نبذة تعريفية عن “الأنشطة الاقتصادية” في دولة الكويت
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأنشطة الاقتصادية الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تتعدد الأنشطة الاقتصادية بدولة الكويت، ويتمثل أهمها في النشاط الصناعي والاستثمارات المالية وصيد الأسماك والتجارة إلى جانب الزراعة والرعي.
وفيما يلي إيجاز لأهم هذه الأنشطة:
أ- النشاط الصناعي: الواقي ان عملية التصنيع وتوسيع قطاع الصناعات التحويلية تخضع لنظرة مستقبلية إلى الوضع الاقتصادي لدولة الكويت كغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، وليس لكونها ضرورة آنية ملحة لمعالجة مشاكل يومية.
فالهدف من التصنيع هو بناء قاعدة اقتصادية مستقبلية قوية تساعد على تنوع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على مصدر إنتاجي واحد.
وعلى ذلك دعمت الحكومة القطاع الصناعي وساعدها على ذلك العائد المالي من البترول، خاصة مع ارتفاع أسعاره عام 1973، وسيطرة الحكومة على الصناعات البترولية.
ويتضح من الجدول (5) والشكل (12) وشكل (13) عدد من المصانع بالكويت وإجمالي الاستثمارات وعدد العاملين بالمقارنة ببعض دول مجلس التعاون الخليجي.
حيث بلغ عدد المصانع بالكويت سنة 1975 (425) مصنعاً، زادت 883 مصنعاً سنة 1986 نسبة زيادة وصلت إلى 208%. وبلغ إجمالي الاستثمارات في السنة الأخيرة إلى 5130 مليون دولار بنسبة زيادة تصل إلى 833% عن 1975.
ولا تسبقها في هذه المعدلات من دول مجلس التعاون الخليجي سوى السعودية التي بلغ عد المصانع فيها 2113 مصنعاً في 1986 بإجمالي استثمار قدره أكثر من 23,5 مليار دولار.
وقد حقق قطاع الصناعات التحويلية تأثراً كبيراً بالمميزات التي تتمتع بها دولة الكويتن خاصة ما يرتبط بالموارد الطبيعية، مثل البترول والغاز الطبيعي والتي تمثل العمود الفقري لاقتصاديات الدول، وحيث تمثل عمليات استخراج البترول وإنتاج مشتقاته صناعة في حد ذاتها بجانب الصناعات الأساسية التي اعتمدت أساساً على الموارد المالية.
وتنقسم الصناعات بالكويت إلى:
1- الصناعات البترولية: وتتمثل في تكرير البترول وتسييل الغاز. وتهدف هذه الصناعات إلى تحويل البترول الخام إلى سلع نهائية ومنتجات بتروكيماوية.
وتعد من أولى الصناعات الحديثة بالكويت، حيث أقيمت مشاريع التصفية مباشرة بعد بدء عمليات الاستخراج منذ عام 1949.
وتوجد بالكويت ثلاث مصافي بطاقة قدرها 58 ألف برميل في اليوم، سوف تزاد إلى 660 ألف برميل بنسبة 46% من جملة الناتج من البترول "منظمة الأقطار العربية المصدر للبترول، تقرير سنوي، الكويت 1986". أما بالنسبة لصناعة تسييل الغاز يبلغ الإنتاج السنوي 3,6 مليون طن.
2- الصناعات البتروكيماوية: عبارة عن مركبات يتم إنتاجها من البترول أو الغاز الطبيعي، وهي بذلك عبارة عن منتجات هيدروكربونية.
وتعد كذلك من أكثر الصناعات ديناميكية وتأثيراً على عملية النمو الاقتصادي وحركة التجارة الدولية خاصة مع تزايد الطلب الصناعي على منتجاتها كبدائل لمثيلاتها الطبيعية، مثل الغزل الاصطناعي بدلاً من القطن الصوف والمطاط الصناعي بدلاً من الطبيعي والموارد البلاستيكية التي حلت محل الموارد المعدنية في كثير من الصناعات.
وقد تم إنشاء شركة صناعات الكيماويات البترولية منذ 1963، وبدأ الإنتاج 1966. وتقوم هذه الشركة التي تعمل بها أكثر من 1760 عاملاً بإنتاج المونيا واليوريا وحمض الكبريتيك بكميات بلغت 352,6 ألف طن متري و1610,4 ألف طن من الميلامين وذلك تبعاً لإحصاءات 1985 (محمد هشام خواجكية، حسام عيسى، 1989، ص53).
3- الصناعات غير البترولية: عندما تدفق البترول وارتفع إنتاجه بشكل كبير لم تكن هناك صناعات حديثة في الكويت على الإطلاق، فكل حاجات التنمية حتى الموارد الإنشائية الأساسية كانت تستورد من الخارج.
ولكن منذ الخمسينات بدأت تظهر بعض الصناعات اللازمة للأعداد المتزايدة من السكان، وهي عبارة عن صناعات خفيفة تزود السوق المحلي بنسبة محدودة من البضائع الاستهلاكية.
وتلعب الصناعة في الوقت الحاضر دوراً متواضعاً في اقتصاد الكويت، إذ إن القيمة المضافة من الصناعات التحويلية والبناء بلغت في العام 66/1967 مليون دينار أو نحو 10% من مجموع الناتج المحلي البالغ 804 مليون دينار في مقابل 61% لصناعة البترول و28% لصناعة الخدمات (محمد علي الفراء 1974، ص261-262) وقد زادت هذه النسبة زيادة كبيرة وفي الوقت الحاضر.
وتتوزع هذه الصناعات على نشاطات عديدة، منها إنتاج الحليب ومشتقاته والمشروبات، وكذلك الصناعات الدوائية.
حيث تأسست بالكويت عام 1981 الشركة الكويتية للصناعات الدوائية التي بدأت عام 1987 بإنتاج 110 صنفاً من الأدوية التي تغطي بعض حاجة السوق المحلي بالكويت ومنطقة الخليج، إلى جانب ذلك توجد صناعات عديدة أخرى، مثل صناعة الخشب والمنتجات المعدنية المصنعة، وكذلك الصناعات الغذائية والملابس الجاهزة وغيرها.
ب- النشاط الزراعي
كان الأهالي في الماضي يزاولون نشاطاً زراعياً محدوداً في مزارع صغيرة متناثرة على طول الشريط السهلي الموازي لساحل الخليج العربي في قرى الشعيبة والفحاجيل وأبو حليفة والمنقف والفنطاس والفنيطيس وحولي وضواحي الكويت والجهراء وبعض أجزاء من جزيرة فيلكا.
ولعل من أهم الأسباب التي ساعدت على قيام هذا النشاط الزراعي هو توفر المياه ووجودها على أعماق قليلة نسبياً من السطح، وهي في الأصل عبارة عن تجمع لمياهالأمطار في الطبقات الصخرية القريبة من السطح كمياه تحت سطحية Subterranean water متجددة تتأثر بسقوط المطر.
وكان الأهالي يلجأون لتجديد خصوبة التربة إلى استخدام روث الحيوانات والطيور بعد أن يجف في أكياس تلقى في قنوات الري، حيث تداس بالأقدام أثناء مرور الماء عليها حتى يذوب السماد وينتقل إلى التربة تدريجياً.
وكانت أهم الخضروات هي البطيخ الأصفر والأخضر (الرقي) والقثار (الطروح) والخيار والقرع الأصفر والفلفل والفجل (الرويد) والخس والبرسيم (الجت) والباذنجان والطماطم والفول (الباجلاء) والكراث (البقل) والرجلة (البربير)، وجميع هذه الخضروات كانت تستهلك محلياً وتباع بأسعار اغلى من سعر الخضرورات المستوردة نظراً لأنها في حالة طازجة.
أما حديثاً وبعد ان تم مسح وتصنيف أراضي الكويت في الفترة من 1967 حتى 1970 تبين أن هناك بعض المناطق تصلح تربتها للزراعة بصورة نسبية، منها منطقة جنوب غرب مدينة الكويت (في المنطقة المسماة الصليبية) التي تقع فيها حقول الآبار.
وبناءً عله أقيمت فيها مزرعة أطلق عليها المزرعة النموذجية، والتي تبلغ مساحتها 340 دونماص تروى من مياه آبار المنطقة الجوفية.
وفي هذه المزرعة تعمل التجارب على انواع مصدات الرياح وطرق الري بأنواعها المختلفة وأثر البيئة على النباتات وكمية الإنتاج وزراعة محاصيل العلف وبعض الأشجار المثمرة وتربية الأغنام على ما يتم إنتاجه من أعلاف خضراء في الزراعة "محمد الفرا 1974 ص305" .
بالإضافة إلى المزارع المقامة في منطقتي الوفرة ومنطقتي العبدلي، حيث تتركز مقومات الزراعة في هاتين المنطقتين، وبها يلعب القطاع الزراعي دوراً مهماً في اقتصاد البلاد إذ بلغت مساهمة الزراعة والثروة الحيوانية والصيد نحو 0,5% من جملة الناتج المحلي.
وهذه المساهمة المحدودة جعلت الكويت بحق اقل بلاد العالم زراعة وذلك نتيجة عدة عوائق وعقبات تحول دون نمو هذا القطاع.
ج- النشاط الرعوي
يكاد يكون معدوما في الكويت لعدم توافر الاعشاب والمراعي الجيدة بسبب زيادة الجفاف ،وعلى الرغم من هذا فيزاول حرفة الرعي بعض القبائل البدوية التي تمارسها منذ عهد بعيد ،حيث تربي الماعز والابل ،نظرا لما لها من صفات خاصة تمكنها من تحمل ظروف البيئة القاسية.
وينتقل البدو وراء العشب من مكان لاخر، وبخاصة عقب سقوط الأمطار الشتوية وما يعقبها من نمو بعض الأعشاب.
مما ساعد على ظهور بعض المزارع الخاصة بتربية الأبقار الى جانب الطيور التي تربى على الأعلاف المستوردة من الخارج، ويديرها اشخاص على النظم الحديثة.
ولقد نجحت هذه المزارع إلى حد ما في تزويد البلاد ببعض ما تحتاج إليه من الحليب الطازج والبيض والدجاج. وقد زاد الاهتمام بهذه المزارع نتيجة للطلب المتزايد على هذه الأصناف الغذائية المهمة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]