نبذة تعريفية عن الأسس المعتمدة في لعبة كرة الطائرة
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لعبة كرة الطائرة أسس لعبة كرة الطائرة أدوات البيولوجيا وعلوم الحياة
الكُرَةُ الطَّائِرَةُ لُعْبَةٌ جَماعِيَّةٌ منْ فريقَيْن مُتَنافِسَيْن، يتكوَّنُ كلٌّ مِنْهُما مِنْ سِتَّةِ لاعبينَ. يَفْصِلُ الفريقَيْن شَبَكَةٌ مَوْضوعَةٌ في مُنْتَصفِ المَلْعَبِ.
ويُحاوِلُ كلُّ فَريقٍ إِسْقاطَ الكُرَةِ في مَلْعَبِ الفَريقِ المُنافِسِ وإِجْبارِهِ علَى فُقْدانِ الكُرَةِ أو الحصولِ عَلَيْها أو إعادَتِها فَوْقَ الشَّبَكَةِ، بِحَيْثُ تَسْقُطُ خارِجَ المَلْعَبِ.
ويُسْمَحُ لِلْفًريقِ أَنْ يَلْعَبَ بالكُرَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ في مَلْعَبِهِ قَبْلَ أَنْ تَعْبُرَ الكرةُ إلَى ملعبِ الفريقِ المُنافِسِ.
وفي أثناءِ اللَّعِبِ يقفُ اللاَّعبونَ السِّتَةُ في المَلْعَب: ثَلاثَةٌ في الأَمَامِ وثلاثَةٌ في الخَلْفِ. ويَحْمِلُ كُلُّ لاعبٍ رَقْماً مُعَيَّناً بِحَسَبِ مَرْكَزِه الّذي يَلْعَبُه في أَثْناءِ الإرْسالِ.
أمَّا الرَّقْمُ الموجودُ علَى «فانِلَّةِ» اللاَّعِبِ فالغَرَضُ مِنْه التَّعَرُّفُ عَلَيْه في أثناءِ التَّبْديلِ ومُناقَشَةِ تَرْتيبِ الدَّوَرانِ.
وحَرَكَةُ اللاَّعبينَ في أثناءِ الإرْسالِ تكونُ في اتِّجاهِ عَقْرَبِ السَّاعَةِ، بحيثُ يدورُ كلُّ لاعبٍ حَوْلَ المَلْعَبِ لِيَلْعَبَ كلَّ مَرْكَزٍ بالتَّناوُبِ.
وبَعْدَ أنْ يُلْعَبَ الإرْسالُ يُسْمَحُ للاَّعِبِ بالتَّحَرَكِ في أيِّ مكانٍ في مَلْعَبِه لِلَّعِبِ بالكُرَةِ. والفريقُ الّذي يَبْدَأُ الإرْسالَ يُمْكِنُهُ الحصولُ علَى نُقْطَةٍ إمَّا في المَلْعَبِ، أو إذا ارْتَكَب الفريقُ المُنافِسُ خَطَأً.
والفريقُ الّذي يفوزُ بالشَّوْطِ هو الّذي يحرزُ 15 نقطةً أوَّلاً وبِفارِقِ نُقْطَتَيْن علَى الأَقَلِ. أمَّا إِذا تَعادَلَ الفريقانِ 14:14 يفوزُ بالشَّوْطِ الفريقُ الّذي يَحْصُلُ على نُقْطَتَيْن مُتَتَالِيَتَيْن مثلاً 16:14.
والفريقُ الّذي يفوزُ في المُباراةِ هو الّذي يفوزُ بثَلاثَةِ أَشْواطٍ مِنْ أَشْواطِ المباراةِ الخَمْسَةِ.
بَدَأَتْ فِكْرَةُ طَيَرانِ الكُرَةِ في الهَوَاءِ وإعادَتِها مُنْذُ حوالَيْ 3000 سنةٍ قَبْلَ الميلادِ، فَقَدْ دَلَّتْ الآثارُ الموجودَةُ في مَقابِرِ الفَراعِنَةِ علَى ذَلِكَ.
كَذَلِكَ هناكَ صُوَرٌ أُخْرَى موجودَةٌ في أَمريكا وإنْدونيسْيا تشيرُ إلَى قَذْفِ الكُرَةِ والإمساكِ بِها من الجانِبِ الآخَرِ منذُ حوالَيْ 2000 سَنَةٍ.
ولُعْبَةُ الكُرَةِ الطَّائِرَةِ تُعَدُّ مِنَ الأَلْعابِ المُرْتَدَّةِ الضَرَباتِ. وقَدْ قِيلَ إنَّ الشَّعبَ الإيطالِيِّ عَرَف لُعْبَةً تُشْبِهها خِلالَ العُصورِ الوُسْطَى، ثُمَّ انْتَقَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إلَى الشَعْبِ الأَلْمانِيِّ سنة 1893، وكانَتْ تُسَمَّى «فاسْتْ بُول».
وقَدْ ابْتكِرَتْ لُعْبَةُ الكُرَةِ الطَّائِرَةِ نتيجةَ الحاجَةِ إلَى طريقةٍ جديدَةٍ لِقَضاءِ وَقْتِ فراغِ اللاَّعبينَ، في لُعْبَةٍ سَهْلَةٍ يُمارِسونَها خارِجَ مَوْسِمِ التَّدْريبِ الرِّياضِيِّ.
ويَرْجِعُ الفَصْلُ في ابْتكارِها إلَى مُورْجان الأمريكيِّ سنةَ 1895، الّذي كانَ يَشْغَلُ مَنْصِبَ مديرِ جَمْعِيَّةِ الشُّبَّانِ المَسيحِيَّةِ.
فَقَدْ فَكَّرَ في إِحْضارِ إِحْدَى الشِّباكِ المُسَتَعْمَلَةِ في لُعْبَة التِّنِسِ لِكَيْ يُجَرِّبَ عَلَيْها لُعْبَتَهُ الجديدةَ الّتي سمَّاها «مُونُو نِتْ بولْ» (أيْ: كُرَةَ الشَّبَكَةِ الواحِدَةِ).
فَقَدْ قامَ بِتَعْليقِ الشَّبَكَةِ وشَدِّها علَى ارْتِفاعِ 6 أقدامٍ مِنَ الأَرْضِ، علَى قائِمَتَيْن داخلَ صَالَةِ التَّدْريبِ المُغْلَقَةِ، ثمَّ اختارَ كُرَةَ سَلَّةٍ منَ النَّوْعِ الخفيفِ، وطَلَبَ مِنَ اللاَّعبينَ تَبادُلَ قّذْفِ الكُرَةِ باليَدَيْنِ لِكَيْ تَعْبُرَ فَوْقَ الشَّبَكَةِ.
فحازَتْ هذه اللُّعْبَةُ إعجاباً لَدَى الشَّبابِ مِنْ كِلاَ الجْنِسَيْنِ، فأُدْرِجَتْ ضِمْنَ الأَلْعابِ الرِّياضِيَّةِ في قائِمَةِ أَلْعابِ جَمْعِيَّةِ الشَّبابِ المَسيحِيَّةِ.
ثُمَّ تَعَرَّضَتْ هذه اللُّعْبَةُ إلَى هجومٍ كبيرٍ منْ الدُّكتور أ.ن. هالْسِنْد، الأستاذِ بجامِعَةِ ر سنْجْفيلْد، وطالَبَ بِتَغْييرِ اسْمِ اللُّعْبَةِ من كُرَةِ المِينونِتْ إلَى الكُرَةِ الطَّائِرَةِ (و؟لِي بولْ).
واسْتَنَد في ذَلِكَ إلَى أنَّ ضَرْبَ الكُرَةِ باليَدِ أو باليَدَيْنِ وعُبورَها فَوْقَ الشَّبَكَةِ دُونَ أَنْ تَلْمَسَ الأَرْضِ مَعْناه أنَّها تطيرُ، فوافقَ أَعْضاءُ اللَّجْنَةِ علَى تَسْمِيَتِها الكُرَةَ الطَّائِرَةَ.
وفي عام 1900 بَدَأَ اللاَّعبونَ مُزَاولَتها في المَلاعِبِ الخارِجِيَّةِ، ثُمَّ علَى الشَّواطِئِ في أثناءِ فَصْلِ الصِّيْفِ. ولَمَّا زادَ الإقْبالُ علَى مُمَارسَتِها أصْبَحَ لابُدَّ مِنَ وُجودِها في النّوادِي والهَيْئاتِ والمَدارِسِ والكُلِّياتِ لِتَزِجِيَةِ أوقاتِ الفَراغِ.
وانْتَشَرَتْ اللُّعْبَةُ بَعْدَ ذَلِكَ في العالَمِ خِلالَ الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الأُولَى سنةَ 1914 عن طريقِ الجنودِ الأَمريكِيِّينَ. وفي سنَةِ 1923 أٌقيمَتْ أَوَّلُ بطولَةٍ عامَّةٍ لِلْكُرَةِ الطَّائِرَةِ بَيْنَ الولاياتِ المُخْتَلِفَةِ في أَمْريكا.
وفي عام 1948 أٌقيمَتْ أوَّلُ بطولةٍ في أُوروبا لِلْسَيِّداتِ والرِّجالِ، وكانَ ذَلِكَ في مَدينَةِ بْراغ. ويُعَدُّ عامَ 1953 عاماً مُمَيَّزاً في تاريخِ اللُّعْبَةِ، فَقَدْ حَضَر حوالَيْ 50,000 مُشاهِدٍ لافْتِتاحِ بُطولَةِ العالَمِ الّتي أٌقيمَتْ في مُوسْكو عاصِمَةِ الاتِّحادِ السّوفِيِتِّي (السَّابِقِ).
وقَدْ اشْتَرَكَ 27 فريقاً في هذه المُبارَيَاتِ الّتي اسْتَمَرَّت ثمانيةَ أيَّامٍ.
وفي عامِ 1995 أصْبَحَ عُمْرُ اللُّعْبَةِ 100 سَنَةٍ. وأكْثَرُ من 46 مليونَ أمريكيٍّ يمارسونَها، و800 مليونِ لاعِبٍ في العالَمِ يَلْعَبونَها مَرَّةً في الأُسْبوعِ. وقَدْ زادَ الاهْتِمام بِلُعْبَةِ الكُرَةِ الطَّائِرَةِ، فَتَكَوَّنَتْ عِدَّةِ اتِّحاداتٍ أَهْلِيَّةٍ في كثيرٍ مِنَ الدُّوَلِ الّتي تُمارِسُها.
وتَأَسَّس الاتِّحادُ الكُوَيْتِيُّ لِلكُرَةِ الطَّائِرَةِ سنةَ 1957، وهو المسْؤولُ عنْ شؤونِها، ورِفعِ مُسْتواها الفَنِّيِّ في دَوْلَةِ الكُوَيْتِ في حدودِ القَواعِدِ الّتي يُقِرُّها الاتِّحادُ الدَّوْلِيُّ لِهذهِ اللُّعْبَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]