نبذة تعريفية عن جُزُرُ الهِنْد الغَرْبِيَّة
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جُزُرُ الهِنْد الغَرْبِيَّة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
قبل 500 سنة من الآن، وبالتحديد في صباح أحد أيام شهرِ أغسطسَ عام 1492، غادرت أسبانيا ثلاثٌ سفن تحمل 120 رجلاً يقودهم تاجر إيطالي يُدعى كِريْسُتوفَر كُولُمبس.
كان حلم هذا التاجر أن يكتشف طريقاً مختصراً يصل بين أوروبا وجنوب شرق آسيا أو الشرق كما كانوا يسمونه، لكي يشارك في تجارتها المربحة من التوابل والأقشمة الحريرية والذهب.
وحتى تلك اللحظة لم يكن أحد في العالم المعروف في ذلك الوقت يعلم شيئا عن وجود قارات أخرى غير أوروبا وإفريقيا وآسيا.
واستمرت بعثة كريستوفر كولمبس في الإبحار في اتجاه الغرب لأكثر من شهرين قبل أن تقع عيناه لأول مرة على اليابسة. وعندما لمست قدماه الأرض في صباح يوم 12 أكتوبر من نفس السنة ظن أنه وصل إلى جزر الهند الشرقية أي جزر جنوب شرق آسيا.
وفي الحقيقة كانت هذه الأرض إحدى جزر العالم الجديد الذي نعرفه الآن باسم الأمريكتين، والذي كان لكولمبس الفضل في اكتشافه، وأصبح هذا اليوم محفورا في ذاكرة التاريخ.
وقد استمر كولمبس في أثناء رَحَلاته المتعددة إلى هذه المنطقة يتنقل من جزيرة إلى أخرى متابعا اكتشافاته.
وكان يُطلق على هذه الجزر أسماء مختلفة ظل بعضها كما هو حتى الآن وتغيرَّ بعضها الآخر، ولكنها سُميت في مجموعها فيما بعد باسم "جزر الهند الغربية" بعدما تبين أنها ليست جزر الهند الشرقية، كما سميت بأسماء أخرى مثل "أسبانيا الجديدة" و "جزر الأنتيل".
وقد تدفق الإسبان على هذه الجزر لاستغلال ثراوتها، فاحتلوا أراضيها واستعبدوا أهلها ونهبوا خيراتها وجلبوا إليها العبيد من إفريقيا. ولما ضعفت أسبانيا جاءت مكانها قوى استعمارية أخرى، وبخاصة بريطانيا.
وفي العصر الحديث نالت بعض هذه الجزر استقلالها وكَوَّنت دولا مستقلة، وهي كوبا والدومينيكان وهايتي ، وبقي بعضها الآخر تحت حكم دول أخرى. وتقع جزر الهند الغربية في البحر الكاريبي الذي يفصل بين قارتي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وهي تتكون من آلاف الجزر ولكنْ أكثرَها جزرٌ صخرية صغيرة ليس بها سكان. وتنقسم هذه الجزر إلى ثلاث مجموعات هي:
1- جزر الأنتيل الكبرى: وتبلغ مساحتها 214 ألف كيلو متر مربع، أي 90% من مساحة جزر الهند الغربية، وأهمها جزيرة كوبا أكبر جزيرة في البحر الكاريبي، وبها تقع مدينة هافانا عاصمة جمهورية كوبا، وهي أكبر مدينة في المنطقة إذ يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
والجزيرة الثانية في المساحة هي هسبانيولا وتتقاسمها دولتان مستقلتان هما الدومينيكان وهايتي، وتأتي بعدها جزيرة جامايكا ثم بورتوريكو، إضافة إلى مجموعة أخرى من الجزر الصغيرة.
2- جزيرة الأنتيل الصغرى: وتبلغ مساحتها حوالي 10 آلاف كيلو متر مربع، وتتكون من عدد كبير من الجزر الصغيرة، أهمها ترينيداد وجزر ويندوارد وجزر لي وارد.
3- جزر الباهاما: وتبلغ مساحتها 14 ألف كيلو متر مربع، ويبلغ عددها حوالي ثلاثة آلاف جزيرة، إلا أن الجزر المسكونة منها يبلغ عددها حوالي عشرين جزيرة فقط، أما بقيتها فجزر صغيرة صخرية أو مرجانية، وهي تؤلِّف كيانا سياسيا واحدا تابعاً لبريطانيا.
ومعظم جزر الهند الغربية ذات تضاريس وعرة تظهر بها الجبال العالية والبراكين. ومناخها حار طوال العام، والرطوبة مرتفعة، والأمطار تسقط طوال السنة تقريبا، خاصة في الأجزاء الشمالية من الجزر، لأنها تكون في مواجهة الرياح الممطرة.
كذلك تتعرض هذه الجزر لهبوب أعاصير مدمرة خلال شهور الصيف تُسمى الهاريكان. وتنمو الغابات الكثيفة في أجزاء واسعة من هذه الجزر.
ونتيجة لاختلاط أهل البلاد الأصليين من الهنود الأمريكيين، أو الهنود الحمر كما يسمون أحيانا، منذ سنين طويلة بالمستعمرين الأوروبيين البيض وبالعبيد الأفارقة الزنوج، فقط أصبح سكان هذه الجزر الآن خليطا من البشر لهم أشكال مختلفة من الصعب أن نجد لهم مثيلاً في مكان آخر.
وبلغ مجموع سكان الجزر في عام 1987 حوالي 32 مليون نسمة، يعيش منهم في كوبا وحدها 10.3 مليون نسمة، وفي الدومينيكان 6.5 مليون ، وفي هايتي 6.2 مليون، أي أن سكان هذه الدول الثلاثِ يعادل 72% من جملة سكان جزر الهند الغربية.
واللغة الغالبة للسكان هي الأسبانية، بالإضافة إلى لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية. كما يدين معظمهم بالديانة المسيحية (كاثوليك).
وأغلب السكان يعملون بالزراعة والرعي، حيث تشتهر هذه الجزر بإنتاجها من قصب السكر والموز وجوز الهند والكاكاو وغيرها من محاصيل المناطق الحارة.
أما إنتاجها المعدني والصناعي فقليل، وأهم المعادن المنتجة هي النيكل والبوكسيت (أحد خامات الألومنيوم) والذهب. كذلك تشكل السياحة مورداً اقتصاديا هاما لسكان الجزر، إذ يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم للتمتع بجوها الدافئ وبشواطئها الجميلة وبمناظرها الخلابة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]