نبذة تعريفية عن “الهوامش القارية” و”الرفوف القارية”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الهوامش القارية الرفوف القارية علوم الأرض والجيولوجيا
تقع تضاريس الأرض على مستويين رئيسيين: أحدهما يرتفع بضع مئات من الأمتار فوق سطح البحر، ويمثل سطح الكتل القارية، والآخر يقع بين 4000 – 5000م تحت سطح البحر، ويشكل 50% من سطح الأرض ممثلاً في قيعان الأحواض المحيطية.
ويمكن أن تقسم أقاليم التضاريس تحت البحرية إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
أ– الهوامش القارية (Continental margins)
ب- قيعان الأحواض المحيطة.
ج -ظُهُور (حيود أو متون) أواسط المحيطات (Mid – oceanic ridges)
ويوضح الشكل (1) هذه الأجزاء في مقطع عرضي عبر المحيط الأطلسـي الشمالي.
ويمكن أن تقسم هذه الأقاليم الرئيسية إلى فئات من الأقاليم التي بدورها تقسم إلى أقاليم تضاريس محددة:
تضم الهوامش القارية الأقاليم الانتقالية بين القارة والمحيط. وتتكون هذه الهوامش القارية من الرف القاري والمنحدر القاري والمرتقى القاري (Continental rise) وهذه الأجزاء موضحة في الشكل رقم (2).
يبلغ معدل انحدار الرف القاري 1: 1000، في حين يتراوح ميل المنحدر القاري بين 1 : 4 إلى 1 : 6 ، وقد يكون عمودياً في بعض الأماكن.
أما المرتقى القاري فيقع عند نهاية المنحدر القاري ويتراوح انحداره بين 1: 700 إلى 1: 50 حيث يبلغ معدله 1: 300 يقطع المنحدر القاري العديد من الخوانق تحت البحرية.
وتمتد بعض الأخاديد الكبيرة مثل هُدْسُنْ حتى تقطع المُرْتَقَى القاري. وتنتشـر المراوح الطميية عند فوهات هذه الخوانق البحرية في اتجاه عرض البحر.
ويقسم الهامش القاري إلى ثلاث فئات من الأقاليم: الفئة الأولى وتتضمن الرف القاري
والهضاب الهامشية والبحار الضحلة، أي الكتل القارية المغمورة بمياه ضحلة. والفئة الثانية: وتشمل المنحدر القاري والجروف الهامشية ومنحدرات الأخاديد الهامشية، أي جميع مظاهر التضاريس على الحافة البعيدة (نحو البحر) للفئة الأولى (الكتلة القارية). والفئة الثالثة: وتشمل المرتقى القاري.
أما الرفوف القارية فتشكل الجزء الأكبر من الفئة الأولى. وهي هامش القارات المغمور بمباه ضحلة. تنتهي الرفوف عند معدل عمق 200م. أما عرضها فيتراوح بين بضعة كيلومترات إلى مئات الكيلومترات.
تقسم الرفوف القارية أحياناً إلى قسمين: الرف الداخلي (inner shelf) وهو القريب من اليابسة، ويشمل المياه الأقل عمقاً الشديدة التأثر بالعمليات الجيولوجية التي تجري على شاطئ البحر. والرف الخارجي (outer shelf) وهو الجزء البعيد عن اليابسة الذي ينتهي بحافة الرف حيث يبدأ المنحدر القاري.
تتراكم على قاع الرف القاري الرواسب الرملية والطينية والجيرية بنسب مختلفة وأشكال مختلفة وسماكات متباينة. فقد بلغت سماكات الرواسب على الرف القاري والشواطئ الشـرقية لأمريكا الشمالية والجنوبية آلاف الأمتار. ومن ثم كانت هذه الرفوف عريضة.
أما على الجانب الغربي للأمريكتين فإن الرف القاري ضيق بسبب وجود الأخاديد البحرية العميقة جداً قريباً من الشاطئ. ويبدو أن السبب ليس قلة الرواسب بل هو تركيبي متعلق بتكتونية الصفائح كما سنرى.
سمك القشـرة الأرضية تحت الرف القاري وسط بين سمكها تحت القارات وسمكها تحت المحيطات.
ويتكون جزؤها الأعلى من صخور نارية حامضية التركيب كالجرانيت ومتحولة مثل النيس والشست. أما الجزء السفلي فهو مكون من صخور لها تركيب البازلت أو الجابرو.
أما البحار الضحلة، وهي البحار المتداخلة في القارات أو القريبة منها، فإنها تشبه الرف القاري في وصفه السابق.
ولكنها أكثر تأثراً بما يجري على القارات من عمليات جيولوجية حيث تَصُبُّ فيها الأنهار وتُجْلَبُ إليها رواسب الـدلتا والرياح وتيارات المد والجزر وعمليات الشاطئ الجيولوجية.
أما الفئة الثانية من الهوامش القارية فتسيطر عليها المنحدرات القارية. وقد تكون الخوانق البحرية (submarine canyons) أبرز تضاريس المنحدرات القارية. وهي أدوية كبيرة متعرجة ذات قاع ضيق له شكل الحرف V. وتقارن بأكبر الأودية القارية، شكل (3).
تبدأ الكثير من الخوانق من الرف القاري وتستمر عبر المنحدر القاري والمرتقى القاري إلى أن تنتهي في أعماق المحيط. وتتميز بوجود تيارات العَكَر وانهيار الرواسب كوسيلتين رئيسيتين لنقل الرواسب.
ومن أمثلتها المشهورة. خانق البهاما الكبير (great Bahama canyon) وخانق الكونغو (congo canyon) وخانق طوكيو (Tokyo canyon) وخانق مونتيري (Monterey canyon) وخانقا لاجولا وسكربس (La Jolla and Scripps canyon) والشكل (4) هو لهذين الأخيرين.
أما منشأ هذه الخوانق فيبدو أنه مجاري أنهار قديمة على الرف القاري ومسارها في المنحدر القاري في الأزمنة الجليدية حيث كان الرف القاري غير مغمور.
تتمثل الفئة الثالثة في محيطات الأطلسـي والهندي والقطبي الشمالي والقطب الجنوبي والبحر المتوسط في المرتقى القاري.
أما المحيط الهادئ فإنه محاط كلية تقريباً بالأخاديد البحرية. وسندرسها في موضع آخر. أما المرتقيات القارية فإنها لا تعدو أن تكون مراوح الطمي الناتجة عن تجمع رواسب الخوانق البحرية أو انهيار الرواسب من المنحدر القاري.
وهي بالتالي ليست شديدة التضاريس، تقطعها قنوات التوزيع ورواسبها شبيهة برواسب الخوانق البحرية والمنحدر القاري. ويبين الشكل (5) توزيع المرتقيات القارية في المحيطات.
منشأ الرفوف القارية :
سبق القول بأن قشـرة الأرض تحت رواسب الرف القاري هي قشرة قارية مشابهة لقشـرة الأرض تحت القارات.
وهي مختلفة عن القشـرة المحيطة المكونة أساساً من صخور لها تركيب البازلت المعدني الكيميائي. وقد ثبت الآن بما لا يدع مجال لشكل أن قشرة قيعان المحيط قد نشأت بحسب اتساع قيعان المحيط.
ومن ثم فإن الرف القاري لا علاقة له من حيث المنشأ بقيعان المحيطات.
ويبدو أن الرأي السائد الآن في نشأة هذه المصاطب البحرية العريضة (الرفوف القارية) هو أنها مناطق قارية كانت وما زالت مسـرحاً لتقدم البحر عليها أو انحساره عنها تبعاً للمناخ السائد على الأرض في العصور الجليدية أو بين الجليدية.
ففي العصور الجليدية ينحسـر البحر عنها وتصبح جزءاً من اليابسة. وفي هذا الوضع تصب الأنهار الكبيرة مباشرة في المنحدرات القارية. وهذا يفـسر نشأة الخوانق البحرية.
وفي الفترات بين الجليدية يعود الماء فيغطي هذه الرفوف. وأثناء انحسار الماء أو تقدمه فإن الحت الموجي المستمر يؤدي إلى تحويل هذه المنطقة إلى مصاطب مستوية أطلق عليها الرفوف القارية.
وبهذا تكون هذه الرفوف من نتاج عصـر البليستوسين. وفي هذا الوصف أيضاً تعليل لوجود الرواسب الرملية والطينية بكثرة على الرفوف القارية. علماً بأن الأنهار لا تصل رواسبها القارية بعيداً في الرف القاري.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]