نبذة تعريفية عن البنيات الرسوبية وأنواعها
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
البنيات الرسوبية أنواع البنيات الرسوبية علوم الأرض والجيولوجيا
تنشأ الصخور الرسوبية بصورة عامة نتيجة لعمليات التجوية والنقل والإرساب التي يقوم بها كل من الغلاف الغازي والمائي بتفاعلهما مع الصخور القديمة ميكانيكياً أو كيميائياً .
ونواتج التجوية إما قابلة للذوبان في الماء فتنقل في صورة محلول، أو غير قابلة للذوبان فتنقل في هيئة فتات صخري مختلف الأشكال والأحجام ثم يرسب في مناطق الترسيب مكوناً ما يعرف بالرواسب الفتاتية. وتنقل المواد الذائبة عادة إلى البحار والبحيرات حيث تترسب بعوامل كيميائية أو عضوية .
وتتماسك الرواسب المفككة بوساطة عمليات تتم بعد الترسيب، كترسيب مادة لاحمة بين الحبيبات، أو تعرض الرواسب لضغط يعمل على تماسك حبيباتها لتصبح صخوراً صلبة فتاتية (ميكانيكية) أو كيميائية عضوية.
والبنيات الرسوبية تعي الأشكال أو الملامح الداخلية التي توجد في الرسوبيات والصخور الرسوبية، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وقد تشكلت هذه البنيات في الصخر أثناء الترسيب أو ما بعده مباشرة، على عكس البنيات الخارجية الكبيرة كالصدوع والطيات والفواصل التي تتكون في الصخور نتيجة للإجهاد اللاحق الذي تتعرض له هذه الصخور بعد وقت طويل من نشأتها، والذي يعمل على تغيير أوضاعها الأصلية وتشويهها .
وقد قسمت البنيات الرسوبية حسب الطريقة التي نشأت بها إلى ثلاثة أنواع هي:
1-البنيات الرسوبية الأولية أو الميكانيكة: وتنشأ غالباً بطريقة ميكانيكية بوساطة التيارات التي تنقل وترسب الصخور التي توجد بها هذه البنيات .
ومن أمثلتها : التطبق، والتطبق المتقاطع، والتطبق المتدرج، وعلامات النيم، وعلامات الموج، وعلامات الغدير، والتشققات الطينية وغيرها .
2-البنيات الرسوبية الثانوية أو الكيميائية : تتكون هذه البنيات أساساً بوساطة العمليات الكيميائية للترسيب مثل الذوبان وإعادة التبلور، والعزل أو الفصل النوعي لمكونات الصخر.
وهذه العمليات تحدث بعد الترسيب، وينشأ عنها أشكال أو مظاهر معينة داخل الصخر مثل : خطوط الذوبان، والزوائد الصخرية، والدرنات الصخرية، والجيود (الدرنات الصخرية المبطنة بالبلورات)، والدرنات الشعاعية، والقوالب، والنماذج أو الحشوات .
3-البنيات الرسوبية العضوية: وتنتج بفعل نشاط الكائنات الحية، وتشمل بقايا الهياكل الصلبة للكائنات الحية والمحفوظة في الصخور كأحافير، كما تشمل أيضاً الآثار التي تتركها الكائنات الحية في الصخور مثل المسارب والجحور التي تخلفها الديدان، وطبقات أقدام الحيوانات، وطبقات أوراق الشجر وغيرها من الآثار .
إن دراسة وتحليل البنيات الرسوبية المتوفرة في الصخور تساعد وتؤدي إلى فهم أفضل لعمر الصخر الذي يحتويها وأصله وتاريخه بوجه عام .
فعلى سبيل المثال يمكن التعرف على حدود الطبقات ومستويات التطبق بينها، لأن العديد من البنيات الرسوبية توضح بجلاء الأسطح العلوية والسلفية للطبقات . مثل بصمات المطر، والتطبق المتقاطع، والتطبق المتدرج .
كما يمكن التعرف على بيئات الترسيب القديمة إن كانت بحرية أو قارية بفعل المياه الجارية أو بفعل الرياح، لأن كل بيئة ترسيبية تتميز برسوبيات ذات بنيات رسوبية خاصة، ذات اتجاهات محددة تحكمت فيها التيارات التي عملت على تكوينها.
ومن دراسة هذه الاتجاهات وقياسها أو مقارنتها بالاتجاهات التي تحدثها التيارات في الوقت الحاضر يمكن معرفة نظام التيار القديم الذي كان سائداً أثناء الترسيب .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]