علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن الكشوف الجغرافية الحاصلة عبر العصور الزمنية المختلفة

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الكشوف الجغرافية علوم الأرض والجيولوجيا

الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ هي مُجْمَلُ الجهودِ الّتي بُذِلَتْ خلالَ العُصورِ التَّاريخِيَّةِ لاكْتِشافِ أَجْزاءٍ وأماكِنَ جديدةٍ من الأَرضِ والبِحارِ والأَنْهارِ وغَيرِها مِنَ المَواقِعِ.

وكانَ من نَتائِجِها أن تَطَوَّرَتْ خريطةُ العالَمِ واتَّسَعَتْ مَعْرِفَتُنا بِكَوْكَبِ الأَرْضِ.

وقَدْ أَنْشأَ الإنسانُ حَضاراتٍ زاهِرةً في مواضِعَ مُعَيَّنَةٍ هيَّأها اللهُ تعالَى لها، فَتَرَعْرَعَتْ منها الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ كحوضِ النِّيلِ ودِجْلَةَ والفُراتِ، وحَوْضِ البحرِ المتوسِّطِ.

 

وقد ساهم سكان حوض البحر المتوسط مُساهَمَةً فاعِلَةً في نُمُوِّ المَعْرِفَةِ الجُغْرافِيَّةِ، وكانوا هم الرَّوَّادَ الأَوائِلَ الّذينَ لاحظوا ووَصفوا الظَّاهِراتِ المُحيطَةَ بِهِم.

وبالمِثْلِ حاوَلَ البابليُّونَ والمِصريُّونَ القُدَماءُ تحديدَ بَعْضِ الأَماكِنِ والمَواقِعِ ورَسَمُوا خرائِطَ أوَّلِيَّةً لِما حَوْلَهُم من ظَواهِرَ، واعْتَقَدوا أنَّ مَرْكَزَ العالَمِ يقعُ عِنْدَ منابِعِ الفُراتِ أو النِّيلِ، بِحَسَبِ ما تَيَسَّرَ لَهُمْ من مَعْرفَةٍ ببلادِهِم وما يحيطُ بها كبلادِ بونْت وكوش إِبَّان حُكْمِ الأُسَرِ الفِرْعَوْنِيَّةِ ما بَيْنَ 2000 و 1500 قبلَ الميلاد (ق.م).

كَذَلِكَ بَرَزَتْ الحضارَةُ الفِينيِقِيَّةُ علَى السَّاحِلِ الشَّرْقِيِّ لِلْبَحْرِ المُتَوَسِّطِ، وظهرَ مِنْها شَعْبٌ بحرِيّ رَكِبَ البحرَ ونَشَرَ حضارَتَهُ علَى سواحِلِ البَحْرِ المُتَوَسِّطَ، وأَسَّسَ مراكزَ مِنْها مدينةُ قَرْطاجَنَّةَ عامَ 800 ق.م قُرْبَ تونسَ الحالِيَّةِ.

 

وبالمِثْلِ ظَهَرَ وَصْفُ المَواقِعِ والأَماكِنِ عِنْدَ العَرَبِ قَبْلَ الإسْلامِ في أَشْعارِهِم وأَمْثالِهِم كالمُعَلَّقاتِ السَّبْعِ الّتي وُصِفَتْ فيها المَحَالُّ والوِدْيانُ والأَماكِنُ.

وبَعْدَ ظهورِ الإسْلامِ بَرَزَ المسلمونَ في الكُشوفِ الجُغْرافِيَّةِ يَدْفَعُهُم الدِّينُ الإسْلامِيُّ الّذي حَبَّبَ إلَيْهم البَحْثَ والتَّقَصِّي ودَعَاهُم إلَى نَشْرِه في بِقاعِ الأَرْضِ، قالَ تعالى: (قُل سِيرُوا فيِ الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ) (العنكبوت: 20).

ولَعَلَّ مِنْ أقْدَمِ الخَرائِطِ الّتي وَصَلَتْ إِلَيْنا خَريطةٌ تَرْجِعُ إلَى سنةِ 3300  ق.م في عَصِرِ المَلِكِ سِيتِي الأَوَّلِ الّذي بَنَى رُواقَ الكَرْنَكِ في مِصْرَ. وهي من البَرْدِي، طولُها نحوُ 38 سنتيمتراً.

 

الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ في العَصْرِ اليونانِيِّ:

ظَهَرْتِ جهودُ اليونانيِّينَ بَعْدَ ارْتيادِهِمْ البحرَ وفُتوحاتِهم الّتي امْتَدَّتْ إلَى الخليجِ العَرَبِيِّ في عَهْدِ الإسْكَنْدَر الأكْبَر الّذي تُوُفِّيَ 323 ق.م وله آثارٌ في جزيرَةِ فَيْلَكا الكُوَيْتِيَّةِ.

وقَدْ امْتَدَّتْ فتوحاتُهُ عَبْرَ شمالِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ وجنوبِ أُوروبا ثمَّ شَرْقاً إلَى الهِنْدِ وجنوباً بمحاذاةِ السَّاحِلِ الشَّمالِيِّ لِلْخَليجِ العَرَبِيِّ.

ومِنَ الجُغْرافِيِّينَ اليونانيِّينَ المَشْهورينَ «هِيرودُوت» (484 – 425 ق.م)، الّذي زارَ مِصْرَ وساحِلَ سوريا ولُبْنانَ والعِراقَ وآسْيا ووَصَفَ المناطِقَ الّتي رَآها، وانْتَهى إلَى رَسْمِ خَريطَةٍ مُهِمَّةٍ يُظْهِرُ فيها أَبْرَزَ مناطِقِ العالَمِ الّتي عَرَفَها ووَصَفها.

 

الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ في العَصْرِ الرُّومانِيِّ:

ظهَرَ الرُّومانُ كَقُوَّةٍ تُسَيْطِرُ علَى حَوْضِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ بَعْدَ أنْ زادَ نفوذُهم وانْتصارُهم علَى القَرْطاجِينيِّينَ، ومِنْ ثمَّ أخْضعوا بلادَ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ عامَ 168 ق.م.

وبزِيادَةِ نفُوذِهِم ازْدادَتْ حاجَتُهُم إلَى مَعرِفَةِ الأَماكِنِ لِتَسْهيلِ انْتِقالِ التَّجارَةِ والجُيوشِ، فازَدادَتْ مَعْرفَتُهم الجُغْرافِيَّةُ بالأَراضِي حَوْلَ حَوْضِ المُتَوَسِّطِ.

وقَدْ بَرَزَ من الرُّومِ جُغْرافِيُّونَ بارِزونَ مثل «اسْترابُو» عامَ 63 ق.م الّذي اشْتَغَل في علومٍ عديدَةٍ، ولَهُ مُؤَلِّفاتٌ عديدةٌ فخَصَّصَ كتابَهُ الأوَّلُ لِدِراسَةِ أَعْمالِ الجُغْرافِيِّينَ.

 

كذَلِكَ اشْتَهَرَتْ دِراسَتُه الّتي قدَّمَها في أحَدْ مُؤَلَّفاتِه الّذي خَصَّصَهُ لِدِراسَةِ مِصْرَ، ووَصَف دِلْتَا النِّيلِ وفُروعِهِ ومُسْتَنْقَعاتِهِ، كما رَسَم مُخَطَّطاً يُبَيِّنُ فَكْرَتَهُ عن العالَمِ.

ومِنْ الجُغْرافِيِّينَ الرُّومانِيِّينَ المِشْهورينَ «بَطْلَيموسُ» الّذي يُعَدُّ مِنْ أَعْظَمِ الجُغْرافِيِّينَ في عَهْدَ الإمبراطورِيَّةِ الرُّومانِيَّةِ خلالَ القَرْنِ الثَّانِي الميلادِيِّ (150 ميلادِيَّة)، حَيْثُ وَضَعَ كِتَابَيْهِ «الجُغْرافيا» و «المَجَسْطِي».

ويُعَدُّ عَمَلُه حَلْقَةَ وَصْلٍ بينَ الجُغْرافيا القديمَةِ والحَديثَةِ، ففي عَهْدِهِ بَلَغَتْ الإمبراطورِيَّةَ أَقْصَى اتِّساعٍ لَها. وقَدْ رَسَم خريطةً مُهِمَّةً أَظْهَرَتْ المعالِمَ الجُغْرافِيَّةَ الّتي أحاطَ بِها.

 

العصورُ الوُسْطَى في أُوروبا:

ولكنْ عِنْدَما اضْمَحَّلَتْ الحضارَةُ الرُّومانِيَّةُ وتوقَفَ فيها الكَشْفُ الجُغرافِيُّ، وسادَ الرُّكودُ الفِكْرِيُّ، وهَيْمَنَتْ الكنيسةُ علَ التَّفكيرِ والإبْداعِ العِلْميِّ، سادَ عَهْدُ الظَّلامِ ونُظِرَ إلَى الكُشوفِ الجُغْرافِيَّةِ والبُحوثِ العِلْمِيَّةِ علَى أَّنها مُخالِفَةٌ للدِّينِ وتَعالِيمِ الكَنيسَةِ، فَسَادَ الجمودُ وتوقَّف الإبْداعُ العِلْميُّ.

وظهرَتْ في أواخِرِ هذا العَهْدِ رِحلاتٌ اسْتِكشافِيَّةٌ خاصَّةً من الإيطالِيِّينَ ومن الأَسْبانِ والبُرْتُغالِ، مثل رِحْلةِ كولومْبَس الّذي تَحَرَّكَ عامَ 1492م لِيَكْشِفَ جُزُرِ الهِنْدِ الغَرْبِيَّةِ وأَمْريكا اللاَّتينِيَّة، ورُبَّما سَبَقَه في ذَلِكَ الإيطالِيُّ أَمْريكُو فِسْبوتْشي الّذي يُقال إِنَّه اكْتشَف بَرَّ أمريكا قبلَ كولومبس ما بَيْنَ 1499 و1508.

وكَذَلِكَ اشْتَهَرَ البرتُغالِيُّ فاسْكو دي جامَا الّذي اكْتَشَفَ طريقَ الهِنْدِ ما بَيْنَ 1498 و1503، مُسْتعيناً بالمَلاَّحِ العَرَبِيِّ ابنِ ماجد. ومِنْهم أيْضاً الرَّحَّالَةُ ماجلان الّذي وَاصَلَ رِحلاتِهِ إلَى الهِنْدِ وجنوبِ شَرْقِ آسْيا ودارَ العالَمِ عامَ 1521م.

 

الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ عندَ العَرَبِ والمُسْلمينَ:

في العامِ الأَوَّلِ الهجريِّ (622م)، وبعدَ سُقوطِ روما بحوالِيْ 120 عاماً، هاجرَ النَّبِيُّ، صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم، من مَكَّةَ إلَى المَدينَةِ لِيُؤَسِّسَ المدينةَ الإسْلامِيَّةَ ولِيُحَدِّدَ بِدايَة التّاريخِ الهِجْرِيِّ والفُتوحاتِ الإسْلامِيَّةَ الّتي نَشَرَتْ العَدْلَ والحَقَّ والرَّحْمَةَ بَيْنَ النَّاسِ، ولِيُخْرِجَ النَّاسَ من الظُلماتِ إلَى النُّورِ بإذْن اللهِ تعالَى.

 ففي الأَعوامِ 632 – 638م، تَمَّ فَتْحُ بِلادِ ما بَيْنَ الفُراتِ والسِّنْدِ ونَهْرِ جَيْجون من سنةِ 632 إلَى سنة 640، ومِصْرَ سنةَ 638 والقَيْرُوان سنةَ 647، وجزيرتَيْ قُبرصَ ورُودس سنة 649، وبلادَ أرمينيا.

وفي بِدايَةِ القَرْنَ الثّامِنِ فَتَحوا بلادَ ما وراءَ النَّهْرِ سنة 710، وبلادَ الأَنْدَلُسِ في سنة 711 إلَى سَنَة 714. كلُّ ذَلِكَ وَسَّع مَدارِكهُم وخِبْراتِهم.

 

هذا فضلاً علَى أنَّ فريضةَ الحَجِّ، الّتي جَمَعَتْ المُسلمينَ بجميعِ أجْناسِهِمْ ولُغاتِهِم كلَّ عامٍ علَى صعيدِ عَرَفَةَ، زَادَتْ من مَعْرِفَتِهم لِطُرُقِ الحَجِّ وفَجاجِها ذهاباً وإياباً وزادَتْ من مَعرِفَتِهم بأبناءِ وَطَنِهم الإسلامِيِّ الواسِعِ، وكَذَلِكَ فَعَلَتْ قوافِلُ التِّجارَةِ والسَّفَرِ بينَ بلادِ المُسلمينَ وغَيرِهم.

وحَثَّ الدِّينُ الإسْلامِيُّ المُسلمينَ علَى طَلَبِ العِلْمِ والسَّعْي إلَيْه في كلِّ مكانٍ، فَتَطَوَّرَتْ عِنْدَهم الرَّغْبَةُ في تطويرِ علوم تتناسَبُ مع مطالِبِ الشَّرْعِ الإسْلامِيِّ كَكُتُبِ البُلْدانِ ومَواقِعِها الجُغْرافِيَّةِ والفَلَكِيَّةِ وصِفاتِ مَواقِعِها، وعِلْمِ الخَرائِطِ، وعِلْمِ الفَلَكِ والمُناخِ والأَرْصادِ، والتُّرْبَةِ وأَشْكالِ الأَرْضِ.

وساعَدَهُم في ذَلِكَ أَيْضاً صفاءُ الذِّهْنِ ودِقَّةُ الوَصْفِ وغِنَى اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ بالمَعانِي والأَلْفاظِ.

 

ولَقَدْ تَطَوَّرَتْ الكُشوفُ الجُغْرافِيَّةُ عِنْدَ المسلمينَ وتَأَثَّرَتْ بَعِدَّةِ عوامِلَ:

الأَوَّلُ: أنَّ اللهَ، سبحانَهُ وتَعالَى، دعَا الإنْسانَ إلَى عِبادَتِه وتوحيدِهِ وأَرْشَده إلَى أَحْسَنِ السُّبُلِ لإعمارِ الأَرْضِ والسَّعْيِ في مَناكِبِها بالسَّفَرِ والانْتِقالِ والمُشاهَدَةِ المَيْدانِيَّةِ.

 

الثَّاني: إِنَّ إعْمارَ الأَرْضِ من ضروراتِ الدِّينِ الإسْلامِيِّ الّذي تَكْتَمِلُ أَرْكانُه وواجِباتُهُ بالاسْتِقْرارِ، إِذْ إِنَّ غَيرَ المُسْتَقِرِّ كالمُسافِرِ أو البادِي تُخَفَّفُ عَلَيْه التكاليفُ، فيَجْمَع ويُقْصِرً الصَلَواتِ، ويفطرُ في رَمضانَ، فلابُدَّ من إِنْشاءِ الحَواضِرِ والأَمْصارِ والحضاراتِ.

 

الثالثُ: إنَّ معرفةَ الأَماكِنِ والمواقِعِ والمُدُنِ والقُرَى من ضروراتِ الدِّينِ حتَّى تُعْرَفَ حدودُها حينَ يُكَلَّفُ القُضاةُ والأُمَراءُ في إدارَةِ القَضاءِ والحُكْمِ في الأمْصارِ والمُدُنِ والقُرَى لِمَعْرَفَةِ المَكانِ المُناسِبِ الّذي يَحُلُّهُ أميرٌ ويقيمُ الأحكامَ والحُدودَ فيه.

 

الأَساليبُ والمَناهِجُ الّتي أَسَّسَها المُسلمونَ في المَعْرِفَةِ والكُشوفِ الجُغْرافِيَّةِ:

1- الفُتوحاتُ الإسْلامِيَّةُ الّتي ينتُج عَنْه إعْدادُ تقاريرَ رَسْمِيَّةٍ يُعِدُّها القُوَّادُ بِأَمْرٍ من الخُلَفاءِ والملوكِ في وَصْفِ المَسالِكِ والمَمالِكِ الّتي تَمَّ فَتْحُها.

ومن أَشْهَرِها تقريرُ عمرو بن العاصِ في فَتْحِ مِصْرَ يقولُ فيه: «مِصْرُ تُرْبَةٌ غَبْراءٌ، وشَجَرَةٌ خَضْراءٌ، طولُها شَهرٌ وعَرْضُها عَشْرٌ يَكْتَنِفُها جَبَلٌ أَغبرٌ ورَمْلٌ أَعْفَرٌ؛ يَخُطَّ وَسَطَها نَهْرٌ ميمونُ الغَدَواتِ مُبارَكُ الرَّوْحاتِ…».

 

2- التّقاريرُ الّتي أعَدَّها السُّفَراءُ والرُّسُلُ الّذينَ أَرْسَلَهُم الخلفاءُ والملوكُ إلَى البُلْدانِ المُجاورَةِ، كرِحْلَةِ ابن فَضْلانَ الّذي أَرْسَله الخليفَةُ المُقْتَدِرُ بالله إلَى مَلِكِ الصَّقالِيَةِ شمالَ أُوروبا.

 

3- التّقاريرُ والمُؤَلَّفاتُ الّتي أَعَدَّها الرَّحَّالَةُ المُتَطَوَّعونَ في القَرْنِ الثّالِثِ الهِجْرِيِّ. فَمْنِ طَلائِعِها سُلَيْمان السِّيرافِي والإدريسِيُّ والهَرَوِيُّ وأُسامَةُ بنُ مُنْقِذ في القَرْنِ السادِسِ الهِجْرِيِّ، وعبدُ اللَّطيفِ البغْدادِيُّ، وابنُ سعيدٍ الأَنْدَلسِيُّ في القَرْنِ السَّابِعِ الهِجْرِيِّ (557 هـ – 688 هـ).

 

ومِنْ ذَلِكَ رِحْلَةُ ابنِ جُبَيْرِ (582 هـ)، ورِحْلَةُ ابْن بَطُّوطَة في القَرْنَ الثّامِنِ الهِجْرِيِّ. وقَدْ نتجَ عَنْ ذَلِكَ مناهِجٌ مُتَعَدِّدَةٌ زادَتْ مِنْ المَعْرِفَةِ الجُغْرافِيَّةِ ظَهَرَتْ علَى أثَرِها مُصَنَّفاتٌ جُغْرافِيَّةٌ عديدَةٌ صَنَّفَها عُلماءٌ مُبرزونَ مِنْهم:

ابنُ خُرداذَبَة: في القَرْنِ التّاسِعِ الميلادِيِّ؛ اسمُهُ أبو القاسِمِ عبدُ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، ألَّف كتابَ «المَسالِكِ والمَمَالِكِ» الّذي احْتَوَى علَى دِراسَةٍ قَيِّمَةٍ لأَهَمِّ الطُرُقِ الموجودَةِ في العالَمِ الإسْلامِيِّ، لاسِيَّما في أَراضِي العِراقِ وإِيرانَ وشمالِ تِرْكِستان وأُوزْبَكِسْتان إلَى حدودِ الصِّينِ.

الإصْطَخْرِيُّ (950م)، وله كتاب «المسالِكِ والممالِكِ دَرَس فيه بلادَ العَرَبِ بالتَّفْصيلِ، وكَذَلِكَ كتاب «صُوَرِ الأقاليمِ».

 

المَسْعودِي (956م) وهو أَوَّلُ عَرَبِيِّ يَصِلُ إلَى بَحْرِ أورالَ شمالِ أُوروبا، ووَضَعَ كتاباً مِشْهوراً هو «مروج الذَّهَبِ ومعادِنُ الجَوْهَرِ»، وتَرَك خريطةً مُهِمَّةً حَدَّدَ فيها البَحْرَ المُتَوَسِّطَ بِدِقَّةٍ والبَحْرَ الأسْوَدَ وبَحْرَ أورالَ، كما ظَهَرَتْ أَنْهارُ النِّيلِ والسِّنْد والكانْج.

ابنْ حَوْقَل: لَهُ كتابٌ هو «المسالِكُ والمَمالِكُ» أو صُورةُ الأَرْضِ» يشبِهُ كتابَ الإصطَخرِيِّ لكنَّه أدَّقُ مِنْهُ وقَدْ الْتَقَى الإصْطَخرِيَّ وتَذاكر مَعَه

 

البيرونَيُّ: عاشَ في القَرْنِ الحادِي عَشَرَ، وقَدْ وَضع كُتُباً مُهِمَّةً أَبْرَزُها كتابُ «الهِنْد» وكتابُ «القانونِ المَسعودِيَّ»، وكانَ كثيرَ التَّرْحالِ. وتُعَدُّ كتاباتُه مَصدَراً أساسِيّاً لِجغْرافِيَّةِ الهِنْدِ، وطريقِ فَرْغانة وشَرْقِ تِرْكِستان

الإدْريسِيُّ: عاشَ في القَرْنِ الثّاني عَشَر. أَلَّف كتابَهُ المشهورَ «نُزْهَةُ المُشْتاقِ في اخْتراقِ الآفاقِ» عام 1154 واحْتَوَى معلوماتٍ كثيرَةً عن غَرْبِ أُوروبا وعلَى خَريطَةٍ مُهِمَّةٍ تحاشَى فيها أخطاءَ ابنِ حَوْقَل، وفي عام 1155م رَسَم خريطةً للعالَمِ بأَمْرِ المَلِكِ رُوجَر

 

ياقوت الحَمَوِيُّ: وَضَع كتاباً مُهِمّاً لا يزالُ إلَى يومِنا مَعيناً لا يَنْضَبُ في مَعْرِفَةِ الأماكِنِ وتَصْحيحِ أسْمائِها وتاريخِها ومُمَيّزاتِها الجُغْرافِيَّةِ هو «مُعْجَمُ البُلْدانِ»

ابنُ بَطُّوطة: هو الرَّحَّالةُ العَرَبِيُّ المَعْروفُ، مِنْ أهَمِّ الشَّخْصياتِ الإسْلامِيَّةِ في القَرْنِ الرابِعَ عَشَر

ابن خَلْدون: في القَرْنِ الرابِعَ عَشَر الميلادِيِّ، ومِنْ أَشْهَرِ الجُغْرافيِّينَ والاجْتماعيِّينَ والمؤرِّخينَ، وكتابه «المُقَدِّمَة» أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُعرَّف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى