نبذة تعريفية عن “الفلورايد” واستخداماته المتعددة ومدى أهميته للأسنان
1996 أسنان أطفالي
صاحب القطان
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الفلورايد استخدامات الفلورايد أهمية الفلورايد الطب
إن استعمال الفلورايد هو أقوى وأرخص طريقة يمكن بها تقوية الأسنان ضد التسوس، وهو من أهم الإنجازات في تاريخ الصفحة الوقائية.
وهو يقف في نفس مصاف أهمية التطعيم بسترة الحليب واستعمال الكلور، وكلها كانت وسائل صحية تحت الاختبار لفترة طويلة.
إن المجتمع الذي قرر فلورة الماء، مجتمع قرر تخفيض درجة التسوس للأطفال بحوالي 50 إلى 75% ، لذا قلّت في هذه المجتمعات المصاريف الزائدة لعلاج أسنان الأطفال وتكلفة العلاج في طب الأسنان.
ما هو الفلورايد؟ ماذا يفعل؟ كيف استعماله؟ ما هي درجة مأمنه؟ هل يستفيد منه الكبار أيضا؟
كل هذه الأسئلة تتردد في أذهان الأمهات عن الفلورايد، لذا لزم الإجابة على هذه الأسئلة، وعن قصة اكتشاف الفورايد، وهي تعود إلى زمن ليس ببعيد، حيث لاحظ أحد أطباء الأسنان الحديثي التخرج في كلورادو سبرنج، أن أسنان العديد من مرضاه الصغار يعلوها لون بني غامق، ولم يتمكن من إزالته عن الأسنان.
وقال السكان المحليون: إنها مياه الشرب، وإزداد عدد النظريات المسببة لهذه الألوان، ولم يتواجد لها تفسير علمي دقيق.
وابتدأت جهوده تمتد إلى أماكن أخرى ، وبمساعدة خدمات الصحة الوقائية لهذه الولاية تبنت بالدليل القاطع أنها مياه الشرب.
لذا اتضح أن مياه الشرب في هذه الولاية تأتي بعد ذوبان الثلج من قمم الجبال المحيطة بها، وينساب الماء الناتج حاملاً معه أملاح ترسبية على منحدرات بايكس بيك، ومعظم هذه الأملاح هي كميات هائلة من الفلورايد الذائب.
ولقد لاحظ أطباء أسنان المنطقة شيئاً غريباً، وهو أن تلك الأسنان البنية اللون تقاوم بشدة تسوس الأسنان.
واستقر الرأي على أن الفلورايد الموجود بمياه الشرب يؤدي إلى لون الأسنان البني، ولكنه يمنحها صلابة وأتى بذلك بفائدة كبيرة، قد تخدم طب الأسنان في يوم من الأيام.
وبعد إجراء تجارب عدة اتضح أن أحسن نسبة فلورايد وهي التي لا تؤدي إلى تلون الأسنان وبنفس الوقت تمنحها صلابة ضد النخر هي نسبة جزء في المليون، أي جزء فلورايد ومليون جزء ماء.
وتم إجراء أبحاث سريرية على الأطفال من عدة مدن لمعرفة تأثير الفلورايد على معدل النمو، والتهابات البلاعيم، ونمو العظام، وكثافة العظام.
وأجريت أبحاث أخرى على كل ما يمكن التفكير فيه، واتضح فيما بعد أن فلورة الماء ليس لها أي تأثير على الإطلاق، في تقليل أو زيادة درجة التسوس في الأسنان.
ولم تظهر للآن أية آثار جانبية من استعمال الفلورايد، لذلك فإن المعارضين لاستعماله لم يقدموا للآن الدليل العلمي القاطع لمنع استعمال الفلور في مياه الشرب.
والسؤال الهام ما الفلورايد؟
الفلورايد مركب كيماوي يتكون من الفلورين، عندما يتحد مع عناصر أخرى، لأن الفلورين بنفسه لا يوجد في الطبيعة بل يجب اتحاده مع عناصر أخرى.
كيف يعمل الفلورايد؟
إن العظام والأسنان هي أصلب نسيج بالجسم، وعند تكوين الأسنان فإن أملاح الكلس تأتي إلى الفكين عن طريق الدم، وتتسرب في براعم السن الناشىء.
وعندما يكون الفلورايد في نسبة معتدلة بالدم، فإنه يتسرب مع الكلس على هيئة فلورابايت الذي يعتبر من أقوى المواد التكلسة، لذا نجد أن المينا وباقي طبقات السن متكلسة بقوة، بحيث يصعب على التسوس اختراق هذا الحاجز المنيع.
وبذا يمكن تخفيض عدد الأسطح المنخورة إلى 50% مما قد يصيبه النخر وليس الأسنان اللبنية هي التي تحصل على هذه القوة فقط بل الأسنان الدائمة كذلك.
كما يمكن للفلورايد أن يعطي للأطفال على هيئة محاليل أو حبوب، أو في أدوية مع الفيتامينات، شريطة أن يقوم بهذه الوصفات طبيب الأسنان الوقائي.
وفي بعض الأماكن التي لا تتواجد فيها مياه الشرب المفلورة يقوم طبيب الأسنان بطلاء الأسنان بالفلورايد موضعياً في أي سن، ويلون ذلك إما على هيئة محاليل أو على هيئة علك يقوم على الفلورايد، أو معاجين أسنان يقوم الطفل بتفريش أسنانه بها، أو على هيئة مضامض.
وخلاصة القول يجب أن نذكر الطرق التي تمكن الطفل من الحصول على الفلورايد لحماية جهازه المضغي:
1- تشجيع الطفل لشرب الماء المفلور بنسبة معقولة (جزء بالمليون).
2- ضرورة إشراف الوالدين على نظافة الفم بالفرشاة لأن سطح السن اللامع يتقبل الفلورايد أسرع من سطح السن الوسخ.
3- إعطاء الطفل زيادة بالفلورايد مثل حبوب أو مضامض.
4- تفريش الأسنان بمعجون أسنان مفلور.
5- اصطحاب الطفل إلى طبيب الأسنان لطلاء أسنانه بالفلورايد كل 6 أشهر.
الفلورايد النظامي
يوجد الفلورايد في بعض الأغذية بشكل طبيعي، وهو أيضاً أحد مكونات تركيب الماء كما يمكن إضافته إلىماء الشرب اصطناعياً.
إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب
يعتبر إضافة الفلورايد بكميات محدودة إلى مياه الشرب أسهل وأسلم طريقة لتخفيف تسوس الأسنان اللبنية والدائمة، وإضافة الفلورايد إلى الماء ترفع نسبته في الماء حتى يصل إلى المستوى الأفضل لحماية الأسنان من التسوس دون تعريض الجسم لأية تأثيرات سيئة.
وتتراوح النسبة المثلى عادة من 0,7 إلى 1,2 جزء فلورايد في كل مليون جزء من الماء، وفي المناطق الحارة ترتفع نسبة استهلاك الماء للشرب تخفف نسبة الفلورايد المضاف، والعكس صحيح بالنسبة للمناطق الباردة.
لقد دلت الأبحاث على أن نسبة التسوس في أسنان الأشخاص الذين يشربون ماء يحتوي على النسب المثلى من الفلورايد تقل بحوالي 50-70% عن المعدل العام، ويجدر بالذكر أن كلفة إضافة الفلورايد إلى ماء الشرب منخفضة ولا تتجاوز بضعة فلوس سنوياً.
حبوب الفلورايد
في المناطق التي لا يضاف فيها الفلورايد إلى ماء الشرب يمكن إستخدام حبوب الفلورايد كبديل فعال لمكافحة التسوس في الأسنان اللبنية والدائمة، تؤخذ حبة فلورايد واحدة يومياً في فترة الطفولة.
وبما أن الحبوب تمضغ قبل بلعها فإن تأثيرها مزدوج، فهي تعمل موضعياً (أي إنها تعالج الأسنان التي لم تظهر بعد عن طريق الفم) ، وهكذا نرى أن الحبوب تعمل بكافة الأساليب التي سبق ذكرها.
ويوصى باستعمال حبوب الفلورايد في المناطق التي لا يوجد في مياهها كمية كافية من الفلورايد، وهذه الحبوب يصفها طبيب الجسم أو طبيب الأسنان وتؤخذ يومياً خلال فترة الطفولة ولها نفس فائدة الفلورايد المضاف إلى مياه الشرب
الفلورايد الموضعي
المعالجة الموضعية بالفلورايد هي عملية وضع الفلورايد على سطح السن مباشرة وهناك نوعان من المعالجة الموضعية بالفلورايد وهما:
1- المعالجة بالفلورايد من قبل مهني مختص في عيادة طبيب الأسنان، حيث يقوم الطبيب بوضع سائل أو معجون فلورايد مركز على الأسنان بعد تنظيفها مباشرة، ويتم هذا مرة أو مرتين سنوياً ويساعد على تخفيض التسوس بنسبة 30-40%.
2- المعالجة الذاتية بالفلورايد وهي عملية قيام الفرد بمعالجة أسنانه بالفلورايد، وذلك باستعمال معجون الأسنان الحاوي على الفلورايد، أو غسل فمه بمحلول غسيل الأسنان الحاوي على الفلورايد، وكلا النوعين متوافر في الأسواق، وعند قيام الشخص بهذه العملية بشكل منتظم فإن نسبة التسوس تنخفض بمعل 4/1- 3/1.
تمنيع الحفر والأخاديد
توجد في مينا السطوح الماضغة للأضراس تعاريج تسمى الحفر والأخاديد، إن تنظيف هذه المناطق أمر صعب جداً، وتنحشر فيها البكتيريا وبقايا الطعام في الأماكن العميقة التي لا تصلها الفرشاة.
ولهذا فإن هذه المناطق تكون عادة عرضة للتسوس، ولحسن الحظ توجد الآن وسائل فعالة لمنع هذه المشكلة.
اليوم أصبح بإمكان أطباء الأسنان وضع مادة لدنة على سطوح الأضراس الماضغة والقاضمة، لتقيها ضد الأحماض التي تسبب التسوس.
ويستغرق تمنيع كل سن بضعة دقائق فقط، وتتألف هذه العملية مما يلي:
1- تنظيف الأسنان وتلميعها.
2- يوضع سائل على الحفر والأخاديد ليساعد على التصاق مادة التمنيع على ميناء السن.
3– توضع مادة التمنيع (بلاستيك شفاف) على الأسنان بالفرشاة وتترك حتى تتصلب.
يقوم طبيب الأسنان بفحص مادة التمنيع بانتظام وقد يتطلب الأمر إعادة معالجة السن عند الاقتضاء.
وتلعب مواد التمنيع دوراً هاماً في منع تسوس الأسنان، وعندما تتم المعالجة بشكل صحيح تصبح أفضل وسيلة لحماية الحفر والأخاديد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]