علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “حجر الصابون”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حجر الصابون علوم الأرض والجيولوجيا

حجر الصابون يتميز بالرخاوة ونعومة الملمس، ويتركب أساساً من معدن الطلق بالإضافة إلى كميات متفاوتة من الكلوريت والأنتيجوريت ومعادن الكربونات (المجنيزيت والدلوميت والكالسيت) والتريموليت وربما بعض المرو (الكوارتز) والبيريت.

وحجر الصابون هو صخر يمكن تقطيعه على هيئة كتل كبيرة. وقد يطلق على البيروفيلليت أيضاً اسم حجر الصابون بسبب التشابه في الاستخدام وبعض الخواص.

وحجر الصابون ذو لون رمادي داكن أو اخضر شبه شفاف ذو بريق لؤلؤي وملمس دهني أو صابوني. (انظر: الخواص الفيزيائية – للطلق).

 

توجد رواسب تجارية من خامات الطلق وحجر الصابون ضمن المتداخلات النارية فوق القاعدية المتحولة.

وكذلك ضمن أحجار الجير الدلوميتية المتحولة، ولهذا فإن وجود هذه الرواسب محصور في مناطق الضغط والقص والتحول، ومقتصرة إلى حد كبير على صخور ما قبل الكمبري.

وينتج الطلق من تحلل المعادن المغنيسية الأولية والثانوية في الصخور، حيث يتكون من التحول البسيط بواسطة المحاليل المائية الحرارية ذات درجات الحرارة المنخفضة، والمحملة بثاني أكسيد الكربون والماء وثاني أكسيد السليكون ومواد ذائبة أخرى، وقد يصحب عملية التحول تحول ديناميكي بسيط بواسطة المحاليل.

 

وعلى هذا فهو ينشأ ضمن أحجار الجير المتحولة إقليمياً والصخور النارية فوق القاعدية المتحللة (المتغيرة) مثل البريدوتيت والدونيت، وكذلك في مناطق التحول بالتماس لأحجار الجير الدولوميتية الملاصقة للصخور النارية القاعدية مثل الجابرو.

وقد يأخذ الطلق شكلاً كاذباً (زائف) للمعادن الأولية مثل التريموليت والأكتينوليت والانستاتايت والديبوبسيد والأوليفين والسربنتين والكلوريت والإبيدوت والميكا.

ومكان تكون حجر الصابون المميز هو الصخور المتحولة تحت درجات حرارة وضغوط منخفضة.

 

وقد يشكل حجر الصابون الكتلي جميع الكتلة الصخرية تقريباً، وكثيراً ما يمثل حجر الصابون المكون الأساسي لبعض الصخور المتحولة المتورقة، مثل الشست الطلقي، (الشست التلكي)، والشست الطلقي الأكتينوليتي، أو الصخور المتحولة الكربوناتية مثل الكربونات الطلقية.

هذا وأجود أنواع الطلق تتكون ضمن حجر الجير الدلوميتي المتحول والذي عادة ما يكون مصحوباً بالتريموليت والاكتينوليت، ويأخذ أشكالاً عدسية أو طباقية قد يصل عرضها إلى 40 متراً.

 

أما رواسب حجر الصابون المصاحبة للكتل فوق القاعدية فهي أكثر عدداً ولكنها أصغر حجماً، وتتكون عادة مصاحبة للسر بنتين كما في رواسب أحجار الصابون في فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

ونظراً للعلاقة الكبيرة بين نشأة الطلق وعمليات التحول، فإنه من الطبيعي أن يقتصر وجود خامات الطلق وحجر الصابون الاقتصادي على مناطق الصخور المتحولة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تنتشر محاجر الطلق وحجر الصابون على خط يمتد بطول محور جبال الأبلاش ابتداءً من فيرمونت حتى جورجيا.

 

وأهم الولايات المنتجة لها كاليفورنيا ونيويورك وشمال كارولينا وتكساس وفرجينيا وفيرمونت وجورجيا. وفي كندا تكثر هذه الرواسب ضمن صخور الدولوميت المتحولة في مختلف مناطق الدرع الكندي كما في أونتاريو.

كذلك تنتشر رواسب الطلق ضمن الصخور المطوية وفي الكتل المتحولة في جبال الألب والبرانس في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. وفي مناطق الدروع في روسيا والجزر الاسكندنافية وإفريقيا والهند كما يوجد كميات لا بأس بها من الطلق وحجر الصابون في منشوريا والصين وكوريا.

أما في البلاد العربية فتوجد كميات مناسبة من الطلق وحجر الصابون في الصخور المتحولة الشائعة في مناطق عديدة من الدرع العربي والدرع النوبي الإفريقي كما في المناطق الموجودة قرب مدينة الطائف وشمال غرب أملج ومنطقة ودكة بالدوادمي في المملكة العربية السعودية.

ويوجد في مصر في البرامية وجبل أبو ضهير والدرهيب ومناطق أخرى من الصحراء الشرقية.

 

لقد عرفت استعمالات الطلق وحجر الصابون منذ العصور القديمة حيث عرف حجر الصابون بواسطة هنود ما قبل التاريخ في جزيرة سانتاكاتالينا في كاليفورنيا، واستخدم في صناعة الأواني والصور البدائية وعمل منحوتات بسيطة لأغراض الزخرفة.

كذلك في أواسط القرن التاسع عشر استخرج حجر الصابون من رواسب خامات ممتدة على طول سفوح جبال السيرا نيفادا، واستعمل للبناء والزخرفة وفي طلاء جدران وأساسات الأفران.

أما الآن فقد اتسع نطاق الاستعمال التجاري للطلق وحجر الصابون وينمو باطراد، حيث أنه بالطحن والتنقية يستخدم في عمل دقيق مسحوق الطلق (أكثر استعمالاته شيوعاً) وذلك للأغراض الطبية ومستحضرات التجميل.

 

وهناك استعمالات عديدة ومتنوعة أخرى حيث قد يسوى حجر الصابون على هيئة قطع كبيرة من الصخر ويغطى بها سطوح طاولات المعامل ويعمل منها صفائح للمفاتيح الكهربائية.

كذلك تستخدم كميات كبيرة من حجر الصابون المستخرج على هيئة دقيق إضافي لعمل الطلاء وفي صناعة الخزف والمطاط والورق وسقوف المنازل وأوجه جدران أفران الصهر. 

كما يستعمل في المبيدات الحشرية وكملين (مزيت) في الصناعات البترولية وصناعة السيارات والنسيج، وكعامل للتبييض وامتصاص الروائح من الطعام وتلميع أرضية المنازل وتصفية المياه وامتصاص الزيوت من الجلود وتلميع الأحذية وغير ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى