نبذة تعريفية عن “الاتحاد الأوروبي” وأهم أهدافه وإنجازاته
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الاتحاد الأوروبي أهداف الاتحاد الأوروبي إنجازات الاتحاد الأوروبي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
شَهِدَ العالَمُ منذُ الثَّمانيناتِ الاتجاهَ نحوَ إرساءِ قواعدِ نظامٍ عالَمِيٍّ جديدٍ، قِوامُهُ التَّكَتُّلاَتُ الاقْتِصادِيَّةُ الكُبْرَى.
ومن أَهَمِّ هذهِ التّكتّلاتِ «السُّوقُ الأوروبِّيَّةُ المُشْتَرَكَةُ»، والّتي كانَ أبرزُها معاهدةَ روما 1957.
وقد اشْتَمَلَت السّوقُ الأوروبِّيَّةُ المشتركةُ، وفقًا لمعاهَدَةِ روما، على سِتَّةِ دُوَلٍ أوروبيةٍ هي: بِلْجيكا، وفَرَنْسا، وإيطالْيا، ولوكْسِمْبورج، وألمانيا الغَرْبِيَّةُ، وهولَنْدا.
ثم تَطَوَّرَتْ السّوقُ الأوروبِّيَّةُ المشتركةُ إلى كِيانٍ أَكْثَرَ تماسُكًا هو الاتِّحادُ الأوروبيُّ، الّذي أَعْلَن قِيامَه في 1/ 1/ 1993، ليضمَّ 15 دولةً أوروبِّيَّةً غربيَّةً، وهي: البُرْتُغال، وأسْبانيا، وإيرْلندا، وبريطانْيا، وفَرَنْسا، وبِلْجيكا، وهولَنْدا، ولوكْسِمْبورج، والدَّانِمارْك، وألْمانيا، وإيطالْيا، واليونانُ، والسُّوَيْدُ، وفِنْلَنْدا، والنَّمْسا.
أهْدافُ السُّوقِ الأوروبِّيَّةِ المُشْتَرَكَةِ
للسُّوقِ الأوروبِّيَّةِ المشتركةِ أهدافٌ عديدةٌ، أهمُّها ما يلي:
1- إزالَةُ القيودِ الجُمْرُكِيَّةِ، وجميع القُيودِ المشابِهَةِ لها، على عَمَلِيَّاتِ نَقْلِ البَضائِعِ داخِلِ الدُّوَلِ المُوَقَّعَةِ على الاتِّفاقِيَّةِ.
2- إزالَةُ جميعِ العوائِقِ أمامَ حَرَكَةِ الأفرادِ والخِدْماتِ ورأسِ المالِ بينَ الدُّولِ الأعضاءِ في السُّوقِ.
3- العملُ على توحيدِ التَّعْريفَةِ الجُمْرُكِيَّةِ الّتي يَتِمُّ التعامُلُ بها بينَ دُوَلِ السّوقِ والدُّوَلِ الأُخْرَى.
4- توحيدُ السِّياساتِ الزِّراعِيَّةِ الّتي تُتَّبَعُ في داخِلِ دولِ السُّوقِ، وذلك من أجْلِ زِيادَة الإنتاجِيَّةِ الزِّراعِيَّةِ، وتحقيقِ الاستقرارِ في أسواقِ المُنْتَجاتِ الزِّراعِيَّةِ، وضمانِ مستوًى معيشيٍّ عادِلٍ للسّكّانِ.
5- إيجادُ سِياسَةٍ مُوَحَّدَةٍ لعلاجِ مشاكِلِ البِطالَةِ في سُوقِ العَمَلِ لدُولِ السّوقِ الأوروبيَّةِ.
وتحقيقُ هذه الأهدافِ يعملُ على المزيدِ من النشاط والاستقرار الاقتصادي لدول السوق الاوروبية، كما يعمل على توحيد اوروبا وجعلها قوة عالمية
وأما من حيث الإجْراءاتُ والسِّياساتُ الدَّاعمَةُ للسّوقِ الأَوروبِيَّةِ، فإننا نُلاَحظُ أنّ دُوَلَ السُّوقِ لم تَسْتَطِعْ تحقيقَ بعضِ هذهِ الأَهْدافِ حتَّى بِدايَةِ الثَّمانيناتِ. ولذلكَ تجدَّدَتْ الدَّعْوَةُ إلى اتِّخاذِ خُطُوَاتٍ أكثرَ جِدِّيَّةً لإقامةِ السّوقِ الأوروبيةِ الموَحَّدَةِ، خاصَّةً مع تزايُدِ الوزنِ النِّسْبِيِّ لليابانِ والولاياتِ المُتَّحِدَةِ الأمريكيَّةِ في التِّجارَةِ الدُّولِيَّةِ.
وتحقيقُ هذه الأهدافِ يعملُ على المزيدِ من النَّشاطِ والاسْتِقْرارِ الاقْتِصادِيِّ لدُولِ السّوقِ الأوروبيَّةِ، كما يعملُ على توحيدِ أوروبا وجَعْلِها قُوَّةً عالَمِيَّةً.
وقد عَمِلَتْ الدُّولُ الأوروبيةُ على إزالَةِ جميع العوائِقِ أمامَ السّوقِ، وذلك من خِلالِ اتِّخاذِ عِدّةِ إجراءاتٍ بين عامَيْ 1979 و 1993.
وفي نوفمبر من عامِ 1993، بَدَأَ تنفيذُ اتِّفَاقِيَّةِ «ماسْستِرِيخْت»، الّتي تَمَّ التوقيعُ عليها من دُوَلِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ عام 1992 في هولَنْدا.
وتَقْتَضِي الاتِّفاقِيَّةُ إدخالَ دُوَلِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ في وَحْدَةٍ انْدِماجِيَّةٍ. وقَدْ تَضَمَّنَتْ الاتّفاقيَّةُ سِياساتٍ للأَمْنِ والدِّفاعِ والعَدْلِ والطَّاقَةِ والتشريعِ، فضلاً على السِّياساتِ المالِيَّةِ والنَّقْدِيَّةِ، بحيثُ تُمَثِّلُ دستورَ عَمَلٍ لِدُوَلِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ.
كذلك تَمَّ الاتِّفاقُ على أنَّه في المرحلَةِ الّتي تَبْدَأُ مع بِدايَةِ عامِ 1996، يَتِمُّ إنشاءُ البَنْكِ المَرْكَزِيِّ الأوروبيِّ الّذي يقومُ بوَضْعِ السِّياسَةِ النَّقْدِيَّةِ وإصدارِ العُمْلَةِ المُوَحَّدَةِ «اليورو» لدُوَلِ الاتِّحادِ.
وفي عامِ 1996، تم الاتِّفَاقُ، في قمة «دبلن»، حولَ قيمَةِ العُمْلَةِ الأوروبيَّةِ المُوَحَّدَةِ الجديدةِ وشكلِها.
هذا وقد تَحَوَّلَتْ مؤسَّسَةُ النَّقْدِ الأوروبيَّةُ إلى البَنْكِ المركزيِّ الأوروبيِّ في بدايَةِ عام 1999، ومَقَرُّه في مدينَةِ فرانكفورْت الألمانيَّة، وهو يتمتَّعُ بِصِفَةِ الاسْتِقْلالِيَّةِ عن حكوماتِ الدُّوَلِ الأوروبيَّةِ.
وتتمثل إنْجازَاتُ السُّوقِ الأوروبِّيَّةِ المُشْتَرَكَةِ، والآثارُ المترتِّبَةُ على قيامِها في التالي:
1-إلغاءُ كلِّ التعريفاتِ الجُمْرُكِيَّةِ على السِّلَعِ المتداوَلَةِ بينَ دولِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ عام 1968.
2- رَفْعُ القيودِ الكَمِّيَّةِ على قوائِمِ السِّلَعِ بينَ الاتِّحادِ قبلَ المَوْعِدِ المُحَدَّدِ.
3- فَرْضُ تَعْرِيفَةٍ جمركِيَّةٍ خارجِيَّةٍ مُشْتَرَكَةٍ في مواجَهَةِ الدُّوَلِ الأخرَى عامَ 1970.
4- زَادَتْ حِصَّةُ الصَّادِراتِ البيئِيَّةِ (بينَ دُولِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ) بالنِّسْبَةِ للصَّادِراتِ الإجمالِيَّةِ للجماعَةِ الأوروبِّيَّةِ من أقلَّ مِن 35% عامَ 1960 إلى حوالَيْ 49% عامَ 1970، وبَلَغَتْ 60% عامَ 1990.
5- في مجالِ المالِ والنَّقْدِ حَقَّقَ التكامُلُ شوطًا بعيدًا، فقد تَحَرَّرَتْ حركةُ رؤوسِ الأموالِ تمامًا، كما تَمَّ في أوَّلِ يناير عامَ 1999 إصدارُ العُمْلَةِ الأوروبيَّةِ المُوَحَّدَةِ «اليورو»، وبَدَأَ التعامُلُ بها في التَّحويلاتِ بين البُنوكِ بعضِها بعضًا وبينَ العُمَلاءِ كقُيودٍ دَفْتَرِيَّةٍ.
وفي عامِ 2002 سَيَتِمُّ التعامُلُ «باليورو» كأوراقٍ نقديَّةٍ وعُمْلاتٍ مَعْدِنِيَّةٍ جنبًا إلى جَنْبٍ مع العُمْلاتِ الوَطَنِيَّةِ لدُوَلِ الاتِّحادِ.
ولا شَكَّ أن إصدارَ «اليورو» يعتبرُ تَتْويجًا للوَحْدَةِ الاقْتِصادِيَّةِ الأوروبيةِ، وسوف يؤدِّي إلى زيادَةِ القُوَّةِ الاقْتِصاديَّةِ لدُولِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ.
6- أدَّى الاتِّحادُ الاقْتِصادِيُّ الأوروبِّيُّ إلى زيادَةِ القُدْرَةِ التَّنَافُسِيَّةِ لدُوَلِ الاتِحادِ بسببِ اتِّساعِ نطاقِ السّوقِ وانخفاضِ تكاليفِ الإنتاجِ.
7- هناكَ عِدَّةُ آثارٍ اقتصادِيَّةٍ مُتَوَقَّعَةٍ للاتِّحادِ الأوروبيِّ بالنِّسْبَةِ لدُوَلِ الاتِّحادِ، من أهمِّها ما يلي:
أ- زيادَةُ مُعَدَّلِ نُمُوِّ الناتِجِ المَحَلِّيِّ الإجمالِيِّ.
ب– تخفيض الأسعارِ للمُسْتَهْلِكِ.
ج- زيادةُ إيراداتِ الميزانِيَّةِ الحكومِيَّةِ.
د- تحسينُ المَوْقِفِ العامِّ لميزانِ المَدْفوعاتِ.
ويرجعُ ذلك إلى إلغاءِ الضَّوابِطِ الحدودِيَّةِ، وحرِّيَّةِ الخِدْمَاتِ المالِيَّةِ، وتحقيقِ اقْتصاديَّاتِ المُنافَسةِ، والحَجْمِ الكبيرِ.
8- أدَّى إلغاءُ القيودِ على التِّجارَةِ بينَ دُوَلِ الاتِّحادِ إلى فَتْحِ آفاقٍ واسِعَةٍ لتَقَدُّمٍ اقتصادِيٍّ كبيرٍ خلالَ العَقْدَيْنِ القادِمَيْن.
وبدأتْ شركاتٌ متعدِّدَةُ الجنسيَّةِ (شركاتٌ لها فروعٌ في أكثرَ من دَوْلَةٍ واحدةٍ) تُنْشِئُ فروعًا لمصانِعِها ومكاتِبِها هناكَ لتعامَلَ معامَلَةَ الشَّرِكاتِ الأوروبِّيَّةِ ضِمْنَ هذا الاتِّحادِ.
فمثلاً تستثمرُ شركاتٌ يابانيَّةٌ متعددةُ الجنسيَّةِ أموالاً طائِلَةً لإنشاءِ مصانِعَ لها في بريطانْيا علَى سبيلِ المِثال، آمِلَةً أن تَسْتَحْوِذَ على نصيبٍ مُؤَثِّرٍ في سُوقِ السَّيَّاراتِ في أوروبا، وهي السُّوقُ الأكبرُ عالَمِيًّا.
وتُعَدُّ دولُ الاتِّحادِ الأوروبيِّ الشريكَ التجارِيِّ الأوَّلَ للدُّوَلِ العربيَّةِ، فقد بَلَغَتْ صادراتُ الدُّوَلِ العربيَّةِ لدولِ الاتِّحادِ الأوروبيِّ نحوَ 41 مليارَ دولارٍ، بِنِسْبَةِ 29% من جُمْلَةِ الصّادراتِ العربيَّةِ.
كذلك بلغتْ الوارداتُ العربيَّةُ من دولِ الاتّحادِ نحوَ 52 مليارَ دولارٍ، بنسبةِ 41% من مجموعِ الوارداتِ العربيَّةِ، وذلك في عام 1993.
وتعملُ دولُ مجلسِ التَّعاوُنِ لدولِ الخليجِ العربيِّ علَى عَقْدِ اتِّفاقيَّاتٍ تجاريَّةٍ مع المجموعَةِ الأوروبيَّةِ، تَهْدُفُ إلى تعزيزِ وتطويرِ سُبُلِ التَّعاوُنِ في قطاعاتِ التِّجارَةِ والطَّاقَةِ والصِّناعَةِ والزِّراعَةِ، وإقامَةِ مشروعاتٍ مُشْتَرَكَةٍ في مجالِ التَّدريبِ ونَقْلِ التَّقانَةِ (التِكْنولوجْيا).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]