نبذة تعريفية عن أنواع كل من المنظار الضوئي والمنظار اللاسلكي
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المنظار الضوئي المنظار اللاسلكي المنظار الفلكي أنواع المنظار الضوئي أنواع المنظار اللاسلكي أدوات علم الفلك
المنظار الفلكي – ويسمى أيضا «مقراب» – أو «تليسكوب». هو جهاز بصري يجمع ضوء الأجرام السماوية البعيدة في البؤرة ويكبر حجمها فتظهر واضحة جلية لنا.
ولما كان الضوء المرئي هو نوع من الأنواع الكثيرة للأشعة الكهرومغناطيسية التي تصلنا من الفضاء الخارجي، والتي منها:
الضوء المرئي، وأشعة جاما، والأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء، وموجات الراديو.
ولما كانت معظم هذه الأشعة غير مرئية، فقد صنع العلماء مناظير خاصة لرؤية كل منها.
ويذكر المؤرخون أن أول من صنع منظارا فلكيا هو هانزلبرشاي عام 1608، وهو خبير بصريات هولندي. وقام جاليليو في العام التالي عام 1609 بتطويره إلى جهاز فلكي.
وهناك ثلاثة أنواع من المناظير الضوئية هي:
1- المنظار الكاسر: ويتكون من عدسة مثبتة في نهاية أنبوب تسمى العدسة الشيئية تقوم بتجميع الضوء، وعدسة أخرى أصغر منها تسمى العدسة العينية ووظيفتها تكبير الصورة.
2- المنظار العاكس: ويتكون من مرآة أو سطح عاكس على شكل قطع مكافئ يجمع الضوء، وعدسة عينية لتكبير الصورة.
وقد توضع بينهما مرآة ثانوية أو أكثر لتحويل الأشعة إلى جانب أنبوب المنظار لتسهيل عمليات الرصد.
وقد اقترح جيمس جريجوري استعمال المرايا بدلا من العدسات. واهتم نيوتن وهرشل وغيرهما بتحسين التصميم الجديد.
وكانت المرايا المستخدمة حتى القرن التاسع عشر مكونة من المعدن، ولكن سرعان ما كان يصدأ ومن ثم يفقد هيئة القطع المكافئ عند إعادة تلميعه.
ومن ثم استعمل الزجاج بعد تقدم الكيمياء، وإمكان ترسيب طبقة من الفضة عليه. وحديثا استخدم الألومنيوم بدلا من الفضة لأنه لا يفقد قوته العاكسة سريعا.
ولكل من هذين النوعين من المناظير الضوئية فائدته الخاصة: فالكاسرة مستحسنة لدراسة تفاصيل الأجرام السماوية القريبة نسبيا، والعاكسة للبعيدة. ولكن أحجام المناظير الكاسرة محدودة؛ لأن وزن العدسة في طرف الأنبوب ربما يحدث اعوجاجا.
لذا كان أكبرها، وهو منظار مرصد يركس لا يزيد قطر عدسته على 40 بوصة (حوالي 101.5 سنتيمترا) أما في المناظير العاكسة فقد أمكن الوصول إلى قطر مرآة يبلغ 200 بوصة (حوالي 507 سنتيمترا) كما في المنظار الموجود في مرصد جبل بالومار.
3- المنظار الكاسر العاكس: ويعرف بمنظار شميدت على اسم من اخترعه عام 1930، وهو يسمح بتصوير مساحات أوسع من السماء في وقت أقصر.
ولكن لما كانت كل هذه الأنواع الثلاثة تظهر الأشكال بغير الوضوح الكافي بسبب الغلاف الجوي للأرض الذي يحول دون الرؤية الصافية، فقد قام الفلكيون منذ أواخر السبعينيات بعمل منظار يعمل فوق الغلاف الجوي لتوفير رؤية أكثر وضوحا.
وكانت ثمرة هذه الجهود أن أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عام 1990 منظارا فلكيا في مدار حول الأرض على ارتفاع 580 كيلومترا فوق سطحها، أطلق عليه اسم «منظار هبل» نسبة إلى عالم الفضاء الأمريكي إدوين هبل. وقد أمكن عن طريقه عمل خرائط واضحة للقمر وغيره من أجرام السماء.
ويتم التحكم في هذا المنظار عن طريق أوامر بالراديو تصدر من مركز للطيران بولاية ماريلاند الأمريكية، وينقل المنظار المعلومات عن طريق الراديو إلى علماء الفلك على سطح الأرض.
وهناك أيضا ما يعرف بالمناظير اللاسلكية وهي تقوم بتجميع الموجات اللاسلكية التي تطلقها بعض أجرام السماء، وهي الموجات التي اكتشفها المهندس الأمريكي كارل جوث جانسكي.
وفي ثلاثينات القرن الماضي قام مهندس أمريكي آخر، هو جروت روبر، ببناء أول منظار لاسلكي على شكل طاسة. وفي عام 1957 بنى الفلكي البريطاني برنارد لوفل أول منظار لاسلكي ضخم.
وقد تمكن العلماء عن طريق هذه المناظير اللاسلكية من الحصول على صور أوضح ألف مرة من تلك التي تتيحها لهم المناظير الضوئية.
ومن أنواع المناظير اللاسلكية ما يلي:
1– منظار الأشعة فوق البنفسجية: ويستخدم في دراسة الأجسام الحارة جدا كالمجرات والنجوم.
2- منظار الأشعة السينية: ويستخدم في دراسة النجوم المزدوجة (النجم المزدوج بمثابة زوج من النجوم يدور كل منهما حول الآخر مثل نجم الشعري الذي يبعد عنا نحو 9 سنوات ضوئية)، باعتبارها من مصادر الأشعة السينية.
وقد مكنت مناظير الأشعة السينية العلماء من ذلك لما لتلك الأشعة من أطوال موجية أقصر وطاقة أكبر من الأشعة فوق البنفسجية.
3- منظار أشعة جاما: ويستخدم في دراسة أجرام السماء البعيدة جدا والتي لا يعرف عنها العلماء الكثير مثل (النابضان) وأشباه النجوم، وذلك لما لتلك الأشعة من أقصر طول موجي وأعلى طاقة مقارنة ببقية الأشعة الكهرومغناطيسية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]