نبذة تعريفية عن “الستاد الرياضي” وأمثلة مختلفة على وجوده في العديد من الدول
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الستاد الرياضي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
ستادٌ رياضيٌ هو عبارةٌ عن ساحةٍ كبيرةٍ مُطوَّقةٍ بسورٍ تجمعُ في داخلها مكاناً واسعاً للألعابِ الرياضيةِ والعروضَ المختلفةِ ومجهّزةٍ بمقاعدَ كبيرةٍ للمُشاهدين.
وكلمةُ (ستاد) باللغةِ اليونانيةِ القديمةِ مشتقةٌ من الوَحدةِ اليونانيّةِ للقياس «ستاد» وهيَ المسافةُ التي يتمٌّ قطعها في سباقاتِ العَدْوِ في عهدِ الإغريقِ القدماء وكانت حوالي 600 قدم تقريباً.
وقد تطوَّر شكلُ الستاد منذُ ذلك الوقتِ، حيثُ كانَ في عهدِ الإغريقِ طويلاً وضيِّقاً وكانَ يشبهُ في شكلهِ نعلَ الفرسِ وكانَ يُقامُ على جانبٍ من التّلِّ.
ثمَّ انتقلَ تصميمُ الستاد الرياضيِّ من الإغريق إلى الرومان حيثُ كانَ الغرضُ من إنشائه هو إتاحةُ الفرصة لأكبرِ عددِ من أفرادِ الشَّعب لمشاهدةِ الألعاب الرياضيّةِ. والمسابقاتِ والتمثيليّاتِ والعُروضِ المختلفة.
وكانَ الكولوسيومُ وهو يُعتبرُ من أجملِ وأشهرِ الملاعبِ الأثرية القديمةِ في روما أوّلَ ستادٍ أقيمَ على أُسُسٍ هندسيةٍ رياضيّةٍ حيثُ روعيَ عند تخطيطهِ نظامُ الدُخولِ والخروجِ وقد بلغت سعةُ مُدرّجاته 80,000 ألف مُتَفَرِّج.
وكان شكلُ الملعبِ بيضاوياً أُقيمت حولهُ المدّرجات كما أُلحق به مدرسةٌ لتعليم فنون المصارعةِ وقد جُمّلتْ واجهةُ المعلبِ بالتماثيلِ الرياضيةِ الرائعة المصنوعةِ من الرّخامِ والمَرمَرِ. ويعتبرُ مفخرةً تاريخيةً لهندسةِ الستاد الرياضيِّ في كلِ العصور.
وقد بدأ التنافسُ في تشييد السّتاداتِ الرياضيةِ بينَ الدُّولِ التي تستضيفُ الدوراتِ الأولمبيّةِ التي تُعقَدُ كلَّ إربع سنوات.
حيثُ تدعو هذه الدولُ أفضلَ مهندسيها لإقامةِ ستادٍ دائمٍ ليكونَ مَعْلماً رياضياً بارزاً لهذه المناسبة. وكانَ أوّل ستادٍ رياضيٍّ من هذا النوع هو ستاد سيبردِ بوسٍ بلندنَ الذي أُقيمتْ فيهِ الدّورةُ الاولمبيّةُ الرابعةُ عام 1908، وكانت مدرجاتُهُ مُغطاةً جزئياً وتَتًّسِعُ لعدد 50000 مُتفرج.
ومن أشهر الستاداتِ الرياضيّةِ ستادُ ستراهوف الكبيرُ في براغَ بتشيكوسلوفاكيا والذي تم بناؤُهُ عام 1934 لإقامةِ عروضِ الجُمبازِ والذي كانَ يتَّسِعُ لعددِ 240,000 ألف متفرِّجٍ. وكذلكَ السِّتادُ البلديُّ في مدينةِ ريودي جنيرو والذي يتّسعُ لعدد 200,000 ألفِ متفرّجٍ لكرة القدم.
وهناكَ ستادان الأولُ في مدينةِ هامدن بارك في جلاسكو ويتّسعُ لعدد (100000) متفرجٍ والثاني بمدينة ويمبلدون في شمالِ لندنَ يتّسعُ لعدد 126 ألف متفرجِ وستادُ فيلدسولجير بشيكاغو والذي تتّسِعُ ملاعبهُ لعددِ 110 ألف متفرّج.
وكان للكرةِ الأمريكيّة دورٌ كبيرٌ في تصميم الملاعب الرياضيةِ الحديثةِ حيثُ صُمِّمَ نوعٌ آخر من الستاد الأمريكي الذي يضمنُ توفيرَ مقاعدَ مغطاةٍ للمشاهدين، وكانَ ستادُ «يانكي» ذو الطبقاتِ الثلاث في نيويورك والذي شُيّدَ في عام 1923 هو أوَّلُ ستادٍ ذو طبقاتٍ.
وكانت الأعمدةُ الموجودةُ لتساعدَ في رفعِ الغطاء تعوقُ رؤيةَ المشاهدينَ، لذا فقد صُمِّمَ ستادُ روجر في لوس إنجلس ليكون أوَّل ستادٍ مؤلّفٍ من طبقاتٍ وخالٍ من الأعمدة وقد بني عام 1959.
وكان أهمَّ تطورٍ جديدِ في بناءِ الستادات الرياضيّةِ هو استخدامُ الهياكلِ الفولاذيّةِ المرنة والتي من خلالها يتمُّ تمديدُ الأبعاد الكبيرةِ للغطاءِ.
وقد ساهمتْ هذه الهياكلُ في سرعة إنجازِ البناء وتخفيفِ الإضاءة والاقتصاد في تكاليفِ البناء للملاعبِ المغطاة.
ويُعتبرُ ستادُ الملكِ فهدٍ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ من أضخم السِّتاداتِ الرياضيَّةِ في العالم ويقعُ في الجزءِ الشماليِّ الشرقيِّ من مدينةِ الرياضِ وتمَّ افتتاحه عام 1988.
وقد استغرقَ بناؤُهُ أربعَ سنواتٍ ويشغلُ مساحة إجماليّةً قدرُها 500,000م وله سبعةُ مَداخلَ رئيسيّةٌ ويتّسع لعدد 70,000 ألف مُتفرج. وقد صُمِّمتْ مدرجاتُهُ على شكلٍ بيضاويِّ بهِ منحنىً وبذلك تتوافَرُ الرؤيةُ المثاليَّةُ لكلِّ مُتفرجٍ.
ويحتوي على صالاتٍ للتسخين والتمرين قبل المباراة. وغرفٍ خاصَةٍ لتغيير ملابسِ اللاعبينَ والحكام. كما يتوافَر به استراحةٌ للاعبينَ واستديو وتلفازٌ مُتكاملٌ، ومركزٌ للعلاج الطبيعيِّ، وعيادتان طبيّتان.
ويحتوي كذلك على مركزٍ صحفيِّ وإعلاميِّ. وقد زُوَّدَ الستاد بنظامِ تحكُّمٍ ومُراقبةٍ لأيِّ طارئٍ. أمّا سقفُ الستادُ فهو مزيجٌ من الطابع العريق القديمِ والتفوق المعماريِّ الحديثِ حيثُ يأخذ شكلاً مُشابهاً للخيمةِ البدويّةِ.
هذا وقد أقيمت العديدُ من البطولاتِ الرياضيةِ على أرضهِ، كان آخرها بطولَةُ القارّاتِ على كأسِ الملكِ فهدٍ الثانيةِ لكرةِ القدمِ في الفترة من 4-8 يناير 1995.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]