مفهوم “المراحل” لدى بياجيه
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
مفهوم المراحل لدى بياجيه العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
يطلق البعض على نظرية بياجيه في النمو العقلي المعرفي ، اسم نظرية المراحل ، ويطلق البعض الآخر اسم نظرية النمو غير المتصل ، الأمر الذي يكشف عن أن مفهوم المرحلة عند بياجيه ونظرته للنمو من خلال التغيرات الكيفية التي تحدث خلال فترات معينة في العمر.
هو المفهوم الفارق بين هذه النظرية وغيرها من النظريات (kessen, 1962)، والحقيقة أن مفهوم المراحل أسبق من بياجيه بكثير وقد سبق أن استعمله فرويد وهنري فالون وغيرهما ، وإن اختلف المقصود بالمفهوم لدى كل منهم وقد أورد (Tanner & Inhelder, 1971) تفاصيل مناقشات حلقة دراسية كاملة عقدت عام 1956 لبحث مفهوم المراحل واستخداماته في المجالات المختلفة للنمو.
وكان واضحاً من سير المناقشات في هذه الحلقة الدراسية أن مجموعة كبيرة من العلماء البارزين في مجال علم نفس النمو قد انقسموا إلى فريقين فريق يأتي في مقدمته بياجيه ومساعديه من مدرسة جنيف يؤيدون فكرة وجود المراحل ويدفعون عنها ويبينون خصائصها ومميزاتها.
وفريق آخر ينفي وجود المراحل ويرفض الاعتراف بأن النمو العقلي له مراحل متميزة ويصر على أن النمو العقلي شأنه شأن اي مجال آخر في النمو ، عبارة عن عملية تدريجية متصلة ومستمرة ولا يمكن تحليلها إلى مراحل متميزة . (كرم الدين ، 1976ك 22-23) .
ويمكن عرض أسانيد كل من الفريقين باختصار على النحو التالي :
أ- الذين يدعون لاستخدام مفهوم المراحل في دراسات النمو ويدافعون عن وجودها ، يرون أن مفهوم المراحل يحقق :
– تحليل عملية النمو المعقدة إلى وحدات متكاملة ومنتظمة يسهل دراسة كل منها دراسة تفصيلية ودقيقة .
– الكشف عما يكمن وراء السلسلة الشاملة من المتغيرات النمائية من منطق ونظم . وعلى سبيل المثال وطبقاً لبياجيه ، كيف يمكن فهم العلاقة بين تطور ونمو مفهوم العدد وكلاً من مفهومي التصنيف والتسلسل ؟
– الفحص الدقيق لنظام تتابع المتغيرات النمائية المعرفية ذات الأهمية وما قد يوجد بينها من فروق
– مقارنة معدلات النمو في المجالات المختلفة العقلية والوجدانية والاجتماعية وغيرها ، وبيان ما بينها من تأثير متبادل في كل مرحلة .) (Flavell, 1963, pp. 410-411.
ب- الذين يعارضون استخدام مفهوم المراحل ويرفضون الاعتراف بوجودها ، يرجعون ذلك للأسباب التالية :
– ليس هناك عمر محدد لبداية ونهاية كل مرحلة ، بل إن السائد هو التداخل الكبير بين الأعمار المختلفة .
– اختلاف استجابات الاطفال من اختبار لآخر . مما يشير إلى أن الطفل ليس لديه استقرار فيم ستوى تفكيره . وبالتالي يكون من الصعب أن نقول إن هذا الطفل ينتمي إلى تلك المرحلة ، وأن ذلك الطفل لا ينتمي إليها بسبب عدم الثبات النسبي لما نحصل عليه من استجابات الأطفال .
– ما تكشف عنه دراسة النمو العقلي ، حيث يبدو أنه عملية مستمرة وتدريجية ومتصلة .
ومن الجدير بالذكر أن أسباب رفض الاعتراف بوجود مفهوم المراحل وإمكانية استخدامها قد لقيت أكثر من رد ، وعبر دراسات مطولة تنفيها جميعاً ومنها (Leurendeau & Pinard, 1968, pp. 45-52) ويصرف النظر عن التاييد أو المعارضة في مناقشة مفهوم المراحل ، فالأهم هو التعرف على ما يراه بياجيه وكيف يميز بين كل مرحلة وأخرى .
إن بياجيه يعتقد أن مراحله حقيقية وليست تعسفية ، وأنها تجمع المحتوى المعرفي الذي يظهر لدى الفرد في مواقف محددة خلال النمو ، كم يرى أن هذه المراحل تعكس تغيرات كيفية حقيقية ، ولنتذكر أن بياجيه يعتبر أن المخططات العقلية هي وسيلة جمع هذه التغيرات الكيفية وهي الأساس التي ينطلق منه تكوين هذه المراحل .(Brainerd, 1878, p. 30)
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]