الفيزياء

نبذة تعريفية عن المخترع “إيلي وايتني” وقصة ابتكاره لـ”آلة حلج القطن”

2006 وجدتها

ريتشارد بلات

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المخترع إيلي وايتني آلة حلج القطن الفيزياء

بينما كان مدرس العلوم الأمريكي إيلي وايتني ضيفاً في إحدى مزارع القطن، لفت انتباهه العبيد وهم يعانون تنظيف البذور من ألياف القطن.

وقد أدّت به ملاحظاته الدقيقة في العام 1794 – بالإضافة إلى مسحة من الابتكار – إلى اختراع آلة توفر العمالة وتقوم بهذه المهمة.

وقد غيرت آلته لحلج القطن مسار التاريخ الأمريكي ، لما نتج عنها من انتشار للرق إلى أقاصي الجنوب.

 

ولكن من هو إيلي وايتني؟

ولد إيلي وايتني (1765-1825) لأب فلاح.

وقد كان منذ صغره صبياً حاذقاً مبتكراً؛ فقد صنع كماناً وهو في الرابعة عشرة، وراح يبيع مسامير صنعها في مسبك العائلة بعد ذلك بعام واحد.

وبعد أن درس إيلي القانون والعلوم في جامعة يال بأمريكا، انتقل إلى الجنوب ليصبح معلماً، ثم تحول إلى الاختراع بعد أن تداعت مهنة التدريس.

 

لحظة الإلهام لدى وايتني

كان وايتني يقيم مع كريستين جرين، صاحبة إحدى مزارع القطن. وكان القطن الذي ينمو في مزرعتها (أسفل) من نوع قصير التيلة، الذي يستغرق الكثير من وقته لفصله عن البذور.

أما القطن الذي كان ينمو على الساحل ، فكان طويل التيلة، وأسرع كثيراً في تنظيفه.

 

وقد شكت له السيدة جرين أنها حتى عندما تستخدم العبيد السود للقيام بالعمل، فإنه يبقى من الصعب عليها المنافسة.

وقد قدحت المشكلة في خيال وايتني، فراح يحلم باختراع آلة للقيام بهذا العمل.

 

وجدتها! لقد جاءت الإجابة كومضة ضوء من خاطف. إن مجموعة أسلاك على أسطوانة دوارة يمكنها شد الألياف القطنية عبر مشط تكون أسنانه أضيق من أن تمر منها البذور.

 

بناء آلة الحلج

وصف وايتني آلته لفينياس ميلر، مدير المزرعة الشاب، الذي اعجب بالفكرة، وعرض عليه أن يدفع له لبناء آلة الحلج (المحرك)، لقاء نصف الأرباح.

وفي عشرة أيام، كان وايتني قد بنى أنموذجاً صغيراً، يمكن من خلاله لعبد واحد أن يقوم بعمل عشرة ممن ينظفون القطن يدوياً.

 

وقر سر الشريكان كثيراً به، وسارع وايتني إلى تسجيل براءة اختراعه – مما يجعل من غير القانوني لأي شخص غيره أن ينسخه .

وقد حصل على البراءة في العام 1794 ، وبدأ بإنتاج آلات حلج القطن في ورشة في نيوهافن، إلا أن الشريكين لم يبيعا الآلآت. بل راحا بدلاً من ذلك يقومون بحلج محاصيل القطن للفلاحين، مع الاحتفاظ بجزء من القطن المحلوج كأجر.

 

وبدت الخطة حاذقة، إلا أن الآلة كانت من البساطة بحيث يمكن لمن يراها تعمل أن يدرك على الفور الكيفية التي تعمل بها .

وتجاهل الزراع أمر براءة الاختراع، ونسخوا آلة الحلج، وراحوا ينظفون قطنهم بأنفسهم. وفي خلال سنوات ثلاث، انهار عمل الشريكين.

 

تغيير الجنوب

ربما يكون عمل وايتني قد أخفق، إلا أن اختراعه لم يكن كذلك. فقد ساعد على انتشار القطن من ساحل الولايات المتحدة الأمريكية الجنوبية إلى المزارع الداخلية البعيدة.

وقد أصبح المزارعون الذين نسخوا الآلة بصورة غير قانونية من كبار الأغنياء. ولإدارة الآلات، وزراعة وجني المحاصيل أحضروا آلاف العبيد من إفريقيا، وغالباً ما كانوا يُحيونهم في حياة مزرية.

 

وقد أدى هذا التوسع في الرق، الذي اعتبره الكثير من الأمريكيين قسوة وخطأ، إلى الحرب الأهلية في العام 1861.

أما وايتني فسرعان ما تعافى من كبوة عمله، وحصل على عقد لإمداد الحكومة الأمريكية بالمسدسات، مرتاداً بذلك طرق تصنيع آلات جديدة، إلى أن مات ثرياً في العام 1825.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى