نبذة تعريفية عن “الديمقراطية” ومقوّماتها
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الديمقراطية مقوّمات الديمقراطية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
عرف المسلمون معنى الديمقراطية ضمن مبادئ الإسلام في الشورى.
ومفهوم الديمقراطية من حيث اللفظ، من أصل يوناني ولكنه لم يكن يحمل شمولية المعنى المعاصر لكلمة الديمقراطية الذي يعني توفر فرصة المشاركة لجميع أفراد المجتمع في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم الفردية والجماعية على السواء بشكل متكافئ.
وتستطيع بعض المجتمعات توفير المناخ الديمقراطي في مختلف المجالات، يساعدها في ذلك الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المستقرة.
ولكي نتعرف على وجود الأسلوب الديمقراطي في أي مجتمع، لا بد أن تتوفر بعض المقومات وأهمها:
– الاعتراف أو وجود فروق وتنوع في الاتجاهات الفكرية للأفراد، ومراعاة أن يتم التفاعل بين هذه الاتجاهات في هدوء ومساواة.
– الاعتراف بتكافؤ الفرص، أي إتاحة الفرص لجميع الأفراد بحسب استعدادات كل فرد في المجتمع وإمكاناته وميوله، وبخاصة في مجال التعليم والعمل والثقافة والترويح وقضاء وقت الفراغ.
– الحرية في إطار النظام العام بحيث يشترك الأفراد في الممارسات العامة كعناصر متعاونة ومتفاعلة، فلا تعارض في الأفكار أو المجهودات حتى يصبح النظام العام قدرة جميع الأفراد على إنجاز ما يفيدهم ويفيد المجتمع في حرية واستقلال.
– إتاحة الفرص للإبداع والابتكار أمام جميع الأفراد، حتى يكون كل فرد قادرا على تقديم المبادرات الأهلية والممارسات الإبداعية سواء أكانت أفكارا أم أفعالا مبدعة.
– تنمية قدرات جميع أفراد المجتمع وإمكاناتهم عن طريق الرعاية الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية التي تتناسب مع الظروف البيئية واحتياجات النمو لكل فرد.
– إتاحة الفرص أمام جميع الأفراد للتعبير عن آرائهم وتوجيه النقد مقابل تقبل نقد الآخرين في رحابة صدر وروح رياضية كريمة. وهذا ما تحاول المناهج الدراسية تحقيقه في مجال تعليم الصغار عندما تتيح لهم في الصف حرية المناقشة وتوجيه النقد نحو الأشياء التي لا تعجبهم.
– احترام القوانين والأنظمة. وهذا يتضمن أن يمارس الطلبة أنشطتهم في المدارس في ظل طاعة اللوائح والأنظمة المدرسية، وأن يخضع للعقاب كل من يخرج منهم عن النظام أو يخالف اللوائح.
– التعاون في تقسيم العمل وتحمل مسؤولية إنجازه بين أفراد المجتمع، كل بحسب إمكاناته حتى يتحقق الخير للجميع. والتعاون يمكن تطبيقه كمقوم رئيسـي من مقومات الديمقراطية في كل مجال من مجالات الحياة.
– تطبيق التفكير العلمي كأسلوب في حل مشاكل المجتمع بعيدا عن التعصب. ويتمثل هذا الأسلوب في الإحساس الجماعي بالمشكلة ووضع الفروض لحلها ثم المفاضلة بين هذه الفروض لوضع الحل الأمثل.
وهكذا نجد في مقومات الديمقراطية حقوقا ومزايا متعددة، يكفلها النظام الديمقراطي للفرد، وفي الوقت نفسه يطالبه بكثير من الالتزامات التي عليه القيام بها حتى تصبح الديمقراطية مظهرا سلوكيا إيجابيا في المجتمع، ومضمونا ثقافيا في سياسته، ودعما حضاريا في سيادته واستقلاله.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]