مميزات تربة وديان الأنهار
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
يوجد في الرواسب الناعمة على طول وديان النهر الرئيسة نوعان أساسيان من التربة. وفي بعض الأغوار في الأراضي شبه الجافة -حيث لا يوجد الكثير من الملح – تتحد السيلكا التي جُرِفَتْ في مياه التصريف لتشكل الطين (Clay) الذي يضُم بقوة مواداً عضوية.
وهذه التربة من الطين الأسود اللون هي «فيرتيسولز» (Vertisols)، وتتشكل أيضاً من خلال تحطم صخور البازلت في ظروف شبه جافة. وهي خصبة جداً عندما تروى بالماء وتدعم زراعة القطن في سهل ديكان في الهند وفي وسط السودان.
تكون الأنواع الاخرى من تربة الطمي الناعمة (Alluvium) أقل خصوبة. ويصلح معظمها للزراعة ويمكنها طرح محاصيل جيدة عندما تُروى بالماء، ولكن حيث تكون المياه الجوفية قريبة من السطح يتم جلب الأملاح اليه من خلال مياه متبخرة حيث تتراكم.
ويحدث هذا في الأغوار الطبيعية في المعالم الأرضية، ولكنها أصبحت مرتبطة الآن بقدر أكبر بالري المفرط أو التصريف غير الكافي. وقد غدت عدة آلاف من الهكتارات من الأراضي غير منتجة على الإطلاق نتيجة تراكم غطاء أبيض من الأملاح يرجع بعضها الى أولى أساليب الري في التاريخ في بلاد الرافدين، والبعض الأكثر حداثة يوجد حول بحر آرال في آسيا الوسطى.
ويوجد مزيد من المشاكل عندما تعود المياه التي مرت من التربة المرويّة الى الأنهار وهي تحمل الملح معها. وتصبح مياه النهر نفسها أكثر ملوحة، ويتسبب هذا في حدوث مشاكل للمزراعين وللحياة البرية في اتجاه مجرى النهر. وهذه مشكلة على نطاق عالمي، كما هو الحال في نهر تاريم في غربي الصين.
وتتمثل الحالة المعروفة جيداً في نهر كولورادو في الولايات المتحدة الذي يوجد حوله اتفاقية بين المكسيك والولايات المتحدة التي تعاقدت على تمرير مياه ذات ملوحة منخفضة الى المكسيك، وهو برنامج قد يكلفها عدة مليارات من الدولارات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]