ملامح تضاريس سطح القمر خلال اليوم الرابع عشر
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
وتبقى الأشكال التضاريسية الآخرى قابلة للتمييز بوضوح مثل تلك الواقعة في بحر الأمطار الشرقي والعديد من الفوهات الحادة والأكثر حداثة، حيث تعكس حوافها والارتفاعات المركزية فيها ضوء الشمس العالية. ومن السهل مشاهدة جميع البحار الواقعة في الجانب القريب وخلجانها وبحيراتها المصاحبة لها، وهي تعرض سلسلة مدهشة من درجة تغير اللون مع لمحات رقيقة للتلون.
إن الفوهة تايكو في النجود الجنوبية محاطة بأكثر منظومة أشعة بارزة على القمر. حيث يحيط بها طوق داكن بعرض حوالي 25 كم وتبدو الأشعة بأنها تبزغ من هذا الطوق وليس من الفوهة نفسها. يقطع شعاع مزدوج ساطع عند الساعة الحادية عشرة النجود ويعبر بحر الغيوم الجنوبي الغربي. وعند الساعة الثانية تعتبر صفيحة من مواد الأشعة الرائعة على مسافة حوالي 180 كم من فوهة تايكو نقطة التركيز الأكثر إشراقاً لمواد الأشعة على القمر. ويمكن تتبع أشعة رقيقة لمسافة حوالي 1300 كم عبر النجود، تصل تقريباً إلى بحر الصفاء وبحر الخصوبة، غير أن الشعاع البارز يمتد لمسافة تزيد عن 200 كم طولاً ويشطر بحر الصفاء وهو ينشأ فعلياً من فوهة مينلاوس في الحدود الجبلية الجنوبية – وليس من فوهة تايكو كما يتخيل العديد من المراقبين غير المتمعنين. يصل الشعاع الأطول من فوهة تايكو وهو يتجاوز 1400 كم عبر بحر الرحيق ويمكن تمييز آثار المقذوفات على البحر نفسه. ومن الساعة الثامنة يلامس شعاع مستقيم تقريباً الحافة الجنوبية الغربية لقرص القمر.تتم إبانة الأشعة المحيطة لفوهة كوبرنيكوس عبر المنظار المزدوج على شكل مجموعة معقدة جداً تمتد لأكثر من 800 كم فوق المنطقة المحيطة بما في ذلك بحر العواصف الشرقي وبحر الأمطار الجنوبي وبحر الجزر بأكمله. أشعة كوبرنيكوس أقل إشراقاً بشكل ملحوظ من الأشعة البازغة من فوهة تايكو، غير أن الخلفية البحرية المعتمة على نطاق واسع تسمح بملاحظةالتفاصيل الدقيقة داخلها. ففي بعض الأماكن تكون تفاصيل كيبلر أكثر ارتصاصاً ولكنها منظومة أشعة مشرقة على نفس القدر من المساواة وتختلط مع المقذوفات من كوبرنيكوس.
تحاط فوهة ارستاركوس المشرقة في محيط العواصف الشمالي بمجموعة صغيرة من الأشعة . يمكن رؤية الثالوث المكون من فوهات ارستاركوس وكيبلر وكوبر نيكوس إلى جانب فوهة تايكو في الجنوب بالعين المجردة المتوسطة عندما يكون القمر بدراً. ومن بين مجموعات الأشعة الأصغر والأكثر غرابة التي تستحق المشاهدة هي أشعة فوهة مسيير في بحر الخصوبة، وبروكلوس إلى الغرب من بحر الأزمات وثاليز قرب الحافة الشمالية الشرقية لقرص القمر. تحتوي فوهة اناغزاجوراس المتربعة مثل التاج على القرص القمري قرب الحافة الشمالية من القرص مجموعة مشرقة منتشرة من الأشعة تمتد عبر النجود لمسافة تزيد عن 400 كم. ينتقل خط الفصل الصباحي بعد القمر البدر ملتفاً إلى الجانب البعيد من القمر، ويبدأ خط الفصل المسائي رحتله عبر الجانب القريب من الشرق.
البحر الشرقي على الحافة الجنوبية الغربية لقرص القمر صعب الإدراك بما أن معظمه يقع في الجاب البعيد. وقد أطلق عليه اسم البحر الشرقي بأنه في بدايات القرن العشرين عندما تمت تسميته كان لا يزال الالتزام جارياً بالاتفاقية الكلاسيكية لتحديد الشرق والغرب على القمر. وتبنى الاتحاد الفلكي الدولي في عام 1961 الاتفاقية المسماة اتفاقية الملاحة الفضائية، والنتيجة أن البحر الشرقي الآن يقع في الغرب. لا يزيد عرض البحر الشرقي نفسه عن 300 كم، غير أنه يشغل وسط حوض متعدد الحلقات قطره 900 كم. تتربع بحيرة الربيعوبحيرة الخريف بارتياح على الجانب القريب ويمكن غالباً لمحها بسهولة كافية حتى عندما يكون البحر الشرقي نفسه خارج نطاق الرؤية. واعتماداً على حالة نودان القمر سيتيح أي وقت بعد ليلة البدر مشهداً جميلاً متبايناً خالياً من الظلال للبحر الشرقي (عندما يكون على نصف الكرة المواجه للأرض) وبحيرات اللاّبة المحيطة به.
لقد كانت هذه الجولة على ملامح تضاريس القمر من القمر الوليد إلى القمر البدر شاملة نوعاً ما، بما في ذلك التوصيفات المفصلة لجميع الأشكال التضاريسية الرئيسة التي ترى في تليسكوبات الهواة بفتحات تتدرج من 60 إلى 200 ملم – إضافة إلى بعض الأشكال التضاريسية الأكثر تعقيداً والأكثر متعة من الناحية الجيولوجية التي يمكن تمييزها في أدوات المراقبة الأكبر. والأقسام التالية حول النقاط البارزة للقمر المتناقص ستكون أكثر إيجازاً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]