نبذة تعريفية عامة حول الأنواع المختلفة لـ”النبات”
2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أنواع النبات النباتات والزراعة الزراعة
النَّباتُ كائِنٌ حَيٌّ كَرَّمَهُ اللهُ سبحانَهُ وتَعالى بذكرِهِ في آياتٍ سبعٍ في قُرآنِهِ العظيمِ، وهو ينبتُ ويَتغْذى ويَنْمُو ويتكاثَرُ، ونجدُهُ مُسْتَوطِناً مُختلفَ المناطِقِ وكلَّ البيئاتِ
وقَدْ صَنَّفَ العلماءُ أعدادًا كبيرةً مِنْ أنواعِهِ: فَهُناكَ مجموعةُ كاسِياتِ البُذورِ (نحوَ 3000,000 نَوْع)، ومجموعةُ عارِياتِ البُذورِ (نحوَ 640 نوعاً)، ومجموعَةُ السَّراخِسِ (نحو 1000 نوعٍ).
والحَزازياتُ (نحوَ 2300 نوعٍ)، والطَّحالِبُ الخُضْرُ والحُمْرُ والبنيَّةُ (نحوَ 8700 نوعٍ)، والطَّحالِبُ الخُضْرُ المُزْرَقَّةُ (نحوَ 1400 نوعٍ)، والبكتِيْريا (نحوَ 1600 نوعٍ).
ويُمَثِّلُ النباتاتُ الزهْريَّة الرّاقية الصِّفاتِ المُمَيَّزَةَ للنباتِ بصفةٍ عامَّةٍ: فبأوراقِهِ مادَّةُ الكلُورُوفِيلِ الَّتي تُسْهِمُ في قيامِهِ بعمليةِ البِناءِ الضَّوئِيِّ، وهوَ ثابِتٌ في مَكانِهِ لأنَّهُ لا يملكُ أعضاءً للحركةِ، وليسَ لَهُ جِهازٌ عَصبيٌّ مِثْل الحَيوانِ، ولهُ أزهارٌ يَتكاثَرُ بها.
ونُشيرُ فيما يلي إلى أنواعٍ مُختلفةٍ مِنَ النَّباتِ:
نَباتاتٍ زَهْريّة: وهي التي تُكَوِّنُ أزهاراً خِلالَ دَوْرَةِ حَياتِه، والنَّباتاتُ الزَّهريةُ تُعْرَفُ أيضاً بكاسياتِ البذورِ، وهيَ نَباتاتٌ وعائِيَّةٌ بذريةٌ وعائيةٌ لأنَّ بِها جِهازاً وعائيّاً يَتَرَكَّبُ من عناصِرِ الخَشَبِ واللِّحاءِ ويُؤَدِّي وظيفةَ التَّوصيلِ، وهي بِذريةٌ لأنَّها تُكَوِّنُ بُذوراً.
وقَدْ نَشَأَتِ النَّباتاتُ الزَّهريةُ منذُ أوائلِ العصرِ الطَّباشيريِّ، أَيْ منذُ حَوالَي 130 مليونَ سنةٍ، ثُمَّ تَشَكَّلَتْ على صورتِها الحاليةِ منذُ مُنتصفِهِ أيْ مِنْ حَوالي 60 مليونَ سنةٍ، وهي تُمَثِّلُ في الوقتِ الحاليِّ 80% من الكِساءِ الخُضَريِّ على سَطْحِ الأَرضِ.
وتَرْجِعُ سيادَةُ النّباتاتِ الزَّهريةِ على سائرِ النباتاتِ إلى قُدرتِها على التَّكَيُّفِ السّريعِ مع ظروفِ البيئات المُختلفةِ الّتي استوطنَتْها.
وقد توافرتْ أولاً في بيئةٍ بَرْمائيةٍ ومنها هاجرتْ إلى البيئةِ الأرضيَّةِ بمختلفِ صُوَرها، وتبعَ هذهِ الهجرةَ تَكَيُّفٌ في كُلِّ من تركيبِها الدّاخليِّ وشَكْلِها الخارجيِ.
كَما تَشَكَّلَ جسمُ النباتِ إلى مَجْموعينِ مُتَمايزينِ: جذريٍّ لتثبيتِهِ في التُّربةِ وامْتِصاصِ الماءِ والأملاحِ منها، وخُضَريٍّ فوقَ سطحِ التربةِ يَتَكَوَّنُ من سوقٍ تحملُ فُرُوعاً وأوراقاً وأزهاراً، كَما أنَّ للنباتاتِ الزَّهريةِ مَظْهراً آخرَ من مَظاهرِ التطورِ على سائرِ النباتاتِ.
وهو أنَّ نموَّها يحدثُ من منطقتين مُحدَّدتينِ: الأولى المرستيمُ (خلايا حيةٌ لها القدرةُ على التقاسُمِ السريعِ)، وانقساماتُ هذا المرستيم هي الَّتي تُضيفُ طولاً إلى أجسامِها. والمنطقةُ الثانيةُ هي الكامبيوم الَّذي ينقسمُ ويُعطي خلايا تزيدُ من قُطْرِ سوقِ النباتِ وفروعِهِ.
وتَتَبايَنُ النباتاتُ الزَّهريةُ تبايُناً شديداً في أحجامِها والفترةِ الَّتي تتمُّ فيها دورةُ حَياتِها، فمِنْ حيثُ الحجمُ منها ما لا يَزيدُ قطرُهُ على ملليمتراتٍ ثلاثةٍ مثل نباتِ ولفيا مِنْ فصيلةِ عَدَسِ الماءِ وهو أصغرُ نباتٍ زهريٍّ، ومنها ما يَزيدُ ارتفاعُ سوقِهِ على مائِةِ مترٍ وقطرُهُ نحوَ ثلاثةِ أمتارٍ مثل نباتِ الكافورِ وهو أكبرُ نباتٍ (الملفوفِ) ونباتاتِ الخُضَرِ عامَّةً، ومنها المعمِّرُ الَّذي تَطَوَّرَتْ حياتُهُ إلى عَشراتِ المئاتِ من السِّنين.
نَباتاتٍ لازَهْريَّة: وهو الّذي لا يُكَوِّنُ أزهاراً خِلالَ دورةِ حياتِهِ، وبعضُ النباتاتِ اللَّازهريةِ ليستْ وعائيةً، أيْ ليسَ بها أجهزةٌ لتوصيلِ الغِذاءِ.
وبعضُها الآخرُ لهُ جهازٌ وعائيٌّ يتركَّبُ من خَشَبٍ ولحاءٍ ولا يُنتِجُ بُذوراً، كما أنَّ هُناكَ أنواعاً تُنتجُ البذورَ وتُسمَّى عارياتِ البُذورِ، ويُمكنُنا – في ضوءِ ذلك – تَصْنيفُ النباتاتِ اللَّازهريةِ إلى صنفين:
لا وعائيةٍ: وتشملُ الأنواعَ الخمسةَ التاليةَ:
1- البِكْتِيْريا: وهي تختلفُ في أشكالِ خَلاياها، وتَحْتَوي قِلَّةٌ مِنها على الكلُورُوفِيلِ.
2- الفِطْرياتِ: وهيَ نباتاتٌ إمّا وحيدَةُ الخليَّةِ أو تتركَّبُ من خُيوطٍ مِجْهَرِيَّةٍ، وهيَ خاليةٌ مِنَ الكلوروفيلِ.
3- الأشناتِ: وهي نباتاتٌ مُرَكَّبَةُ من طُحْلُبٍ وفِطْرٍ يعيشانِ معاً في عَلاقةِ تَقايُضٍ أو تَبادُلِ مَنْفَعَةٍ، حيثُ يمدُّ الطحلبُ الفطرَ بالغذاءِ وفي المُقابلِ يزودُ الفطرُ الطحلبَ بالأملاحِ المعدنيةِ فَضْلاً عن حمايتِهِ واحتوائِهِ، وتَحْتَوي الأشناتُ على الكلوروفيلِ
4- الطَّحالِبَ: وهي نباتاتٌ ثالوثيةٌ، أيْ غيرُ مُتميَّزَةٍ إلى سوقٍ أو أوراقٍ، وبها كلوروفيلُ.
5- الحَزازياتِ: وهيَ إمَّا ثالوسيةٌ أو متميزةٌ إلى سوقٍ وأوراقٍ بسيطةٍ، وبها كلوروفيلُ.
وعائيةٍ: وتشمَلُ النوعينِ التاليينِ:
1- التريدياتِ: وهيَ أكثرُ النباتاتِ اللَّازهريةِ تَطوُّراً: لوجودِ أنسجةٍ وعائيةٍ بها، ولتميُّز جسمِ النباتِ منها إلى جَذرٍ وسُوقٍ وأوراقٍ، وبها كلوروفيلُ.
2- عارياتِ البذورِ: وهي نباتاتٌ قادِرَةٌ على تكوينِ بُذورٍ، ولكنْ نَظَراً لغيابِ الزَّهرةِ فإنَّ البويْضاتِ تكونُ مُعَرَّاةً في الجَوِّ، وتسقطُ حبوبُ اللُّقاحِ عليها مُباشَرَةً لتَخْصيبِها، ثم تَتَحَوَّلُ البويضاتُ المُخَصَّبةُ إلى بذورٍ تكونُ مُعَرَّاةً في الجوِّ كذلكَ، وبها كلوروفيلُ.
نباتٍ حوليّ: وهو الّذي يُتِمُّ دورةَ حياتِهِ خلالَ فَصْلِ نموٍّ واحدٍ، وتستغرقُ هذه الدَّورَةُ من بِضْعَةَ أسابيعَ إلى بضعةِ شُهورٍ شَريطَةَ أنْ لا تزيدُ على اثْني عَشَرَ شَهْراً أيْ سنةٍ واحدةٍ،.
ومُعظَمُ نباتاتِ المحاصيلِ الحَقْليَّةِ الشَّهيرَةِ، كالقَمْحِ والشَّعيرِ والذرةِ، هيَ نباتاتٌ حَوْليةٌ. وكذلكَ كثيرٌ من نباتاتِ الزِّينةِ، كالمَنْثورِ والبِيتُونيا وأبو خنْجَر، هي نباتاتٌ حَوْليةٌ بَريَّةٌ (أي لا يَزْرَعُها الإنسانُ)، حيثُ تنمو في فَصْلِ المَطَرِ وتنتهي حياتُها قبلَ حلولِ مَوْسِمِ الجَفافِ.
كَما أنَّ هناكَ فئةً من النباتاتِ الحَوْليةِ تُسَمَّى الأَعْشابَ تنمُو في الحدائقِ وفي المُسطَّحاتِ الخُضْرِ وفي الأراضي المَزْروعَةِ وعلى جَوانِبِ الطُرُقِ وفي الأماكنِ المُهْمَلَةِ حولَ المدنِ.
وللأعشابِ الَّتي تنمُو في الأراضي المَزْروعَةِ على وَجْهِ الخُصوصِ أشَدُّ الضَّرَرِ على المحاصيلِ حيثُ تُزاحِمُها في غِذائِها، كما أنَّ بعضَها يتطفَّلُ على المحصولِ نفسِهِ مثل عشبِ الهالولِ الذي يتطفَّلُ على جذور نبات الفولِ.
علاوةً على أنَّ بذورَ هذه الأعشابِ تختلِطُ بثمارِ المحاصيلِ فتُقَلِّلُ من نَقاوَتِها، لِذا يَجْتَهِدُ الفلاحونَ لإزالَتِها إمَّا يدويّاً أو بِحَرْثِ الأرضِ قبلَ زراعَتِها أو باستعمالِ مُبيداتِ الأَعْشابِ. وفي دَولةِ الكويتِ ينمُو نحوُ أربعةٍ وثمانينَ نوعاً منْ هذهِ الأعشابِ مثل السندارِ ورجلِ الغُرابِ والحمبازِ.
نباتٍ مُعمِّرٍ: هوَ الَّذي تَمْتَدُّ فَتْرَةُ حياتِهِ من بِضْعِ سنينَ إلى عَشَراتِ المئاتِ من السِّنينَ بحيثُ لا تقلُّ هذهِ الفترةُ عن سنواتٍ ثلاثٍ.
وقد يَزْهو النباتُ المُعَمِّرُ في أُولى سِني حياتِهِ، أو يتأَخَّرُ الإزهارُ حتى يبلغَ ثلاثينَ أو أربعينَ سنةً كَما في أَحَدِ أنواعِ البَلُّوطِ، ونَباتِ القُطنِ مثلاً شجيرةٌ تُعَمِّرُ لسنواتٍ خمسٍ ولكنَّها تُزْهِرُ في السنةِ الأولى وتُعامَلُ في الزراعةِ كنباتٍ حَوْلي.
وصورةُ الحياةِ السائدةِ في النباتاتِ المُعمِّرَةِ هي الصورةُ الخَشَبيَّةُ المُتمثِّلَةُ في الشجيراتِ والأشجار، أمَّا الصورةُ العشبيةُ فلا توجدُ إلا في عددٍ يسيرٍ منْها مِثل نباتِ المَوْزِ.
وهناكَ فئةٌ من النباتاتِ المعمرةِ تعيشُ سيقانُها تحتَ سطحِ الأرضِ وتحتَمي في حبيباتِ التُرْبَةِ بأوراقٍ حرشفيَّةٍ خاليةٍ من الكلوروفيلِ، وتحملُ براعِمَ طرفيةٍ وأُخرى جانبيَّةٍ وكِلاهُما مَسؤولٌ عن تعميرِ النباتِ، ومن أشهرِ نباتاتِ هذهِ الفئةِ نباتُ النَّجيلِ.
نباتٍ مُتَسَلِّقٍ: هوَ الَّذي لا يستطيعُ أن يَنْموَ قائماً بذاتِهِ، ولكنَّهُ يستندُ على نباتٍ آخرَ مجاورٍ لهُ أو على دعامَةٍ طبيعيةٍ أو من صُنعِ الإنسانِ.
ويرجعُ ضعفُ النباتِ المُتسلِّقِ إلى عَدَمِ قُدرةِ سوقِهِ على تحمُّلِ ثقلِ فروعِهِ وأوراقِهِ، وتُعْرَفُ النباتاتُ المُتسلقةُ بالأعنابِ، وهي إمَّا أن تكونُ عشبيةً لا يوجدُ تَغَلُّظٌ ثانويٌّ في سُوقِها أو خشبيةً عندما يوجدُ بسوقِها قدرٌ من التغلُّظِ.
وتمتازُ النباتاتُ المُتسلِّقَةُ بخصائصَ مُعينةٍ تُهيِّئُ لَها القدرةَ على التسلُّقِ: سوقٍ قابلةٍ للشدِّ والانْثِناءِ، وسوقٍ وأوراقٍ لها حساسيةٌ شديدةٌ للالتصاقِ بما يجاوِرُها، وسُلامياتِ السوقِ سريعةِ النموِّ وطويلةٍ وقابلةٍ للشدِّ، وتأخُّر في النموِّ الكاملِ للأوراقِ إلى أنْ تتمكَّنَ السوقُ من التسلُّقِ.
وتتمُّ عمليةُ التسلُّقِ في النباتاتِ المتسلقةِ بآلياتٍ مُختلفةٍ أشْهَرُها الآلياتُ الأربعُ التاليةُ: التسلُّقُ بالمحاليقِ وهي أعضاءٌ متحورةٌ إمَّا عن آذيناتِ الورقةِ كَما في نباتِ سميلاكس، أو من برعمٍ طرفيٍّ كما في العِنَبِ، أو مِنْ بُرْعُمٍ إِبْطِيٍّ كَما في نباتِ أنتجونون، أو من بعضِ وريْقاتِ الورقةِ المُركَّبَةِ كَما في نباتِ البَسْلَةِ.
أو في الورقةِ المركبةِ جميعِها كَما في نباتِ حَمام البُرجِ. والتسلُّقِ بالجذورِ العَرضيةِ الَّتي تنمُو على السوقِ حتى تصلَ إلى ما يُجاوِرُها فتلتصِقُ به كَما في نباتِ الشَّمْعِ. والتسلُّقُ بالأشواكِ التي تنتجُ من تحوّل البَراعُمِ الإبْطيةِ كَما في نباتِ الجَهنميّةِ، والتسلُّقِ بالالتفافِ كَما في نباتِ العُليقِ.
نباتِ آكلِ الحَشَراتِ: وهوَ نباتٌ زَهْرِيٌّ ذاتيُّ التغذيةِ لوجودِ الكلوروفيلِ بهِ ولكنْ تكمُنُ مُشكلةُ هذا النباتِ في كيفية الحصولِ على النيتروجينِ اللَّازمِ لتكوينِ البروتيناتِ الضَّروريةِ لبناءِ أنسجتِهِ، لأنَّهُ إمَّا يعيشُ في تربةٍ فقيرةٍ أصْلاً في مُحْتواها النيتروجينُ أو أنَّ بِها موادَّ نيتروجينيةً ولكنَّها غيرُ مُيَسَّرَةٍ للنباتِ فلا يمتصُّها.
ومن ثمَّ يلجأُ للحصولِ على النيتروجينِ اللازمِ لهُ من مَصْدَرٍ حيوانيٍّ وهو الحشراتُ التي يصطادُها، ومن ثَمَّ فالنباتُ آكِلُ الحَشَراتِ لاحمٌ أيْ آكلُ لحومٍ!
ويبلغُ عددُ أنواعِ النباتاتِ آكلةِ الحشراتِ نحوَ أربعمائةِ نوعٍ تَنْتَمي إلى عدةِ فَصائلَ أَشْهَرُها ثلاثٌ: الأولى فصيلَةُ دروسيرا. ونباتُ دروسيرا أشهرُ نباتاتِ هذهِ الفصيلةِ لهُ عددٌ من الأوراقِ تَبْدو وكأنَّها تَخرجُ من الجَذْرِ لذا تُسَمَّى الأوراقَ الجذريةَ، لكلٍّ مِنْها عُنُقٌ طَويلٌ يَنْتَهي بِنَصْلٍ مُسْتَديرٍ.
ويحملُ النَّصْلُ عدداً كبيراً من الزوائدِ تَنْتَهي أطرافُها بانتفاخاتٍ غُدّيَّةٍ تفرزْ مادَّةً لزجَةً.
فإذا ما اقتربَت الحشرةُ من هذهِ الزوائدِ فإنَّها تلتصقُ بها الْتِصاقاً قوياً. وتحاوِلُ الحشرَةُ الهروبَ من هذا الفَخِّ، غَيْرَ أنَّ محاوَلَتُها تُثيرُ جميعَ الزوائدِ فتنْحَني حولَها وتُطْبِقُ عليها، ثُمَّ تُفْرِزْ إِنْزيماتٍ تهضمُ بها الأجزاءَ الغَضَّةَ من جَسَدِ الحشرةِ فتحلِّلُها وتمتصُّ عصيرَها.
والفصيلَةُ الثانيةُ هي فصيلَةُ الإبريقِ. وفي نباتِ الإبريقِ الَّذي تُسمَّى باسمِهِ الفصيلَةُ تَتَكَوَّنُ الورقَةُ من نصلٍ أخضرَ مُفَلْطَحٍ يُلاصِقُ الساقَ مباشرةً ويقومُ بوظيفتِهِ العاديةِ (البناءُ الضوئي).
ويمتدُّ العرقُ الأوسَطُ في هذا النصلِ امتداداً كبيراً مُكوِّناً مِحْلاقاً للتَسَلُّقِ، ثم تنتفِخُ قمةُ هذا المحلاقِ ويصيرُ مُجَوَّفاً بِما يجعلُهُ يشبِهُ الإبريقَ.
يوجدُ جزءٌ من النصلِ عندَ هذهِ الفتحةُ ليكوِّنَ غِطاءً للإبريقِ. وتصلُ الورقةُ كلُّها إلى طولٍ عظيمٍ يُقَدَّرُ بنحوِ أربعةِ أمتارٍ. ويتجمَّعُ في قاعِ الإبريقِ مزيجٌ مِنَ الماءِ والأنزيماتِ الهاضمةِ. وتسقطُ الحشرَةُ في الإبريقِ ويقفلُ الغِطاءُ عليها فلا تستطيعُ هَرَباً، فتغرقُ في السائلِ ويتمُّ هَضْمُها.
والفصيلةُ الثالثةُ هي فصيلةُ حامولِ الماءِ. ونباتُ حامولِ الماءِ الَّذي تُسَمَّى باسمِهِ الفصيلةُ لهُ سوقٌ رفيعةٌ، وتتفصَّصُ أوراقُهُ إلى فُصوصٍ رفيعةٍ كذلكَ يتحوَّرُ بعضُها إلى شكلِ أكياسٍ صغيرةٍ لكلِّ كيسٍ منها فتحةٌ عندَ طرفِهِ تُحاطُ بعددٍ من الشُّعَيْراتِ.
ويسدُّ الفتحةَ مصراعٌ يُفتَحُ إلى الداخلِ فقطْ. وعندَما تقترِبُ الحيواناتُ المائيةُ الدقيقةُ ويَجْرِي منها التيارُ إلى داخلِ الكيسِ يتحرَّكُ المِصْراعُ إلى الخارجِ ليغلقَهُ، فتختنِقُ الحشرَةُ وتموتُ، ثمَّ يتمُّ هضمُها بالإنزيماتِ التي يُفرزُها النباتُ.
والنباتاتُ آكلةُ الحشراتِ تنمُو في المُسْتَنْقَعاتِ المحليَّةِ وعلى حَوافِّها، وفي أراضي السنجاتِ، وفي رمالِ شواطِئِ البحارِ، وفي الأراضي البُورِ الرّطْبَةِ المحليةِ، وقليلٌ مِنْها ينمو في المياهِ العَذْبَةِ.
وهي ليستْ ذاتَ قيمةٍ اقتصاديةٍ، ولكنْ تُزْرَعُ بَعْضُ أنواعِها في البيوتِ المائيةِ الزُّجاجيَّةِ لغَرابَةِ أشكالِها وطَرافَةِ سُلوكِها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]