نبذة تعريفية حول “المدرسة النيوزلندية” ومبادئ البرنامج العلاجي الحركي الذاتي التي تعتمده
2008 آلام أسفل الظهر
سعاد محمد الثامر
إدارة الثقافة العلمية
المدرسة النيوزلندية البرنامج العلاجي الحركي الذاتي مبادئ البرنامج العلاجي الحركي الذاتي الطب
بناءً على ما تقدم ذكره من خصائص المدرسة التقليدية، فقد تنبه الكثير من المدارس الحديثة لهذه المشكلة، بل انصب جل اهتمام الباحثين والإكلينيكيين على التفكير في طرق علاجية بديلة لها جدوى اقتصادية وعلمية مؤكدة.
ومن هذه الطرق العلاج الميكانيكي، الذي يعد من أفضل الطرق في موضوع تناولها آلام العمود الفقري.
حيث تقوم أساساً على استعمال الحركات الميكانيكية في تشخيص ووصف العلاج الحركي الذي يساعد على شد أربطة العمود الفقري وإحداث تأثيرات تساعد على تقليل الإحساس بالألم، وهي تساعد على منع حدوث الألم والإصابة في المستقبل.
وتعتبر المدرسة النيوزلندية في العلاج الطبيعي لآلام العمود الفقري ويتزعمها -الأستاذ روبن ماكينزي – من أبرز المدارس التي تتناول هذه الطريقة الميكانيكية في التشخيص والعلاج.
كما أنها تقوم على مبدأ المعالجة الذاتية، أي معالجة المريض لنفسه بنفسه عن طريق أداء بعض الحركات اليومية، على مدار الساعة وبشكل متناسب من 10 إلى 15 حركة تؤدى بأوضاع تختلف حسب حاجة المريض إليها، ومدة العلاج بهذه الطريقة قد تطول أو تقصر حسب شدة أو نوع الإصابة.
ويعتمد نجاح هذه الطريقة على قابلية المريض واستعداده لعلاج نفسه بنفسه.
فهناك بعض المرضى ممن لا يرغب في إجراء أي تمارين ويكتفي فقط بالطرق التقليدية السريعة التي تجري له بدون أن يبذل أي مجهود أو حتى أن يكون عنده استعداد في تثقيف أو معالجة نفسه.
في حين توجد فئة من المرضى دائماً تبحث في معرفة وتجربة كل جديد من طرق العلاج ولديها الرغبة والاستعداد لتطبيق العديد من الطرق العلاجية المختلفة من أجل العلاج والتخلص من الآلام، وسيجد هذا المريض الحل في طريقة العلاج الذاتي.
وقد لوحظ أن كثيراً من المرضى ممن جرب هذه الطريقة واصل استعمالها، بل قام معظمهم بوصفها إلى غيره.
برأيي الشخصي، إن هذه المدرسة تقدم الحل الأمثل لعلاج ألم العمود الفقري، فهي تضع المريض في مركز القيادة الذي يُحمله المسؤولية في عملية العلاج وتطوير الحالة الصحية لديه، في حين تفتقر المدارس التقليدية الأخرى إلى هذه النظرية.
إن المدارس الأخرى تتطلب زيارات مستمرة ومكثفة، كما تتطلب مصاريف كثيرة للمعالج أو العيادة التي يذهب إليها المريض، كما تجعل المريض مؤمناً بأن علاجه غير ممكن إلا باستخدام هذه الأجهزة أو بيدي ذلك المعالج.
في حين أن المدرسة النيوزلندية تعتمد اعتماداً كلياً على تثقيف وتفهيم المريض عن حالته النفسية وعن حالته المرضية وتدريسه الأسس العلمية المبسطة لصحة القوام طريقة الحركة والتعامل مع البيئة وطرق الوقاية.
وكذلك تقوم على تعليم المريض كيفية معالجة أوضاعه الصحية وكيفية أداء التمارين المناسبة له في المنزل وغيرها من إسداء النصائح والإرشادات في كيفية التعامل مع آلامه.
ولا أبالغ حين أقول: إن العلاج الطبيعي بواسطة المدرسة النيوزلندية يعتمد اعتماداً كلياً على ما يقوم به المريض خارج العيادة من معالجة في المنزل، حيث يقوم المريض بتطبيقات عملية بواسطة حركات مدروسة لمعالجة ظهره وآلامه بيده.
ولقد أثبتت هذه المدرسة المبسطة فعاليتها أمام المدارس الأخرى ولقد جاء ذكرها في كثير من الأبحاث وإن آخر بحث تم نشره في مجلة العلاج الطبيعي الأمريكية قد أقر بأهمية وفعالية هذه المدرسة في علاج آلام العمود الفقري.
وبناءً على هذا وجدت أنه من النافع للقارئ أن أقوم بشرح هذه المدرسة العالمية وإيصال المعلومات بشكل مبسط ليتفهم كيفية عمل هذه المدرسة وليتسنى له التعامل مع ألم أسفل ظهره والمشكلات الصحية المتعلقة به.
إن المدرسة النيوزلندية تتبع برنامجاً علاجياً يعتمد على حركة المريض الذاتية. وسنتطرق في الصفحات القادمة إلى شرح وافٍ للبرنامج العلاجي المتبع في هذه المدرسة لأهميته وللنتائج الممتازة التي أحرزها في علاج كثير من مرضى ألم أسفل الظهر.
البرنامج العلاجي الحركي الذاتي
المبادئ العامة :
1- البدء بتناول أسلوب التداوي وفق مبادئ هذه المدرسة يتطلب في الحقيقة أن يكون المريض تحت إشراف اختصاصيي في العلاج الطبيعي من هذه المدرسة.
ويجب ألا يسارع المريض إلى البدء بالعلاج قبل أن يتمكن اختصاصي العلاج الطبيعي أولاً من تشخيص مواضع العلة ومعرفة نوع الإصابة ومن ثم شرح مبادئ العلاج.
2- يجب على المريض الذي يريد أن يتداوى بهذه الطريقة العلاجية أن يكون حريصاً على اتباع الإرشادات والنصائح وأن يكون أميناً مع نفسه في تطبيق العلاج الطبيعي وأداء التمارين في الأوقات التي يتم تحديدها.
3- يجب على المريض أن يتفهم العلاج وأهدافه بشكل تام، بالإضافة إلى التزامه بالتمارين وفق برنامج زمني يومي، وكذلك تقيده بالمراجعات وفق برنامج زيارات أسبوعية إلى اختصاصي العلاج الطبيعي لشرح تأثير وفعالية التمارين.
ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذا التفهم والانضباطية من جانب المريض قد تأكدت جدواهما وفعاليتهما في العلاج.
4- أكدت نتائج الدراسات البحثية أهمية الفحص الدوري للمصابين بمرض قلبي أو تنفسي قبل القيام بهذه التمارين، لما قد يكون لهذه التمارين من تأثيرات سلبية في هؤلاء المرضى.
5- البرامج التي توصف للمريض هي تمارين مفردة أو مجموعة من تمرينين أو ثلاثة تمارين، وتوصف بشكل انفرادي لكل حالة على حدة.
ويتطلب من المريض أن يقوم بأداء هذه الجمل من لتمارين بشكل يومي، بحيث تؤدى كل جملة تمرينية أو علاجية كل ساعتين في اليوم.
إرشادات واحتياطات وقائية عامة
يتكون البنرامج العلاجي الذاتي من ستة تمارين أساسية: التمرينات الأربعة الأولى هي تمرينات تمدد والتمرينين الأخيرين هما تمرينا ثني، علماً بأن التمدد يعني انحناء الجسم إلى الخلف أما الثني فيعني انحناء الجسم إلى الأمام.
1- الغرض من هذه التمرينات كما يبدو هو السيطرة على ألم أسفل الظهر، فهي تمرينات مضادة للألم وتساعد على الاحتفاظ بالمدى الحركي الطبيعي المفترض في المنطقة القطنية. كما تساعد على استرجاع جزء من الحركة في هذه المنطقة في الظروف المؤلمة .
فعندما تُزاول هذه التمرينات بغرض إزالة الألم فإنه يجب عدم تعدي مقدار الحركة المتلازم مع ظهور الألم. فعند هذا المقدار من الحركة يجب التوقف والرجوع إلى وضع بداية التمرين.
أما في حالة مزاولة هذه التمرينات – بغرض اكتساب المدى الحركي الطبيعي، الذي فُقد يبوسة لتيبس وقلة مرونة المنطقة القطنية – فإنه يجب محاولة الوصول إلى أقصى مدى في الحركة.
2- توجب إرشادات هذه المدرسة الحفاظ على الوضع الصحيح للقوام، خاصة بعد هذه التمرينات مباشرةً، سواء بوجود الألم أو في الأوقات الأخرى، ليصبح القوام الصحيح عادة صحية.
3- هذه التمرينات لها تأثير سريع في الألم، فهذا التأثير ربما يكون في زيادة أو تقليل أو تغيير مكان الألم.
فمثلاً قد يشكو المريض أساسًا من ألم في أسفل الظهر وفي ناحية واحدة من العمود الفقري ويمتد إلى إحدى الردفين أو الفخذين، ولكن بعد مزاولة هذه التمرينات
قد يشعر المريض بأن الألم قد تحرك وأصبح يتمركز في منطقة محددة من أسفل الظهر. وهذا التمركز للألم – الذي يحدث كلما قام المريض بعمل التمرينات العلاجية – هو علامة جيدة من علامات الشفاء.
كما أن تحرك الألم باتجاه منتصف الظهر وبعيداً عن أماكنه المعتادة يدل على الاختيار الصحيح للتمرين المناسب للحالة المرضية، كما يدل على أن مزاولته تمت بصورة صحيحة.
وقد أوضحت دراسات في الولايات المتحدة أن ظاهرة تمركز الألم عند ممارسة هذه التمرينات العلاجية تدل على أن هناك فرصاً ممتازة لشفاء تام وسريع.
ومن جهة أخرى أوضحت هذه الدراسات أن الأنشطة اليومية والوضعات – التي تجعل الألم يتحرك من أسفل الظهر نزولاً ليزداد في الردفين أو الساقين – هي أنشطة ووضعات مغلوطة يجب تجنبها.
4- عند مزاولة أي من هذه التمرينات أولَ مرة، يلاحظ زيادة الشعور في ألم أسفل الظهر، وهذا شيء عادي في البداية، ولكن مع الاستمرار في التمارين يختفي الألم بسرعة أو على الأقل يرجع إلى حاله السابقة.
ومن ثم ينحصر ويتمركز في منطقة محدودة من منتصف الظهر، ويأخذ خلال يومين أو ثلاثة بالتناقص تدريجاً، وخلال ثلاثة أيام أخرى يختفي تماماً.
أما إذا زاد الألم مع مزاولة التمرينات أو انتشر إلى أماكن بعيدة من منتصف الظهر، فيجب إيقاف هذه التمرينات واستشارة اختصاصي العلاج الطبيعي.
5- لا يزول الألم المزمن تلقائياً أو بسرعة، فهو يحتاج إلى أكثر من يومين أو ثلاثة.
فعند اتباع تمرينات هذه المدرسة العلاجية تكون الاستجابة بطيئة، وقد تبرز بوادر التحسن بعد عشرة أيام إلى أربعة عشر يومًا، إلا أن الشفاء التام يتطلب الانتظام بعمل التمارين.
6- عند البدء بهذا البرنامج العلاجي يجب التوقف عن عمل أي نوع من التمرينات الرياضية الأخرى.
فلا يمكن الدمج بين التمرينات العلاجية وأي تمرين رياضي آخر، سواء بنفس الوقت أو بنفس الفترة العلاجية.
7– إن الشعور بالألم خلال التمرينات التي لم يعتّد جسمك على ممارستها هو أمر طبيعي جداً، وسيختفي هذا الألم خلال يومين إذا انتظمت في عمل هذه التمرينات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]