نبذة تعريفية عن أشجار السرو
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أشجار السرو النباتات والزراعة الزراعة
تنمو أشجارُ السَّرْوِ في مِنطقة البحرِ المتوسِّطِ، وفي المناطِقِ الجبليَّةِ من وطننا العربيِّ، كما تنمو في بعضِ مناطِقِ آسيا وأمريكا.
وهي أشجارٌ دائمةُ الخُضْرَةِ جميلةٌ المنظرِ جدّاً، ولا تحتاجُ إلى تَشْذِيبٍ، ولذلك تُزْرَعُ في معظمِ أنحاءِ العالَمِ لتزيينِ الحدائقِ والميادينِ والشوارعِ ولإكسابِها رونقاً وجمالاً أخّاذاً.
وأشجارُ السَّرْوِ تتحمَّلُ الجفافِ بدرجةٍ كبيرةٍ لأنَّ لها جذوراً متشعِّبَةً تتوغَّلُ في التُّرْبَةِ إلى أعماقِ كبيرةٍ حتى تحصلَ على الماءِ.
وهي تستطيعُ مقاومةَ الرياحِ العاتيةِ لقوَّةِ مجموعها الجِذْرِيِّ، ولذلك تُستَخدمُ لصَدِّ الرياحِ عن المزروعاتِ وذلك بغرسِها حول الأراضي المزروعة.
وأشجارُ السَّرْوِ شكلُها العامُّ كالمخروطِ ولكنَّها صِنْفان: الصِّنفُ الأوَّلُ أشجارُه مخروطيّةٌ عموديّةٌ أو هَرَمِيَّةٌ، والصَّنْفُ الآخَرُ أشجارُه مخروطيَّةٌ بيضيَّةٌ.
ويرجع اختلافُ شكلِ الصِّنْفَيْن لاختلافِ طريقةِ التفرّع في كلِّ منهما، ففي الصِّنفِ الأوّلِ تكون الفروعُ رأسيَّةً متكاثِفَةً بينما في الصِّنْفِ الثاني تكونُ أفقيَّةً متفرِّقَةً.
ويتراوحُ ارتفاعُ شَجَرَةِ السَّرْوِ من 5 إلى 25 متراً ولكن في بعض الأماكنٍ يبلغُ ارتفاعُها أكثرَ من 50 متراً، وبخاصةٍ الصنفُ الهَرَمِيُّ، فأشجارُه سامِقَةٌ رفيعةٌ رشيقةٌ وتبدو من بُعْد كأنَّها مآذنُ أو أعمدةٌ متجهةٌ نَحْوَ السَّماء.
وأوراقُ السَّرْوِ صَغيرةٌ حَرْشَفِيَّةٌ متراكبةٌ ملتَصِقَةٌ بالسَّاقِ وبالفروعِ، وأطراف الفروعِ لونُها يميلُ إلى الحُمْرَةِ.
والسَّرْوُ من النباتاتِ المخروطِيَّة، وهي نباتات بِذريَّةٌ لا زَهْرِيَّةٌ، أيْ لا تُكوِّنُ أزهاراً.
ولكنَّها تُكَوِّنُ مخاريطَ، ومخاريطُها البُوَيْضِيَّةُ هي التي تصبحُ بعدَ التلقيحِ والإخصاب ثماراً خَشَبِيَّةً رماديَّةَ الّلونِ كُرَويَّةَ الشَّكْلِ تقريباً، قطرُها حوالّي 3 سم.
وتكون الحراشِفُ الخشبيَّةُ التي تحملُ البذورَ متباعِدَةَ بحيثُ تستطيعُ البذورُ الصغيرةُ ذاتُ الأجنحةِ الخروجَ والانتقالَ بالهواءِ بعيداً عن الشجرةِ الأمِّ فتنمو في أماكنَ متفرقَّةٍ غيرَ متزاحِمَةٍ.
ويُزرعُ السَّرْو أيضاً من أَجْلِ خَشَبِهِ الجيِّدِ الذي يستعملُ في صناعَةِ الأثاث وأقلامِ الرَّصاصِ. وقديماً كان قدماءُ المصريين يستخدمونَه في صناعَةِ التوابيتِ للمَوْتَى.
وكان قدماءُ الإغريقِ يستخدمونَهُ لصناعَةِ تماثيلَ يتخذُّونَها آلِهَةً لهم. وأنسجةُ الخَشَبِ بها زيوتٌ عِطْرِيَّةٌ تُستخلصُ وتضاف إلى الصابون لإكسابه رائحة زكيَّة.
وبأنْسٍجَةِ الخشبِ أيضاً موادُّ راتنجيُّةٌ كانت توضعُ على الجروحِ لتُعَجِّلَ من التئامِها. وكذلك الأوراقُ الرطبةُ المدقوقَةُ كانت تُستخدمُ لتجعلَ الجروحَ تلتئمُ بسرعةٍ وربَّما كانتْ هذه الخاصيةُ السبب في تسميةِ شجرةِ السَّروِ بشجرةِ الحَياةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]