نبذة تعريفية عن “المجتمع” وأسس بنائه
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المجتمع أسس بناء المجتمع العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
بدأت الحياة على الأرض بآدم وحواء، ثم تكاثرا فكونا أول مجموعة بشرية تسمى «أسرة». والأسرة هي نواة المجتمع، ومنها تكونت جميع الحضارات الإنسانية.
ومع مرور الزمن تطورت الأسرة إلى عدة أسر ثم إلى العائلة، فالعشيرة، فالقبيلة، فالمجتمع.
إذن يمكننا وضع تعريف شامل لمفهوم المجتمع بأنه: «مجموعة من الأفراد يعيشون معا فوق بقعة معينة بتعاون وتضامن، ويرتبطون بتراث معين، ولديهم الإحساس بانتماء بعضهم إلى بعض، وبالولاء لمجتمعهم.
وهم يكونون مجموعة من المؤسسات تؤدي الخدمات اللازمة في حاضرهم، وتضمن لهم مستقبلا مشرفا في شيخوختهم، وتنظم العلاقات فيما بينهم».
ومن الملاحظ في هذا التعريف أن المجتمعات الإنسانية يجب أن تتوافر فيها شروط أساسية حتى يطلق عليها مصطلح مجتمع، وهي: بقعة من الأرض ذات حدود معلومة وواضحة، ومجموعة من الأفراد تربطهم مصالح مشتركة وعادات وتقاليد واحدة، ولغة وتاريخ ودين مشترك بمعنى أنهم ينتمون إلى ثقافة واحدة.
هذا إضافة إلى تعايشهم معا زمنا طويلا، مع وجود تنظيم اجتماعي يحدد العلاقات فيما بينهم، ويحقق لهم الأمن والاستقرار والاستمرار.
ولكن المجتمعات الإنسانية يختلف بعضها عن بعض بحسب ما يلي:
أ- البيئة الطبيعية والجغرافية والمناخية: إن المناخ والتضاريس، ونوع التربة، ودرجة الحرارة، ومصادر المياه، والأنهار والبحار، والمصادر المعدنية والمصادر الطبيعية الأخرى من نبات وحيوان تؤثر جميعها تأثيرا شاملا في حياة الأفراد، وتحدد لهم نمطا معيشيا معينا، فتؤثر بذلك على تخطيط الأماكن والمدن، وتنظم أساليب وطرق الاتصال والمواصلات، ونمط الأعمال التي يقومون بها.
ب- الأفراد (الناس): تختلف خصائص الأفراد وسماتهم في المجتمعات الإنسانية المختلفة.
وهذه السمات لها تأثير مباشر على طبيعة المجتمع وأهدافه واتجاهاته وطبيعة العلاقات فيه، ونوع المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها.
وأهم هذه السمات ما يلي: السن (نسبة الشيوخ إلى الأطفال)، والتركيب النوعي (نسبة الذكور إلى الإناث)، الحالة التعليمية (نسبة الأمية)، الحالة المهنية (المهن التي يمارسها الأفراد مثل، الزراعة، الصناعة، التجارة، وغيرها)، الحالة الاجتماعية (طبقات المجتمع وخصوصية كل طبقة، مثل: البدو والحضر).
ج- التنظيم المؤسسي الاجتماعي: المقصود هو كل المؤسسات الحكومية والأهلية التي تقوم على خدمة الأفراد، وتعمل لصالحهم وتسهر على أمنهم واستقرارهم.
وتقم هذه المؤسسات على سد احتياجات الأفراد المجتمعية ومعالجة مشاكلهم.
ومن أهم هذه المؤسسات: الأسرة، والمدارس، والمساجد ودور العبادة الأخرى، والإدارات الحكومية، وجمعيات النفع العام مثل الجمعيات الخيرية والإصلاحية، والنقابات، والنوادي الرياضية والترفيهية، وأيضا الهيئات الإدارية للخدمات الخاصة. وتهدف كل هذه التنظيمات المؤسسية إلى تحقيق مفهوم المجتمع.
وقد تنوعت المجتمعات الإنسانية وتطورت عبر العصور المختلفة بحسب المفاهيم الحضارية والسياسية والاقتصادية، وهي كالتالي:
أ- بحسب المفهوم الحضاري: تطورت المجتمعات عبر العصور الحضارية من البدائية إلى عصر الثورة الزراعية، ثم إلى عصر الثورة الصناعية، وعصر الثورة البخارية والطاقة، فعصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية.
وبحسب هذا التطور ظهرت مجتمعات متعددة مثل: مجتمع الجمع، ومجتمع الصيد والقنص، ومجتمع الرعي، ومجتمع القرية الزراعية، والمجتمع الريفي الحضري، والمجتمع الحضري، ومجتمع المدينة الكبيرة، ومجتمع المدينة العظمى.
ب- بحسب المفهوم السياسي: تطورت المجتمعات بحسب الأنظمة التي تحكمها، فهناك مجتمع ملكي، ومجتمع جمهوري، ومجتمع أميري، وغيرها من المجتمعات الأخرى بحسب نظام الحكم المتبع فيها.
ج- أما بحسب المفهوم الاقتصادي: تطورت المجتمعات بحسب الأنظمة الاقتصادية المتبعة فيها، فهناك المجتمع الرأسمالي، والمجتمع الاشتراكي، والمجتمع النامي، وغيرها من المجتمعات التي تستخدم خليطا من الأنظمة الاقتصادية.
وهناك العديد من الحاجات الأساسية والضرورية لبناء المجتمع وبقائه، وهي:
أ- الحاجة الأخلاقية: وهي المبادئ الأخلاقية التي تنسق العلاقات بين الأفراد، وهي ما تسمى بالمنظومة الأخلاقية للمجتمع. فكما قال أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ب-الحاجة المهنية: سد الاحتياجات المهنية كلها.
ج- الحاجة العائلية: ضرورة الاهتمام بالأسرة لأنها نواة المجتمع.
د- الحاجة الوطنية: ضرورة إعداد المواطن الصالح.
ه- الحاجة التعليمية: القضاء على الأمية والتخلف.
و- الحاجة الصحية: خلق مجتمع صحي خال من الأمراض وذي وعي صحي.
ز- الحاجة الاستجمامية: التركيز على الترويح وتنمية الأنشطة المختلفة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]