النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن أشجار “الحمضيات”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أشجار الحمضيات النباتات والزراعة الزراعة

الحِمْضِيَّاتُ هي أشجارُ فاكهةٍ من الفصيلةِ السِّذبيّة، ويُطلقُ على ثمراتِها اسم "الفواكه الحمضية" أو "الموالح"، وأشهرُها: البُرتقالُ، واليوسفيُّ، والليمونُ الأضاليا، والليمونُ الهنديّ(جريب فروت)، والليمونُ البلديُّ "البنزهير"، والترنجُ (الأترجُّ)، والنارنْجُ (النفَّاشُ).

واستؤنِسَت الحِمضياتُ من أُصولٍ بَريةٍ كانت تنمو في شرقِ آسيا وجَنوبِها منذُ زَمَنٍ بعيدٍ جداً، فقد زُرِعَ بَعضُها منذُ أكثرَ من ثلاثةِ آلافِ سنةٍ، وهيَ تُعدُّ على وجهْ العُمومِ من فواكه المناطقِ الحارَّةِ.

والحِمضياتُ شُجيراتٌ أو أشجارٌ صغيرةٌ مُستَديمةُ الخُضرةِ ذاتُ أشواكٍ، ورائحتُها عِطريةٌ.

وتحتوي أنسجةٌ أوراقِها على غُدَدٍ زَيْتيةٍ تَظهَرُ على سُطوحِها كنقط صغيرةٍ. ولها أزهارٌ بيضاء أو أرجوانية اللون لها رائحةٌ عِطريَّةٌ. والثمراتُ لُبيَّةٌ عَصيريَّةٌ وتُسمى الثَّمراتُ البُرتُقاليَّةٌ، غِلافُها جِلديَّ وبهِ عددٌ كبيرٌ من الغُددِ الزيتيَّةِ.

 

وتُزرَعُ  الحِمضياتُ على نِطاقٍ واسع في أقطار مختلفة من العالم، حيثُ تتوافرُ الرطوبةُ. وتصلُحُ بها كلّ الأراضي ذات الصّرف الجيد ما عدا الأراضي الرملية.

وتتقدمُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ بقيَّةَ العالَمِ في إنتاجِ الحَمضيات، يليها بُلدان البحر المتوسط، وأهمُّها إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومصر، وتجود زراعتُها ايضاً في الأردن وفلسطين.

وتاريخُ الحمضيات (الموالح) في العالم تاريخٌ قديمٌ. ويعقتدُ كثيرٌ من العلماءِ أنَّ مَوْطِنَها الأصليَّ هو الهندُ الصينيةُ وجنوبَ الصين، ويعتقدُ بَعضُهُم الاخرُ أنَها نشأت في الفلبين وأستراليا.

 

ونبات التُّرنج هو أولُ ما عُرِفَ منَ الموالحِ، ويُعتَقَدُ أنَّه نشأَ أصلاً في بلاد اليونان، ووصَفَهُ العالمُ فيرجلُ حوالي سنة 702 ق.م، كما وَصَفَهُ الفيلسوف بلينُ سنة 77م. وقد تأقلم الترنجُ في فلسطين ومصر في القرنِ الاوَّل الميلاديَّ.

أما النرانجُ والليمونُ فقد أسماهما اليونانيونَ القُدماءُ باسم "الصُّوف الذهبيَ" واستجلبَ العربُ من قديم الزمان ثمرات النَّارنج من شَرقِ آسيا وأدخلوها فلسطين وأوروبا.

وبدأ انتشارُ البُرتقال في أنحاء العالم منذُ القرن السادس عشرَ. حيث أدخَلهُ البرتغاليون إلى أوروبا في القرنِ الرابع عشرَ، ثم أدخَلَهُ الإسبانُ إلى أمريكا في المدَّةِ بينَ سنة 1505 و 1518م.

 

وتُعتبرُ إيطاليا أول منطقةٍ في أوروبا بدأت فيها زراعةُ الحِمضيات على أساسٍ تجاريٍّ. امَّا في اليابان فبدأتْ زِراعتُها على نِطاقٍ واسعٍ حوالي سنة 1500م.

وذكر ابن العوّام –عالم الزراعة العربيّ- أنّ زراعة النارنج والليمون كانت منتشرة في شمال إفريقيا حوالي سنة 1100م. وذكر زهرُ الدين مُحمَد في كتابِهِ عن الهِند أنَّ زراعةَ الموالِح كانت منتشرةً فيها.

والحَمضياتُ من الفاكهةِ المحبَّبة، ويستعملُ بعضُها طازجاً مثل البُرتُقال واليوسفي. وجميعُ الموالحِ تحتوي على فيتامين ج، وموادِّ سكريةٍ وحامضِ ستريك (ليمونيك).

 

أما البرتقالُ فعصيرُهُ وشرابُهُ من المشروبات المُحَبَّبة، ويستخرجُ منه زيتُ البرتقال، وهو زيتٌ عطريِّ يُستعملُ في الطِبَّ وفي تَحضير العُطور والصَّابونِ.

وتُستعملُ ثمراتُ النارنج في صِناعةِ المُرَبَّاتِ والعَصير. أما قشر الثمرةِ فيُقطعُ ويُضافُ إليه السُّكَّرُ ويُستعْمَلُ كشرائحَ سُكريَّةٍ لذيذةِ الطَعم تُضافُ إلى الفطائرِ والعجائن.

ويُستَعملُ الزيتُ العِطريَّ الذي يُستخرَجُ من القَشور في الطبَّ وصناعَةِ العُطورِ.

 

وهُناك صِنفٌ من نبات النارنج يسمى برجموت نسبةً إلى بلدةِ بُرجان بإيطاليا التي يُعتَقَدُ أنها موطِنَهُ الأصليُّ. ثمراتُ هذا النباتِ كُمثريَّة الشَّكل ولونُها أصفرُ ذهبيُّ، ولُبُّها شديدُ الحُموضةِ ولا يُؤكَلُ.

ويُزرعُ البرجموت في مِنطقة البحر المتوسط، حيثُ يُستخرجُ زيت البرجموت من قَشور ثمراتِهِ، لونُ الزيتِ أخضرَ ورائِحتُهُ طيبةً، ويُستعملُ لتعطير صابونِ الزينةِ وفي صناعِة العُطور.

أما في الطب فيُستعملُ من الخارجِ لِدهان إجزاء الجِسمِ المُصابةِ بالتَّبَقُّعِ الجلديَّ وفُقدانِ الِّلونِ ومَرضِ البُهاقِ.

 

أما الليمونُ البنزهير (البَلديُّ) فثمراتُهُ حِمضيَّةٌ لاذعةٌ لا تُستعمَلُ في الأكلِ مُباشرةً. ويُزرعُ أساساً للعصير الذي يُستخلَصُ ويُعبأُ بحالتِهِ النَيَّئة أو بعدَ تركيزِهِ.

وتُستعملُ قطراتٌ من العصير لتطييب "السلطات". أما استعمالُهُ الأساسيُّ، فهو لعملِ المشروباتِ، ومصدرٌ لحامِض الستريك، وفي الطِبَّ ليمنعَ مرض الأسقربوط الذي ينشأ عن النَّقْصِ الشَّديد في فيتامين ج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى