نبذة تعريفية عن تركيب ووظيفة الجهاز الهضمي لدى الكائنات الحية
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تركيب الجهاز الهصمي الجهاز الهضمي وظيفة الجهاز الهضمي الطب
الهضم هو عملية تكسير جُزَئيات المواذ الغذائية إلى جزئيات بسيطة قابلة للذوبان يمكن للجسم امتصاصها والاستفادة منها.
ويتركب الجهاز الهضمي في الإنسان من القناة الهضمية والغدد الهضمية الملحقة بها، وهي تشمل الغدد اللعابية والكبد والبنكرياس. وتَصُب هذه الغدد إفرازاتِها في تجويف القناة.
وتمتد القناة الهضمية من الفم إلى الشرج، وتنقسم إلى خمسة أجزاء هي: الفم، والبلعوم، والمريء، والمعدة، والأمعاء.
يختلف طول القناة الهضمية ودرجة تعقدها باختلاف الحيوان وطبيعة الغذاء.
ويدخل الطعام عن طريق الفم الذي يحتوي تجويفه على الأسنان واللسان. وتقوم الأسنان بمضغ الطعام، أما اللسان فيتذوق الطعام ويعمل على تقليبه.
ويصب في تجويف الفم إفراز ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية، ويحتوي هذا الإفراز على بعض الإنزيمات التي تساعد في عمليات الهضم التي تبدأ في الفم.
أما البلعوم فهو مَمَر متشرك للغذاء والهواء، وليست له أية وظيفة هضمية، في حين يقوم المريء بتوصيل الغذاء من البلعوم إلى المَعدة التي تفرز على الطعام ما يعرف بالعصارة المعِدِية لتساعد في علمية الهضم.
وفي الأمعاء تحدث معظم عمليات الهضم والامتصاص. وتنقسم الأمعاء إلى قسمين رئيسين: الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة. وتنقسم الأمعاء الدقيقة بدورها إلى ثلاثة أجزاء: الإثنا عشري والمعي الصائم واللفائفي.
ويستقبل الإثنا عشري إفراز غدتين مهمتين، هما الكبد والنبكرياس، ولهذا يتعرض الطعام عند وصوله إلى الأمعاء الدقيقة إلى تأثير ثلاث عصارات هاضمة: عصارة البنكرياس، وعصارة الصفراء من الكبد، والعصارة المعوية وتفرزها غدد في جدار الأمعاء نفسها.
وجميع هذه العصارات قاعدية، فتعمل على معادلة الحامض في كتلة الطعام جزئيا والقادمة من المعدة.
وبعد إتمام عمليات الهضم تقوم الأمعاء الدقيقة بدفع الغذاء إلى الأمعاء الغليظة التي تتميز في الإنسان إلى قَوْلون ومستقيم. ويفتح المستقيم إلى الخارج بفتحة الشرج.
وبعد الانتهاء من عملية الهضم تنتقل المواد البسيطة من تجويف القناة الهضمية عبر الخلايا الطلائية المبطِّنة للتجويف إلى الدم أو اللمف، وهذه هي عمليات الامتصاص.
ويحمل الدم هذه المواد إلى خلايا الجسم للاستفادة منها أو خزنها، أما المواد التي لم تمتص في الأمعاء الدقيقة فغالبا ما تكون فضلات لا فائدة منها، وتتجمع في الأمعاء الغليظة لتكون البراز الذي يطرد إلى الخارج.
وفي بعض الحيوانات الأولية، والبارميسيوم، مثل الأميبا يحدث الهضم في داخل الخلية بواسطة إنزيمات هاضمة يفرزها السيتوبلازم داخل الفجوات الغذائية التي تحتوي الطعام بداخلها. وعند انتهاء الهضم يمتص الغذاء المهضوم من الفجوة مباشرة بواسطة الانتشار البسيط.
وهناك حيوانات أخرى تبدأ فيها عمليات الهضم خارج الخلايا أي في تجويف الجسم، ولكنها تستمر وتكتمل داخل الخلايا. وأحسن مثال لهذه الحيوانات هو الهيدرا
وبدخول الفريسة إلى تجويف الجسم تنشط الخلايا الغددية لتفرز عصارة تحتوي على عدد من الإنزيمات الهاضمة تهضم الفريسة هضما جزئيا يؤدي إلى تفتيت جسمها إلى قطع صغيرة.
وتتناول خلايا الطبقة الداخلية من جدار الجسم هذه القطع لتحتويها في داخل فجوات غذائية؛ حيث تستكمل عملية الهضم داخل الخلايا ويمتص الغذاء المهضوم من الخلايا مباشرة بالانتشار البسيط، كما يحدث في الأميبا.
أما في بقية عالم الحيوان، فيحدث الهضم خارج الخلايا في تجويف قناة هضمية متعددة الأجزاء، كما ذكرنا.
ولكنَّ نِسَبَ هذه الأجزاء وأشكالها قد تختلف في الحيوانَات المختلفة. فالأمعاء، مثلا، تكون في الغالب طويلة في الحيوانات آكلات النبات (العواشب)، وقصيرة في آكلات اللحم (اللواحم).
وفي الحيوانات المجتَّرة تنقسم المعدة أربعة أقسام، ويختزن الطعام، بعد ابتلاعه سريعا دون مضغ، في القسم الأكبر منها الذي يسمى «الكِرْش» ثم يجتره الحيوان في وقت راحته ليمضغه على مهل قبل أن يعيد ابتلاعه
وكثير الطيور يختزن طعامه في المريء الطويل، ولكن المريء يتصل في بعضها بكيس يسمى «الحوصلة» يختزن الطائر فيه الحبوب الجافة التي يبتلعها دون مضغ (فالطيور ليس لها أسنان) حتى تلين ثم تمر إلى المعدة.
هذا إضافة إلى أن المعدة في تلك الطيور تنقسم قسمين: قسم هاضم كالمعتاد، وقسم طاحن يسمى «القانصة» وللقانصة جدار عضلي سميك مُبطَّن بغشاء خشن، وهي تحوي عادة بعض الحَصى الذي يبتلعه الطائر.
وعندما تنقبض القانصة تطحن ما بداخلها من طعام خَشن وفي البجَع يتصل تجويف الفم بكيس واسع يختزن فيه الطائر الأسماك الكثيرة التي يصيدها.
ولكن لعل أعجب ما تعرفه عن الأجهزة الهضمية ما تفعله نجوم البحر. فنَجم البحر بدلا من أن يدخل الطعام إلى معدته، يخرج معدته إلى الطعام!
فهو يجثم على فريسته من الحيوانات البحرية، ثم يُخرج من فمه جزءا من معدته ليحيط بها، ثم تقبض المعدة على أجزاء من الفريسة، أو عليها كلها إذا كان حجمها مناسبا، ثم ترتد حاملة وجبتها إلى داخل الجسم.
بل إن هضم الفريسة وامتصاص ما يُهضَم منها قد يُحدثان في أثناء وجود المعدة خارج الجسم!
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]