نبذة تعريفية عن “الجُزيء” وكيفية تكوينه
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تتكون جميع المواد من جزيئات، فلو أننا قسَّمنا قطعة من السكر إلى أجزاء صغيرةٍ، وكررنا ذلك عدة مرات، فإننا سنحصل مرة بعد أخرى على أجزاء أصغر ثم أصغر، حتى نصل إلى وِحْدة صغيرة جدا لا يمكن تقسيمها بعد ذلك، ولكنها ما زالت محتفظة بخواص قطعة السكر الأصلية.
وتُعرف هذه الوحدة باسم الجزيء، ويُعَّبر عن الجزيء بأنه أصغر جزء من المادة يحمل صفاتها.
وقد كان الكيميائي الإيطالي «أميديو أفوجادرو» (1776-1856)، أول من ذكر أن المادة تتكون من جزئيات متشابه في التركيب.
وقال إن الوزن الجزيئي للماء مقدرا بالجرامات، ويساوي 18 جراما، يحتوي على 602.000.000.000.000.000.000.000 (602 ألف مليون مليونِ مليونِ) جزيء، ويعرف هذا العدد بَعَدد أفوجادرو.
وقد اشتُقَّت الكلمة الدالةُ على الجزيء في اللغة الأجنبية (وهي «مولكيول»). من الكلمة اللاتينية التي تعني «كتلة صغيرة».
والجزئيات هي الوحدات التي تتكون منها كل المواد، فتبنى منها الغازات، والسوائل، والمواد الصلبة. فالغازات المُكوِّنة للهواء، والماء الذي يتدفق من الصنبور، والملح الذي نضيفه إلى الطعام، يتكون كل منها من جزيئات متشابهة فيما بينها.
وتتكون هذه الجزيئات من وَحدات أخرى أصغَر منها هي الذرات.
وهي تختلف من مادة إلى أخرى، فجزيء غازِ الأكسجين مثلا يتكون من ذرتي أكسجين، ويرمز له بالرمز «أ2» أو O2، وجزيء الماء يتكون من ذرة أكسجين متحدة بذرتي هيدروجين.
ويرمز له بالرمز «يد أ2«أو «H2O»وجزيء كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) يتكون باتحاد ذَرة صوديوم بِذَرَّةَ كلور، ويرمز له بالرمز »ص كل«أو «NaCI».
وفي بعض المواد تتكون الجزيئات باشتراك الذرات المكونة لها في إلكترونين، كما في الماء، أو في النشادر التي يتكون جزيؤها من ذرة واحدة من النتروجين وثلاثِ ذرات من الهيدروجين.
ولكن الجزيء قد يتكون بانتقال إلكترون من ذرة إلى أخرى، كما في جزيء كلوريد الصوديوم. وتختلف الحالة التي توجد عليها الجزيئات باختلاف ظروف الضغط ودرجة الحرارة.
والغازات جزيئاتها حُرَّةُ الحركة، وتنطلق بسرعات كبيرة في كل اتجاه .
فجزيء أكسجين الهواء، مثلا، يتحرك بسرعة تصل إلى نحو 1600 كيلومترٍ في الساعة عند درجة الصفر المئوي (صفر سلزيوس).
ولكننا لا نَحُس بهذه الحركة لأن حجم الجزيئات مُتناهٍ في الصغر. ولكي تتصور ذلك يكفي أن تعرف أن كل سنتيمترٍ مُكعبٍ من الهواء يحتوي على نحو 30 مليون مليون مليون جزيء من الغازات.
ونحن نَشُم الراحة عندما تدخل بعض جزيئات المادة إلى أنوفنا، فنحن نشم مثلا رائحة الشِّواء أو رائحة الحريق من على بعد كبير، مهما صَغُر عدد الجزيئات التي تصل إلى أنوفنا.
ومثال ذلك أننا نشك رائحة أحد مُرَكبات الكبريت كريه الرائحة، والمعروف باسم «المركبتان»، إذا وجد منه في الهواء نحو جزءٍ من 460 مليون جزءٍ من المليجرام.
وليس هذا بأمر غريب، فإن المليجرام من هذه المادة يحتوي على 21 ألف مليون جزيء، ونحن نشم جميع المواد التي يتصاعد منها عدَدُ كاف من الجزيئات في الهواء على هيئة بخار، ولكننا لا نشم المواد التي لا تنطلق منها جزيئات في الهواء مثل الفلزات.
كذلك تنتشر الجزيئات في المحاليل فعندما نضع قطع من السكر في الماء.
فإنه بعد فترة من التقليب يذوب السكر ويُصبح المحلول رائقا؛ لأن جزيئات السكر تكون قد انتشرت تماما بين جزيئات الماء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]