علوم الأرض والجيولوجيا

مظاهر الجغرافيا القديمة أثناء العصر الطباشيري

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

مظاهر الجغرافيا القديمة أثناء العصر الطباشيري العصر الطباشيري علوم الأرض والجيولوجيا

هو اصطلاح يطلق على نظام صخري، وعلى آخر عصور حقب الحياة المتوسطة.

وهو يغطي الفترة الزمنية الممتدة من 127 مليون إلى 64 مليون سنة الماضية. وخلال هذا العصر، حدث أكبر طوفان بحري غطى سطح الأرض إبان حقب الحياة المتوسطة.

وهو يتميز برواسب طباشيرية كبيرة وخاصة في نصف الكرة الشمالي، مما حدا بالعالم دوماليوس داهالوي (d’Omalius d’Halloy) إلى إطلاق اسم «الطباشيري» عليه في عام 1882.

 

يحد هذا العصر من أسفل العصر الجوراسي، ومن أعلى العصر الثلاثي، وهو يتميز بالتطور والانتشار السريع للأشجار النفضية (deciduous) على اليابسة.

واتسمت نهايته بانحسار البحار عن القارات، وانقراض الديناصورات والزواحف الطائرة، والزواحف البحرية، والرأسقدميات ذات الأصداف الملتفة (الأمونيت)، وأنواع أخرى من الرخويات البحرية (Mollusks) التي ظهرت خلال عصور حقب الحياة المتوسطة.

 

الجغرافيا القديمة

خلال العصر الطباشيري كانت معظم مناطق اليابسة الحالية مغمورة ببحار ضحلة المياه.

وتتضمن هذه المناطق أوروبا، والطرف الشمالي لإفريقيا، ومدغشقر، وشمال الهند، واليابان، والجانب الغربي من الأمريكتين، والمكسيك والجزء الداخلي الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

 

وأثناء هذا العصر كانت معظم أوروبا مغمورة لفترة طويلة بمياه بحرين، هما:

(أ‌) بحر الشمال الذي امتد من الجزر البريطانية شرقاً في اتجاه ألمانيا وبولندا حتى روسيا.

(ب‌) بحر الجنوب (تيثيس Tethys) الذي غمر معظم منطقة الشرق الأوسط الحالية والأجزاء المحيطة به من أوروبا الجنوبية وشمال أفريقيا.

 

وكان بحر تيثيس يمر أيضاً عبر آسيا من خلال تركيا ومنطقة الخليج العربي وباكستان وإقليم جبال الهيمالايا وتايلاند وبورما وسومطره.

ويُعتقد أن بحر الجنوب كان متوسط العمق، في حين كان كل من بحر الشمال والبحر الداخلي الغربي الكبير في أمريكا الشمالية أكثر ضحالة.

وحسب نظرية انجراف (زحزحة) القارات، كانت الأرض في بداية العصر الطباشيري تتألف من أربع كتل قارية متقاربة.

 

بالإضافة إلى المحيط الهادي الواسع. وكانت اليابسة تشتمل على أمريكا الجنوبية التي كانت مندمجة آنذاك مع أفريقيا، والكتلة الهندية التي كانت تقع في الشرق، وأمريكا الشمالية التي كانت مندمجة مع أوروبا عبر جرينلاند، ثم القارة القطبية الجنوبية التي كانت مندمجة مع أستراليا.

وقد أطلق على المناطق الشمالية من اليابسة (أمريكا الشمالية وأوراسيا Eurasia) اسم لوراسيا (Laurasia) أما بقية مناطق اليابسة الأخرى فقد أطلق عليها مجتمعة اسم جندوانا (Gondwana). وكانت قارة لوراسيا وقارة جندوانا تتصلان معاً في نقطة واحدة حيث تقع أسبانيا والمغرب حالياً.

وفي الجهة الشرقية من هذه المنطقة كان يقع ممر بحري ضيق (بحر تيثيس) الذي كان يمتد حتى المحيط الهادي، فاصلاً الجزء الأوراسي من قارة لوراسيا عن الشمال الأفريقي لقارة جندوانا والهند.

 

وكان هناك ممر عريض آخر يمتد من المحيط الهادي ويعبر أمريكا الوسطى الحالية في صورة ذراع بحري. وقد كون هذا الذراع المحيط الأطلسي الشمالي الذي يصل إلى الجزر البريطانية.

وقرب نهاية العصر الجوراسي، حدث خسف بدأ في فصل أمريكا الجنوبية عن أفريقيا.

وكانت بداية هذا الخسف في الجنوب، إلا أنه مع بداية العصر الطباشيري أخذ في الامتداد شمالاً حتى وصل إلى نيجيريا حالياً.

 

وبدأت رواسب بحيرية في التكون في هذا الخسف، ثم تراكمت فيه في وقت لاحق طبقات من الملح والانهيدريت والطين الصفحي الأسود.

ومع نهاية العصر الطباشيري القديم، اتسع هذا الخسف، وازداد عمقاً بدرجة كافية سمحت لمياه البحر بالتقدم حتى وصلت إلى نيجيريا شمالاً.

 

كما اتسع هذا الخسف أيضاً باتجاه الشمال الغربي من نيجيريا حتى المحيط الأطلسي الشمالي. وأدى انجراف أمريكا الشمالية باتجاه الغرب، وأفريقيا باتجاه الشمال، إلى انفصالهما التام في أوائل العصر الطباشيري المتأخر.

كما أدى الخسف الذي حدث في وسط المحيط الأطلسي الشمالي إلى الفصل بين جرينلاند وأوراسيا، وذلك عندما انجرفت أمريكا الشمالية باتجاه الغرب.

ومع نهاية العصر الطباشيري انفصلت مالاجاشي (مدغشقر سابقاً) عن أفريقيا، وتحركت القارة الهندية شمالاً باتجاه موقعها الحالي.

 

وقد سادت العصر الطباشيري أحزمة مناخية كبيرة، تبين منها حزامان رئيسيان، هما:

(أ‌) حزام جنوب منطقة الشرق الأوسط (الحزام التيثي):

وهو يمتد من أمريكا الوسطى شرقاً عبر جنوب أوروبا وشمال أفريقيا إلى الهند وجزر الهند الغربية. وهو يتميز بترسيب كميات كبيرة من الحجر الجيري وغيره من الصخور الطباشيرية الأخرى.

وتمثلت الأحافير المميزة لهذا العصر في البطنقدميات (Gastropods) ذات الأصداف الكبيرة السميكة، وبعض أنواع الرأسقدميات ذات الأصداف الملتفة (الأمونيت)، والروديستيدات (Rudistids) التي شكلت الشعاب المرجانية.

 

(ب‌)الحزام الشمالي:

وقد تميزت أحافيره بنوع منقرض من الخثاق (Squids) يسمى البلمنيت (Belemnite) ذا الأصداف المستقيمة، وأنواع من الأوسيلات (Aucellas) والأمونيت.

وكانت درجة الحرارة أكثر دفئاً من الحرارة الحالية وأكثر انتظاماً. وانتشر النخيل شمالاً حتى وصل ألاسكا وجرينلاند.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى