مظاهر التصحر
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مظاهر التصحر التصحر البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
للتصحر مظاهر عديدة متنوعة تكشف لنا عما إذا كانت البيئة تعاني من التصحر أم لا وهي مظاهر تكشف عن أنواع ودرجة التدهور البيولوجي في البيئات المختلفة وتتمثل هذه المظاهر فيما يلي:
1- جرف التربة:
من أخطر مظاهر التصحر خاصة عندما تجرف التربة تماماً وتنكشف الطبقات الصخرية التي ترتكز عليها فمهما كانت درجات جرف التربة فإنها تفقد جزءاً من رصيدها من العناصر الغذائية اللازمة للنمو النباتي.
وبالتالي تقل قدرتها الإنتاجية (البيولوجية) وتصاب بدرجة من درجات التصحر.
وعندما تجرف التربة تماماً، تنكشف الطبقات الصخرية أسفل التربة، ويحدث ما يسمى بالجفاف الفزيولوجي Physioio-gical Drought حيث تصبح القيمة البيولوجية للأمطار الساقطة في هذه المناطق صفراً.
ويطلق على هذه المناطق المتصحرة "الصحراء الصخرية" Stoney Desert كما حدث في جمهورية هايتي بأمريكا اللاتينية وحدوث نزوح جماعي للسكان من هذه المناطق المتصحرة.
2- عودة نشاط الكثبان الثابتة :
لا شك أن وجود كثبان رملية ثابتة "ميتة" (Dead Sand Dunes) في بيئة ما يعني أن مناطق هذه الكثبان تتسم بوفرة ما في الرطوبة يصاحبها غنى نسبي في النمو النباتي مما يساعد على تثبيتها وحمايتها من عمليات الجرف والحركة.
ومن ثم فإن تحرك هذه الكثبان الرملية التي كانت ثابتة يعني أنها فقدت معظم ما كان يغطيها من نباتات كانت تحميها من الحركة الزحف، وهذا يعني أنه حدث تدهور في القدرة البيولوجية لهذه الكثبان الرملية، ومن ثم حدث بها درجة من درجات التصحر.
وليس ثمة شكل في أن تحرك هذه الكثبان الرملية يحمل في طياته الكثير من المخاطر على المناطق المجاورة.
3- تناقص الغطاء النباتي وتدهوره:
لا شك أن الغطاء النباتي يعد الترمومتر الذي يمكن أن نتعرف من خلاله عما إذا كانت المنطقة تعاني من التصحر أم لا، وما درجة خطورته؟
فأي تناقص أو تدهور في النباتات سواء من حيث النوع نحو الأدنى بيولوجياً (الأشجار ثم الحشائس فالنباتات الصحراوية) أم من حيث الكثافة، يعني أن المنطقة بدأت تعاني من التصحر.
فتناقص مساحة غابات الصنوبر في تونس مثلاً من 300 ألف هكتار في أوائل القرن الحالي إلى 170 ألف هكتار فقط عام 1980 يشير أن تونس تعاني فعلاً من درجة عالية من التصحر.
كما أن اختفاء 43% من مساحة أشجار السنط Acacia خلال هذا القرن من حوض السنغال بموريتانيا يؤكد حدوث التصحر وبدرجة كبيرة.
4- تملح التربة وتغدقها:
يعتبر تملح التربة (Salination) أو تغدقها (Water – Logging) من مظاهر التصحر الشائعة في البيئات الزراعية المعتمدة على الري الاصطناعي.
فالتملح يضعف الخصوبة الإنتاجية للتربة (قدراتها البيولوجية) حيث تفقد جذور النباتات القدرة على إمتصاص الماء من التربة مع زيادة تملحها, ومن ثم فالعلاقة بين تملح التربة وقدراتها البيولوجية علاقة عكسية.
وتشير الدراسات أن التربة قد تصاب بالعقم الإنتاجي (تربة غير منتجة) إذا ما زادت حدة درجة التملح وفقدت الجذور تماماً القدرة على امتصاص الماء من التربة.
كما يؤدي التغدق الذي يقصد به زيادة درجة تشبع التربة بالمياه بصفة دائمة إلى ضعف التهوية وإصابة التربة بالاختناق (تجاوزاً) وبالتالي تفقد قدرتها على إعالة النباتات.
5- تصاعد زيادة نسبة الغبار في الهواء :
كما يؤخذ تصاعد نسبة الغبار في الهواء بشكل مطرد كمؤشر على حدوث التصحر. إذ يعني تصاعد زيادة نسبة الغبار حدوث تدهوراً في الغطاء النباتي في المنطقة.
مما أدى إلى درجة من درجات تعرية الأرض وتجريدها من مقومات حمايتها وتماسكها في مواجهة عوامل التعرية الريحية التي تعمل على نقل الغبار وتصعيده, وبالتالي تزايد كمية الغبار المتصاعد في الغلاف الجوي .
وعلى سبيل المثال سجلت الأقمار الصناعية سحابة من التراب المحمولة جواً بواسطة الرياح في منطقة الساحل الأفريقي في أثناء نوبة الجفاف التي ضربت هذه المنطقة في الفترة ما بين 68-1973.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]