علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عامة حول “صخور الجابرو”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صخور الجابرو علوم الأرض والجيولوجيا

تشير مصطلحات جابرو وبازلت وديابيز (أو دوليريت) إلى صخور لها تركيب معدني متشابه إلى حد ما.

ولكن تختلف في حجم بلوراتها، وتوجد علاقة وطيدة بين حجم البلورات وطرق الوجود الحقلي لهذه الصخور.

إذ يوجد الجابرو على شكل أجسام متداخلة كبيرة تصل إلى عدة كيلومترات وتقاس بلوراته بالسنتيمترات، بينما يكون صخر الديابيز جدداً موازية (سدود) وجدداً قاطعة (قواطع) يتراوح سمكها بين عشرات ومئات الأمتار، وتقاس البلورات بالسنتميتر أو الملليمتر.

 

أما البازلت فهو دقيق التحبب ويكون انسيابات وجدداً يصل سمكها في حدود عشرات قليلة من الأمتار.

وكثيراً ما تطلق تلك المصطلحات على الوجود الحقلي دون النظر إلى حجم الحبيبات.

والجابرو صخر ناري جوفي يتكون من البلاجيوكليز الكلسـي (35 -65 % بالحجم) والبيروكسين، والأوليفين والهورنبلند كمكونات أساسية، والبيوتيت والماجنيتيت، والأباتيت والنيفيلين أو الكوارتز كمكونات إضافية ولكن لاتتصاحب جميعها في صخرة واحدة.

 

والجابرو صخر ناري متداخل يكون أجساماً غير منتظمة تصل إلى مساحة 100 كم2 كما يوجد على شكل جدد قاطعة وسدود ومندسات.

وعادة ما تتضح خطوط التماس بين الصخور المحيطة ومتداخلات الجابرو التي تشق طريقها عمودياً على الاتجاهات السائدة في هذه الصخور.

وينتج عن ذلك إعادة تبلور الصخور عند التماس بفعل الحرارة العالية للجابرو وعندما يبرد الجزء الخارجي يصبح دقيق الحبيبات بينما تصبح الحبيبات داخل الجسم كبيرة.

 

قد يكون جسم الجابرو تطبق تَكَّوَن بسبب الاختلاف في النسيج أو في نوعية المعادن المكونة للصخر ونسبها. 

وفي الحالة الأخيرة فإن الطبقات تحتوي على نسب مختلفة من معادن كثيرة ويوجد في بعض أنحاء العالم أجسام كبيرة من الجابرو بها تطبق معدني كبير.

وينشأ التطبق المعدني نتيجة للانفصال الميكانيكي (بفعل الجاذبية) لبلورات ثقيلة من وسط سائل أقل كثافة.

 

أمّا الحالة الأخرى من التطبق (التطبق النسيجي) فإن نسب المعادن تبقى ثابتة تقريباً، ولكن الاختلاف يكون في نظام ترتيب، وأحجام تلك المعادن.

وعادة ما يلاحظ التطبق النسيجي نظراً لاختلاف حجم الحبيبات حيث تتبادل نطاقات من الجابرو البجماتيتي الذي يحتوي على بلورات قد تصل أطوالها إلى 10 سم أو أكثر مع نطاقات من الجابر الدقيق التحبب.

ويوجد مثل هذا التطبق النسيجي بكثرة في صخور الجابرو المصاحبة للتتابعات الأوفيوليتية التي تتكون من بريدوتيت وجابرو وديابيز وبازلت وسائدي وحجر الظّران (الشيرت) الأحمر.

ويعتقد أن هذا التتابع يميز القشـرة المحيطية. وإلى الآن لم يتفهم جيداً أسباب تكون هذا التطبق النسيجي.

 

ويتميز الجابرو عادة بنسيج أوفيتي. ويحتوي الجابرو العادي على نسبة قليلة من معادن غير البلاجيوكليز الكلسي والأوجيت (البيروكسين الغني في الكلسيوم).

ويحتوي الجابرو القلوي على أوليفين أو فلسباثويد (معادن فقيرة في السيليكا) أو كلتاهما.

أما الجابرو الأوليفيني فيحتوي على أوليفين ولكنه لا يحتوي على فلسباثويد. وفي صخور الجابرو الكوارتزي تصل نسبة الكوارتز إلى 3% وقد يوجد معدنا الأمفيبول والبيوتيت في صخور عديدة من الجابرو.

وتبين الأشكال التالية (شكلي 1،2)  بعض أنواع صخور الجابرو.

 

وتظهر معادن الجابرو تمنطقاً غير واضح إذا ما قورنت بالمعادن المماثلة في الصخور البازلتية، ويتضح من ذلك أن معدل التبريد البطيء في صخور الجابرو يسمح بوجود إتزان أكثر بين البلورات المتكونة والصهير المتبقى.

بالإضافة إلى ذلك فإنه غالباً ما تحتوي معادن صخور الجابرو على حبيبات دقيقة من معادن أخرى.

ويلاحظ أن البلاجيوكليز تكسوه غُبْرة من محتويات داكنة من الفلسبار البوتاسي (البيرثيت العكسـي)، أما معدن الأوجيت فإنه يحتوي على صفائح من البيروكسين المعين القائم (وقد يحتوي البيروكسين المعين القائم على صفائح من الأوجيت).

 

وعادة ما تظهر معادن أكاسيد الحديد نمواً معقداً متداخلاً، ومعظم هذه الظواهر تحدث نتيجة لانفصال المعادن أثناء انخفاض درجة حرارة الجسم الناري لتسمح بنمو البلورات.

ويعرف هذا الانفصال باسم المحلول المطرود (Exsolution) وهو يحدث فقط أثناء التبريد البطيء.

والخلاصة أن ندرة التمنطق في المعادن وكبر حجم الحبيبات وظواهر المحلول المطرود المميزة لصخور الجابرو ترجع إلى التبريد البطيء.

 

وحيث أن معظم صخور الجابرو تتبلور عند أعماق يكون عندها الضغط مرتفعاً فإن ذلك يسمح ببقاء الغازات في محلول الصهير بينما يأخذ التبلور مجراه، ويؤدي ذلك إلى تبلور سيليكات مائية مثل الأمفيبول والميكا من الصهير وكذلك تحول بعض المعادن اللامائية إلى سيليكات مائية أخرى عندما يبرد الصخر في وجود غاز.

وتسمى عملية التميؤ عند درجات الحرارة المنخفضة باسم التحولات الذاتية (Deute-rice Alterations).

يتشابه صخر الجابرو مع صخر البازلت في الخصائص الفيزيائية. إلا أن الجابرو لا يعتبر ترمومتراً جيولوجياً يعكس درجة حرارة الصهير الذي تكون منه الصخر.

 

وبسبب التبريد البطيء للجابرو فإن الخصائص المغناطيسية له تتميز بارتفاع درجة حرارة كوري وبنسبة منخفضة من التمغنط الطبيعي المتبقي والتمغنط المكتسب.

وتقل درجة المسامية في صخور الجابرو بنسبة ضئيلة عن صخور البازلت ولذلك فإن الجابرو أكثر كثافة من البازلت وله قوة تماسك أكبر.

يتشابه التركيب الكيميائي للجابرو مع البازلت وتحتوي معظم صخور الجابرو على نسبة أكبر من الماء (H2O) وثاني أكسيد الكربون (CO2) والكبريت (S).

 

صخور الجابرو القمرية: 

تماماً مثل الأرض يوجد الجابرو بكمية أقل من البازلت على سطح القمر. ويتميز الجابرو بنسيج مماثل لما يوصف في صخور الجابرو الأرضية. وتفتقر الصخور في القلويات مثل الصخور البازلتية القمرية.

ويغتني معدن البلاجيوكليز في الكلسيوم عن معظم صخور الجابرو الأرضية. وقد توجد معادن مضافة إلى الصهير الأصلي وتكون غنية في التيتانيوم وعناصر حرارية أخرى، بالإضافة إلى وجود الأوليفين وفلز الحديد والأباتيت.

 

وقد يلاحظ وجود تخطط معدني ضعيف في بعض صخور النوريت القمرية لأن فصل المعادن على حسب الكثافة النوعية لا يتم تحت ظروف مجال الجاذبية الضعيف المميز للقمر.

ولا يوجد بصخور الجابرو القمرية أي أثر لتغيرات لاحقة.

ومن المحتمل أن هذه الصخور تكونت وتصلدت في وسط فقير في الماء وثاني أكسيد الكربون. كما وجد أن المعادن الثانوية تشتمل على فلزات نشأت داخل معادن أكاسيد التيتانيوم والحديد وعروق من معادن كبريتيدية.

 

الأصل: 

يوجد الجابر في البيئات التكتونية العظمى (الحواف المحيطية وأطراف القارات والجزر المحيطية وداخل القارات).

وعادة ما يكون الوجود داخل القارات ممثلاً لبيئة اندثرت قد تكون قي الأصل أطراف قارات أوحواف محيطات.

وتزداد قلوية الجابرو عموماً ببعد المسافة عن أماكن النشاط الناري مثل البازلت وبالتالي يفترض أن الصهير الجابروي ينشأ بالإقلال من الانصهار الجزئي لصخور الوشاح عند أعماق متزايدة مع ازدياد القلوية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى