نبذة تعريفية عامة حول “الصخور”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصُّخورُ هي المَادَّةُ الّتي تَتَكَوَّنُ مِنْها قِشْـرَةُ الأَرْضِ.
وتَتَبايَنُ الصُّخورُ مِنْ حَيْثُ تَرْكيبُها المَعْدِنِيُّ، وأَلْوانُها، ودَرَجاتُ صَلادَتِها، وكَوْنُها مُتماسِكَةً أو مُفَكَّكَةً، أو غَيْرُ ذَلِكَ مِن الصِّفاتِ الّتي تُمَيِّزُ كُلَّ نَوعٍ بِذاتِهِ مِنَ الصُّخورِ.
وأَهَمُّ ما يُمَيِّزُ الصَّخْرَ مِنْ النَّاحِيَةِ الجيولوجيةِ أَنَّها تَتَكَوَّنُ مِنْ مَجْموعَةٍ مِنَ المَعادِنِ ولَوْ أنَّها في حالاتٍ نادِرَةٍ تَتَكَوَّنُ مِنْ مَعْدِنٍ واحِدٍ كَما في صَخْرِ الكُوارْتْزَيتِ المُكَوَّنِ مِن مَعْدِنِ الكُوَارتْز المُتَحَوِّلِ فَقَطْ، وكما في طَبَقاتِ الصُّوَّانِ والظَرَّانِ الّتي تَحْتَويها بَعْضُ الصُّخورِ الجِيرِيَّةِ وتَتَكوَّنُ مِنْ مادَّةِ السِّليكا فَقَطْ.
ومِنْ أَمْثِلَةِ الصُّخورِ الصُّلْبَةِ المُتماسِكَةِ الجرانِيتُ والبازَلْتُ؛ أمَّا الصُّخورُ ذاتُ الصَّلادَةِ المُتَوَسِّطَةِ والضَّئيلَةِ فَمِنْ أَمْثِلَتِها الحَجَرُ الجِيرِيُّ والحَجَرُ الرَّمْلِيُّ والطَّفل.
الطَّائِفَةُ الأُولَى من الصُّخورِ تكونُ في العادَةِ مُتَبَلْوِرَةً، أَيْ مُكَوَّنَةً مِنْ بَلُّوراتٍ؛ وهِي ذاتُ أَصْلٍ نَاريٍّ، أَيْ مِنْ باطِنِ الأَرْضِ، أَوْ مُتَحَوِّلَةً عَنْ أَصْلٍ نارِيٍّ أو رُسوبِيٍّ قَديمٍ نَتيجَةَ تَعرُّضِها للحَرارَةِ والضَّغْطِ الشَّديدَيْنِ مِنْ جَرَّاءِ النَّشاطِ النَّارِيِّ الباطِنِيِّ للأَرْضِ، أَوْ مِنْ نَشاطِ البَراكينِ، أو الحَرَكاتِ الأَرْضِيَّةِ؛ ومِنْ أَمْثِلَتِها الرُّخامُ والكُوارْتْزَيْت.
أمَّا الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ فتَتَكَوَّنُ مِنْ مَعادِنَ غَيْرِ مُتَبَلْوِرَةٍ أَوْ مِنْ بَلُّوراتٍ مُتآكِلَةٍ، وهي ذاتُ أَصْلٍ رُسوبِيٍّ، أيْ تَرَسَّبَتْ مِنْ وَسَطٍ مائِعٍ، كالماءِ أو الهَواءِ، كانَ يَحْمِلُ مُكَوِّناتِها؛ وأَحْيانًا تُرَسِّبُها المَثَالِجُ. وفي الأَغْلَبِ تُوجَدُ صُخورُ هَذِهِ الفِئَةِ علَى هَيْئَةِ طَبَقاتٍ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضِ.
وفي الأَغْلَبِ تُوجَدُ كلُّ الصُّخورِ عَلَى هَيْئَةِ تَراكِيبَ بِنائِيَّةٍ، أَوْ بِنْياتٍ، مُخْتَلِفَةِ الأَشْكالِ؛ فَصُخورُ الطَّائِفَةِ الأُولَى (ذاتِ الأَصْلِ النَّارِيِّ) تَتَدَخَّلُ عَلَى هَيْئَةِ صُهارَةٍ في صُخورِ المِنْطَقَةِ الّتي نَشَأَتْ فيها مُكَوِّنَةً كُتَلاً عظيمةً غائِرَةَ القَرارِ جِدًّا، أَوْ مُكوِّنَةً سُدودًا وقَواطِعَ في صُخورِ المِنْطَقَةِ، وتكونُ إمَّا مُنْدَسَّةً بَيْنَ الطَّبَقاتِ وإمَّا قاطِعَةً لَها.
أمَّا صُخورُ الطَّائِفَةِ الثَّانِيَةِ (ذاتِ الأَصْلِ الرُّسوبِيِّ) فَتوجَدُ عَلَى هَيْئَةِ تراكِيبَ بِنائِيَّةٍ كالطَّبَقاتِ المائِلَةِ والطَيَّاتِ والأَقْبِيَةِ والأَحْواضِ والصُّدوعِ (انظر: صَدْع) وغَيرِها.
وتَتَكَوَّنُ هَذِهِ الصُّخورُ من حبَّاتٍ أو كِسَرٍ مُخْتَلِفَةِ الأَشْكالِ والأَحْجامِ مُلْتَحِم بَعْضُها بِبَعْضٍ بمادَّةٍ لاحِمَةٍ قَدْ تكونُ حَديدِيَّةٍ أو سِلِيكِيَّةَ أو غَيْرَ ذَلِكَ.
ومِنْ أَمْثِلَتِها الحَجَرُ الرَّمْلِيُّ والجِرِتُّ والبَريشَةُ والكُنْجلُمْراتُ. وهَذان الأخيران يُعْطِيانِ أَوْجُهًا جميلَةً عند الصَّقْلِ والتَّلْميعِ، ويُسْتَعْمَلانِ أَحْجارًا للزِّينَةِ وأَسْطُحًا لِبَعْضِ الأَثاثِ.
للصُّخورِ أَيْضًا مَظَاهِرُ شَكْلِيَّةٌ (مُورْفولوجِيَّةً) عَديدَةٌ؛ فَمِنْها التِّلالُ والتّلاعُ، والجِبالُ، والهِضابُ، والجُروفُ، والأَوْدِيَةُ، وغَيْر ذلك.
وتَتَشَكَّلُ الصُّخورُ بِهذهِ الأَشْكالِ نتيجَةً لفِعْلِ عَوامِلِ التَّعْرِيَةِ والتَّجْوِيَةِ المُخْتَلِفَةِ؛ وأَحْيانًا تُساعِدُ في ذَلك الحَرَكاتُ الأَرْضِيَّةُ مِنْ طَيٍّ وتصدُّعٍ وتَمْفْصُلٍ.
والصُّخورُ وَثيقَةُ الصِّلَةِ بِمُعْظَمِ جوانِبِ حَياةِ الإنْسانِ؛ فَمِنْها مُنْشآتُهُ، وفيها مَناجِمُهُ ومَحَاجِرُه، وبها يُقيمُ سُدودَهُ ويَرْصِفُ طُرُقَهُ، وفيها يُحْفِرُ خَنادِقَهُ وأَنْفاقَهُ.
والصُّخورُ تَضُمُّ كثيرًا مِن رِكازَاتِ الخَاماتِ الّتي يُنَقِّبُ عَنْها الإنْسانُ ويَسْتَخْرِجُها من مَناجِمِها، ويُنَقِّيها ويَصْهِرُها كَيْ يَسْتَخْرِجَ منها الفلزَّاتِ المُخْتَلِفَةَ كالحديدِ والنِّيكَلِ والنُّحاسِ والألومنيومِ وغيرِها. وهذه الفِلِزَّاتُ هي الّتي تَقُومُ عَلَيها الصِّناعاتُ وتَزْدَهِرُ بها الحَضَاراتُ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]