إسلاميات

نبذة تعريفية عن “أنصار” الرسول (صلى الله عليه وسلم)

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أنصار الرسول إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

"الأنصار" هم أهل "يثرب"، مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين ناصروه، أي أيدوه وأعانوه على أعدائه، عندما هاجر إليهم من مكة.

وكان الأوس والخزرج من أهل يثرب يسمعون من اليهود المقيمين معهم أن نبيا عربيا سوف يظهر في ذلك الوقت.

وقد تحقق أملهم المنتظر ببعثة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، فسعى جماعة منهم إلى لقائه عندما توجهوا إلى مكة للحج في السنة الحادية عشـرة من البعثة المحمدية.

 

وكان هذا اللقاء عند "العقبة"، وهو موضع على طريق مكة على مقربة من منى. واقتنع هؤلاء بدعوة الرسول إلى توحيد الله، سبحانه وتعالى، وانشـرحت صدورهم للإسلام ورحبوا بمبادئه السامية.

ولما عاد هؤلاء الرجال إلى "يثرب" بشـروا قومهم بدين الإسلام ودعوهم إليه، فاستجاب كثيرون منهم. وفي السنة التالية ذهب وفد من اثنى عشـر رجلا من يثرب، وقابلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، عند العقبة، وبايعوه على الإسلام والتمسك بمبادئه القويمة. ويعرف هذا اللقاء باسم "بيعة العقبة الأولى".

وفي السنة التالية قابل الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفد من أهل يثرب يتألف من ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين، وبايعوه على أن ينصـروه، ودعوا النبي إلى الهجرة إلى يثرب. ويعرف هذا اللقاء باسم "بيعة العقبة الثانية".

 

وفي أواخر ذي الحجة من العام نفسه، أذن النبي، صلى الله عليه وسلم، للمسلمين أن يهاجروا إلى يثرب، ثم هاجر هو وأبو بكر الصديق إليها بعد ذلك. ومنذ دخول الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب، ثم هاجر هو وأبو بكر الصديق إليها بعد ذلك. ومنذ دخول الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى يثرب أصبحت تعرف بمدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وفي المدينة المنورة، آلف النبي، صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج، وأزال ما بينهما من عداوة طويلة أدت إلى حروب كثيرة بينهما. ورحب الأنصار بإخوانهم من مسلمي مكة الذين تركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا إليهم.

وآخى الرسول، صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأنصار. فجعل لكل مهاجري أخا من الأنصار، يتقاسمان العيش ويتعاونان ويتناصران، بل إنهما يتوارثان بعد الموت، كالإخوة الأشقاء. وظل التوارث بين المهاجرين والأنصار إلى أن شرع الله أحكام الميراث بعد ذلك.

 

وهذا الكرم العظيم والإيثار الرائع من الأنصار لا مثيل له في التاريخ، وكان له دور كبير في نصـرة الإسلام وانتشاره.

وبرز في تاريخ العهد الأول للإسلام عدد من الأنصار، منهم: البراء بن معرور، وسعد بن معاذ، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، ومعاذ بن جبل، ونسيبة بنت كعب (أم عمارة)، وأسماء بنت عمرو بن عدي "أم منيع". وبعد الهجرة أصبح صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتألفون من المهاجرين والأنصار على السواء.

ومن أبلغ ما نقرا عن إخلاص الأنصار وتفانيهم، ما قاله "سعد بن معاذ" الأنصاري يوم أن استشار الرسول، عليه الصلاة والسلام، صحابته قبل غزوة بدر. قال سعد بن معاذ، رضي الله عنه، موجها الكلام إلى النبي: "فقد إمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة.

 

فامـض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك. فوالـذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا. إنا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقربه عينك، فسر بنا على بركة الله".

ومما يدلنا على مكانة الأنصار عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما قاله موجها الكلام إليهم، بعد غزوة الطائف: "…. فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت أمرأ من الأنصار.

 

لو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار". ("والشعب": الطريق بين جبلين، و "سلك": سار في الطريق).

وقد أوصى الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالأنصار قبل وفاته: "يا معشر المهاجرين، استوصوا بالأنصار خيرا….". رضي الله عن الأنصار وجزاهم عن الإسلام خير الجزاء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى