نبذة تعريفية عن “جزيرة جِربة” التونسية
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جزيرة جربة التونسية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
جِربة جزيرة تونسية تقع في خليج «قابس» قريبةً من الساحل التونسي.
يَفْصلها عن البر مضيق لا يتجاوز عرضه من جهتها الغربية على ساحل «آجيم» الكيلو مترين. وتربطها بالبر جسور أطولُها ما كان مقابلَ أرضِ «جرجيس» بطول حوالي سبعة كيلو مترات.
وتبلغ مساحتها حوالي 600 كليومترٍ مربع. وتتخذ شكلا يتسع شمالا ويضيق جنوبا، ويقابل جزءَها الشماليَّ خليجُ قابس.
أما جزؤها الجنوبي فيُطل على خليج «بو غَرارة» وتتصل بالبر التونسي عند بُرج القنطرة في جنوبها الشرقي، وآجيم في جنوبها الغربي.
وقد عُرفت جربة بهذا الاسم منذ أقدم العصور، وقد جاءها هذا الاسم من اسم قبيلة نزلت بها، تسمى جربة التي مارست الزراعة وتعمير الجزيرة نظرا لجودة تُربتها وحَصانتها وانقطاعها عن البر.
وكان لموقعها الأثرُ العظيم في لَفْت أنظار الدول البحرية والقوى المختلفة من متخلف الحضارات كاليونان والفينيقيين والرومان والبيزنطيين.
وكل حضارة تركت بصَماتها على الجزيزة، كما تظهر في الموانئ والقناطر والجسور والمدن والقرى والمراكز وغير ذلك، إلى أن جاء الفتح الإسلامي.
ولقد سادت اللغة البَرْبرية في الجزيرة، وهي اللغة الأهلية الوحيدة لسكان جربة، وكانت هي المتسعملة حتى جاء الإسلام فانتشرت اللغة العربية، خاصة في الأوساط المثقفة المتصلة بالتجارة وبالسلطة، إلا أنها لم تتغلغل بين أوساط السكان إلا في القرون الأخيرة.
كما انتشر المذهب المالكي نسبة للإمام مالك رحمه الله، وكذلك المذهب الأَباضي.
واليوم ومع ازدهار العمران وكثرة انتقال السكان واختلاطهم مع الآخرين تلاشت البربرية كلغة، كما تلاشت النَّعَرات المتصلة بالبربرية.
وقيل إن جربة تم فتحها سنة سبعٍ وأربعين هجرية. وأن أول من افتتح هذه الجزيرة هو رُوَيْقع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة الأنصاري.
وعُمْران هذه الجزيرة يميزها عن كثير من المدن الأخرى، نظرا لطبيعتها الجزرية، حيث يُحيط بها الماء فيكسبها جمالا غير معهود خاصة إذا رُبِط مع غطاء الأشجار المتنوعة التي يمتاز بها مناخ البحر المتوسط.
أما المساكن فقد ظهرت فيما بَعد، حيث كان البرابرة يَنحتون من الجبال بيوتا، ثم انتقلوا فيما بعد الخِصاص وهي البيوت المبنية من جريد النخل وأغصان الأشجار؛ إلى أن ظهرت وانتشرت البيوت المبنية من الحجر والمرَمْرَ التي يَغْلب عليها اللون الأبيض الذي يميز بيوت مدن البحر المتوسط.
وتنتشر في الجزيرة المساجدُ ذاتُ القِباب المتعددة، كما تنتشر القرى المتحضرة، كآجيم والمحبوبين وميدون والماي والحارة وتربطها طرق مُعبَّدة.
ويصل سكانها حوالي 92 ألف نسمة سنة (1984) وتُقسَّم الجزيرة إلى أقسام تسمى مَشْيخات يزيد عددها على 14 مشيخة.
وينتقل السكان داخل الجزيرة بالسيارات والحافلات وعربات الخيل. كما تكونت فيها شركات نقل سياحية.
ويمتاز سكانها بنشاطهم التجاري. بل هي من أشهر مدن تونس في تقدم أهلها بالتجارة. كما تزدهر فيها كثير من الصناعات التقليدية والحرَفية التي تَطوَّر بعضها، كصناعة الفُخَّار والقِلال والنسيج.
كما تنتشر الزراعة فيها انتشارا واسعا، حيث تغطيها مزارع الزيتون والنخيل والحِمْضيات والخضر والحبوب والعنب. كما يزدهر فيها صيد البحر وهو متوقَّع نظرا لكونها جزيرة يحيط بها الماء من كل جانب.
وقد انتشر التعليم فيها، وكثرت المدارس بكافة درجاتها، ويُقبل ابناؤها على التعليم باستمرار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]