مظاهر عدوانية الأطفال حديثي المشي وكيفية التصرف معها
1998 الأعمار و مراحل النمو
ميلر, كارين
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مظاهر عدوانية الأطفال حديثي المشي الأطفال حديثي المشي كيفية التصرف مع عدوانية الأطفال العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة
عندما يؤذي حديثو المشي طفلاً آخراً، يجب أن يكون رد فعلك واضحاً، فاذهبي بسـرعة وهدئي من روع المعتدى عليه، ثم نبهي بحزم الطفل المعتدي قائلة له «إنه ليس من الصواب الاعتداء على الآخرين».
فمثلاً إذا كان الطفل قد خربش بأظافره الطفل الآخر، أحضري الطفل أمام ضحيته ليرى بنفسه آثار هذه الخربشة قائلة له «انظر! لقد جرحت فلاناً!
انظر إلى عينيه، إنه يبكي لأن الجرح يؤلمه، ليس من الصواب أن تعتدي على الآخرين، لا أريدك أن تخربش مرة أخرى».
لا تقلقي من أن الطفل لا يفهم كلماتك، لكن تعبيرات وجهك ونبرة صوتك ستوصل معنى ما تقصدين للطفل. كوني جادة وحازمة بدون صراخ، لأنك عندما تصـرخين، فإنك تخيفين الطفل، ويضيع منه فهم ما تعنينه.
قد يكون من المفيد أن تأخذي معك المعتدي لإحضار منشفة لتضميد الجرح، فينبغي أن يراك وأنت تطيبين خاطر الضحية. هذه النصائح تصلح لكل أنواع الإيذاء – الضرب، العض، الخربشة، جذب الشعر، الدفع، وخرق الأعين… الخ.
بعض الكتب النظرية تنصحك بتجاهل سلوك الطفل العدواني لحين ما يتركه وحده.
لا تعيري هذه النصائح أي اهتمام خاصة مع حديثي المشـي والأطفال الأكبر حتى سن دخول المدرسة، عندما يؤذون بعضهم بعضاً.
إذا تغاضيت عن عدوانية الأطفال، سيفكر الأطفال أنك توافقينهم على هذه السلوكيات، وسينتقل هذا الشعور لكل الأطفال الموجودين بالحجرة إذا لم تتصرفي مع الطفل المعتدي.
يذكر بعض المربين في تقاريرهم بعض النجاح بعزل الطفل المعتدي برهة بعيداً عن الأطفال الآخرين، كأن يجلس في أحد أركان الحجرة.
بالرغم من نجاح هذا مع الأطفال الأكبر سناً، إلا أن إمكانيات نجاحه مع حديثي المشي ضئيلة، لأنهم من غير المحتمل أن يبقوا ساكنين لفترة عندما تضعينهم في أحد أركان الحجرة، ولكنك قد تقولين مثلا، «إجلس هنا بضع دقائق حتى يمكنك اللعب دون أن تؤذي الآخرين».
جربي أن تتجاهليه، وأكملي نشاطك في ركن آخر، بعد دقيقتين أو ثلاثة انسي كل ما حدث، وأشركي الطفل في نشاط مختلف تماما عن الذي كان يفعله سلفا.
لا تعاقبي الطفل بدنيا نظير اعتدائه على الأطفال الآخرين، وتذكري أن حديث المشـي يعتمد في تعلمه العادات الاجتماعية على تقليد ما يفعله الأشخاص المؤثرون في حياته.
إذا ضربت الطفل أو صفعتيه، سيزداد عدوانية، لكن عندما ترينه كيف تتصرفين نحو بعطف، سيتعلم الحنو والعطف. وللأسف هذا لا يحدث بين عشية وضحاها، لكن يجب أن تظلي مثابرة وصبورة.
في بعض الأحيان سيكون لديك طفل في فصلك كثير الاعتداء على الأطفال الآخرين، وسيحزن هذا أبويه مثلك تماما، ويعزى هذا لكثرة متطلبات الطفل في هذه السن، ولسرعة إصابته بالإحباط لعدم تلبية رغباته سريعاً.
والطفل لا يمتلك لغة للتعبير بها عن إحباطاته، ونظرا لهذا يلجأ للعنف. إن أول وأبسط النصائح أن تراقبي مثل هذا الطفل كالصقر، فإذا وجدت أن مشاعر الإحباط تنمو عنده سريعا، حاولي تعليمه استخدام بعض الكلمات، بالرغم من صعوبة هذا مع حديثي المشـي، حيث إنهم لا يتعلمون الكلمات بسهولة.
وعندما يتصف أحد أطفال هذه المرحلة بالعدوانية الشديدة، فإن ذلك لا يعني أنه سيصبح مجرماً يحمل مدية، ولكنها مرحلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وستمر هذه المرحلة بسلام..
بعد بذل عدة محاولات لتقويم سلوك هذا الطفل وفشلها، فإنك قد تقررين أنت ووالده بأنه ليس من مصلحة الطفل بقاؤه في نظام الرعاية الجماعية (دور الحضانة) في هذه المرحلة من عمره.
حاولي بشتى الطرق، دعوة الوالدين لمحاولة إعادة البرنامج بعد مضي ستة أشهر، وستجدين أن الأمور ستتجه وجهة حسنة في هذا الوقت.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]