نبذة تعريفية عن “المعادن المرشدة”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المعادن المرشدة علوم الأرض والجيولوجيا
عند دراسة الصخور المتحولة يلجأ الجيولوجيون إلى أنواع محددة ومميزة من المعادن التي توجد في هذه الصخور.
إذ عن طريق هذه المعادن يمكن التعرف على السحنة المعدنية، وكذلك على الطريقة التي نشأت بها هذه الصخور، لذا سميت هذه المعادن بالمعادن المرشدة.
وكما أن الأحفورة المرشدة (Index Fossil) يستعان بها في معرفة التاريخ الجيولوجي للصخور الرسوبية – لتحديد موقع كل طبقة أو مجموعة من الطبقات في سلم الزمن الجيولوجي، والتعرف على بيئات الرسيب القديمة – فإن المعدن المرشد يستعان به في معرفة تاريخ الصخر المتحول، مثل كيفية نشأته والظروف التي كانت تحيط بهذه النشأة، كدرجة الحرارة ومعدن الضغط والتركيب المعدني للصخر الأصلي.
وبتشبيه مبسط يمكن القول إن المعدن المرشد هو الترمومتر الذي يمكن عن طريقه التعرف على معدلات الحرارة والضغط التي أدت إلى التحول، فكل معدن مرشد له مجال استقرار محدد وثابت يقع ضمن معدلات محددة من الضغط والحرارة لا يتكون المعدن إلا عندها.
لذا فإن معدن الكوارتز مثلاً لا يعتبر معدناً مرشداً لأنه يوجد في أنواع كثيرة من الصخور، تكونت عند معدلات مختلفة من الحرارة بعضها منخفض وأخرى معدلاتها مرتفعة.
وإذا وجدنا معدناً مرشداً في صخور متحول، فإنه يكون بالإمكان – عن طريق وجود هذا المعدن – التعرف على درجة الحرارة ومعدل الضغط الذين تمت بهما عملية التحول.
فوجود معدن جلوكوفين (glaucophane) مثلاً في صخر متحول، يدل على أن هذا الصخور قد تكون في ظروف من الضغط الشديد والحرارة المنخفضة نسبياً.
أما وجود معدن الجارنت المعروف باسم بيروب (pyrope)، فيدل على أن الصخر المتحول الذي يحتويه قد تكون بفعل الحرارة والضغط الشديدين معاً.
ومن تتابع وجود المعادن المرشدة المختلفة في الصخور المتحولة في منطقة ما يمكن التعرف والتمييز بين نطاقات التحول المختلفة في هذه المنطقة، وتحديد الحدود الفاصل بين هذه النطاقات.
وفي التحول المتدرج للصخور تبعاً لارتفاع درجة حرارة التحول، يكون تتابع المعادن المرشدة عادة النحو التالي: كلوريت – بيوتيت – المانديت – جارنت – شتورولايت – كيانيت – سيليمنيت.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]