يعلم شيئاً عن هذا الموضوع ، كما يظهر خلط الطفل بين عمر شخص وحجمه أو طوله .

 

– في المرحلة الثانية فلا يزال التشابه بين مفهوم العمر ومفهوم الزمن الطبيعي قائماً ، ويلاحظ أن الأطفال يعادلون بين الأكبر والمولود أولاً والأصغر والمولود بعد ذلك ، لكن الغريب أن هذا التعادل لا يستمر طويلاً ، إذ إن بعضهم يعتقد أنه يمكن أن يسبق أخته المولودة قبله في العمر ، وذلك استمراراً للخلط بين العمر والحجم أو أية ظواهر شكلية أخرى ، كما أن هذه المرحلة يظهر فيها نمط ثان من استجابات الأطفال يتمثلفي انهم وإن كانوا يعرفون أن فروق الميلاد تظل ثابتة ، إلا أنهم يعجزون عناستنتاج الترتيب الصحيح للميلاد بين فرد وآخر ، (عبد المجيد، 1978: 106) .

 

– في المرحلة الثالثة ، تكشف استجابات الأطفال فيما بعد السابعة عن اتساق تام بين ترتيب تتابع الميلاد والجمع ما بين الأعمارن أي أنه يمكنهم الربط بين تتابع الميلاد أو ترتيبه وبين المدد أو الأعمار ذاتها أي بين مفهوم التتابع ومفهوم الديمومة بعلاقات منطقية يستطيع الطفل تبريرها وإيضاحها وبحيث تختفي كل التناقضات الملحوظة في الفترتين الاولى والثانية ويصل الطفل إلى الإجابة الصحيحة دون تردد .

وبعد أن أوضح بياجيه أن مفهوم الزمن بجوانبه المختلفة يعد دالة للنمو العقلي المعرفي ، ودالة لمستوى ذكاء الفرد ، فهل نستطيع القول أن طفل ما قبل العمليات خاصة في البلاد الأقل أخذاً بالأساليب العلمية المتقدمة في حياتها عموماً – ومفهوم الزمن أحد وجوه هذه الحياة – يمكنه الوصول إلى هذه المستويات النمائية التي حددها بياجيه .

 

وبعد أن تم عرض المفاهيم الاساسية في نظرية بياجيه للنمو العقلي المعرفي ، وخاصة فيما يتعلق بالخصائص والعمليات العقلية المعرفية التي تظهر لدى الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ، على أساس أنها تمثل الإطار النظري للبحث الحالي .

إلا أن هذا الإطار لا يكتمل دون التعرض لما يعايشه هذا الطفل من خبرات تربوية في رياض الأطفال ، وما يترتب على هذه الخبرات من تفاعل مع ما وصل إليه الطفل من مستويات النمو ، محددة ما يكتسبه من العلميات العقلية المعرفية ، وهذا ما نتناوله في الفصل التالي من هذا البحث .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى