الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حشرات “الذباب” وأنواعها المختلفة

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حشرات الذباب أنواع الذباب الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الذُّبابُ أنواعٌ من الحشراتِ تتْبَعُ رُتْبَةَ الحشراتِ ثُنائيَّةِ الأجنحة، حيث إن لها جناحينِ فقط على الحلقةِ الوُسطى من الصَّدْر. 

في حين يتحوّرُ الجناحانِ الواقعانِ على الحلقةِ الخلفيةِ (الثالثة) إلى ما يُسمَّى «دُبُّوسَيْ التَّوازن»، إذْ إنَّهُما يَحْفَظانِ للذُّبابَةِ توازُنَها عندَ الطيران.

وقدْ تمَّ حتى الان وصفُ أكثرَ من خمسةٍ وثمانينَ ألفِ نَوْعٍ مُخْتَلفٍ من الذّباب. ومعظَمُ أطوارِها البالِغَةِ يَنْشَطُ نَهاراً ويَسْكُنُ ليلاً.

 

والعديدُ من أنواعِها يعيشُ إِناثُها، وأحياناً ذُكورُها أيضاً، على امتصاصِ دمِ الانسانِ والحيوان. وتعيشُ الأطوارُ البالغةُ وغيرُ البالغةِ للعديدِ منها على القُمامَة، والرّوْث، والمـوادِّ المُتَعَفِّنَة، وغيـرها.

ويّـرقاتُ وعـذارَى عددٍ كبيٍر منها تعيشُ في الماء، وبذلك تختلفُ طبائِعُ وسلوكُ الأطوارِ غيرِ البالغةِ عن أطوارِها الكاملة.

 

وتَنْقُلُ بعضُ أنواعِ الذُّبابِ أمراضاً خطيرةً للإنسانِ والحيوان. مثال ذلك: البعوضُ الناقلُ للملاريا والحمَّى الصفراء ومرضِ الفيل ، وذُبابُ الرَّملِ الَّذي ينقلُ مرضَ اللّيشمانيا الجلدية (قَرْحَة الشرق) والحَشَوِيَّةِ للإنسان.

أما الذبابُ المنزليُّ فينقلُ نحو 15% من الامراضِ المُعْديةِ مثل الزحار والتَّيْفود والسُّلِّ الرئويِّ والكوليرا. وهكذا تُعَدُّ رتبةُ الذُّباب من أكثرِ رتبِ الحشراتِ نقلاً لأمراضِ الانسانِ والحيوان.

 

وتعيشُ إناثُ ذُبابِ الاسْطَبْلات وذكورُها على امتصاصِ دَم الحيواناتِ مثل الخيْلِ والبِغالِ والحميرِ وغَيْرِها، وهذا يسبِّبُ إزْعاجَها الدَّائِمَ وإصابَتَها بفقْرِ الدَّمِ والهُزالِ ثُمَّ المَوْت، وقَدْ تُهاجِمُ الإنسانَ إذا سَنَحَتْ لًها الفُرْصَة.

ويُعَدُّ ذُبابُ «تسي تسي»، ويسمَّى بذبابِ مرضِ النَّوْمِ، من الآفاتِ الطِّبيةِ الخطيرةِ إذْ إنَّهُ ينقلُ عندَ امتصاصِهِ لِدَمِ الإنسانِ والحيوانِ أنواعاً منَ التريبانوسومات المُسَبِّبَةِ لمرضِ النَّوْمِ، وأمراضٍ أُخرى في الحيوان.

 

ويوجَدُ هذا الذُّبابُ في المناطق الاستوائية حيث الدفْءُ والرطوبةُ العاليةُ والأماكنُ التي تُظَلِّلُها الغابات. وقد أدَّى الانتشارُ الواسِعُ لهذا المرض إلى اسْتِحالَةِ الحياةِ في بعضِ مناطقِ الاستواءِ مِمَّا تسَبّبَ في عَدَمِ تنميتها واسْتِغْلالها.

وللذُّبابِ المُسَمَّى ببُرْغُشِ الكلابِ والجمالِ جسمٌ مُفَلْطَحٌ جِلديٌ القَوامِ، وغالباً ما تفتقدُ الحشراتُ الكاملةُ الأجنحة تماماً. وتعيشُ الإناثُ والذكورُ على امتصاصِ دَمِ العائِلِ مُسَبِّبَةً لَهُ آلاماً مُبَرِّحَةً وهُزالاً، مثلها في ذلكَ مثل القراد.

 

وهناكَ أنواعٌ عديدةٌ من يَرَقاتِ الذُّبابِ تعيشُ في داخِلِ أجسامِ الإنسانِ والحيوانَ وأنسجَتِها مُسَبِّبَةً ما يُسمّى بالتدَوُّد.

فتضعُ الأُنثى بيضَها، وأحياناً يَرَقاتِها الحيَّةَ، في فَتحاتِ الأنفِ لتعيشَ في الجيوبِ الأنفيةِ للحيوانِ أو في أُذنه.

 

وإذا واتَتْها الفُرْصَةُ لِوَضْعِ يرقاتِها في فتحاتِ أُذْنَي أو أنفِ طِفْلٍ رَضِيع فقدْ تَجِدُ طريقَها إلى دِماغِهِ مِمَّا يُؤَدِّي بهِ إلى الوفاة.

وتعيشً يَرَقاتُ بعضِ الأنواعِ تحتَ جلدِ الماشيةٍ والأبقار.

وعند اكتِمالِ نُمُوِّها تَثْقُبُ الجِلْدَ لتخرجَ مُحْدِثَةً ثُقُوباً بالجلودِ، وهذا يُقَلِّلُ كثيراً من قيمتِها الاقتصادية.

 

ويعدُّ بعضُ أنواعِ الذُّباب من الآفاتِ الزِّراعِيَّةِ، فيَرَقاتُ بعضها تَصنعُ أنفاقاً داخِلَ الأوراقِ وتَتَغَذَّى من أنسجةِ النباتِ حتى تَتَحَوَّلَ إلى عذراء، ثُمَّ تخرجُ الحشرةُ البالغةُ من فتحةٍ في نهايَةِ النفق.

ويَرَقاتُ بعضِها الآخرَ يتغذَّى على الأنسجةِ الخارجيَّةِ لِلْوَرَقَةِ مُسَبِّبَةً الْتِواءَها، ومنها ما يَعيشُ في داخِلِ أنسجةِ النبــاتِ مُحْدِثاً أوْراماً نباتِيَّةً في الأوراقِ والسِّيقان.

ومِنْ أنواعِ الذّبابِ ما هُوَ نَافِعُ للإنسانِ. فالعديدُ من يَرقاتِ بعضِ الأنواع يتطفَّلُ على بعضِ الآفاتِ الزراعيةِ أو يفْتَرِسُها.

وَتُعَدُّ يرقاتُ «الهَمُوش» الذي يتكاثَرُ بالآلافِ في المسطحاتِ المائية، مصدراً هاماً لغذاء الأسماك، ويقومُ العديدُ من أنواعِ الذُّبابِ الذي يتغذَّى من رحيقِ الأزهار وحبوبِ اللِّقاحِ بدورٍ هامِّ في إِتْمامِ عملياتِ التَّلْقيحِ في زراعاتِ المحاصيلِ وحدائقِ الفاكهة وغيرها.

 

وتعيشُ يرقاتُ الذُّبابِ الأزرقِ على رِمَمِ الحيواناتِ الضَّخْمة النافِقة، مثلِ الجمالِ والخيلِ والحميرِ وغيرِها.

وبذلك يرجِعُ إليها الفضلُ الأكبرُ في القضاءِ على تِلكَ الرِّمَمِ وتحويْلِها إلى سمادٍ عضويِّ.

 

ولولا هذا الذُّبابُ لاكتسى سَطحُ المعمورةِ بملايين الحيواناتِ النافقةِ دون وسيلةٍ سريعةٍ لتحلُّلِها. وذُبابَةُ الفاكهة، أو ذبابةُ الخلّ، المعروفةُ باسمِ دروسوفيلا، من أهمِّ حشراتِ التجاربِ في علــومِ الخليَّة والـوراثةِ.

وذلـــكَ نظراً لسُرعةِ تَكاثُرَها، حيثُ يمكنُ الحصولُ على خمسينَ جيلاً منها في العامِ الواحدِ؛ إضافةً إلى ضَخَامَةِ غددها اللعابية وخلاياها وسهولةِ فَحْصِ مُكَوِّناتها الخلويَّة والنوويَّة.

 

ويلجأُ بعضُ الأطَبَّاءِ حديثاً إلى الإفادَةِ من يَرَقاتِ الذُّبابِ آكلةِ اللَّحْمِ في تنظيفِ الجُروحِ المتقرِّحَة من الأنسجةِ الفاسِدَةِ الميتة.

وهنالِكَ أنواعٌ من الذٌّبابِ لافِتَةٌ للنَّظَرِ: فَللْذُبابةِ الرَّافعة شكلٌ مُمَيَّزٌ بِأَرْجُلِهِ الرفيعةِ الطويلةِ جِدًّا، وللذُّبابِ الحوَّامِ شَكْلٌ جميلٌ يجمعُ بينَ الخطوطِ السَّوْداءِ والصَّفْراء، وبذا يشبهُ النحلَ والزنابير، وهو يزورُ الأزهارَ للحصولِ على رحيقِها وتعيشُ يَرقاتُهُ على افتراسِ آفةِ المنّ.

 

ويبلغ طولُ الذّبابِ السارقِ ثلاثةَ سنتيمترات، وتغطِّي جِسْمَهُ أشواكٌ طويلةٌ ويتغَذَّى في أثناءِ طيرانِهِ على الحشراتِ الأُخرى وبخاصَّةٍ الذُّبابُ كما يُهاجِمُ النحلَ والزنابيرَ، وله أجزاءُ فَمٍ قَرْنيةٌ قويةٌ مغطّاةٌ بكتلةٍ من الشًّعْرِ مِمَّا يَجْعَلُها تَبْدو كالذَّقْن.

وقد يُوَجِّهُ لِمَنْ يُمْسِكهُ قَرْصَةً مُؤْلِمَةً، وله أيضاً عينانِ مُرَكَّبَتانِ كبيرتان جاحِظَتانِ تُساعِدان الذُّبابَةَ في تَعَقُّبِ فَرائِسِها. كَما أَنَّ لَهُ أَرْجُلاً مُزَوَّدَةً بَأَشواكٍ قَويّةٍ للإِمْساكِ بالصيْد.

 

وللذُّبابِ شبيهِ النَّحلِ أجزاءُ فَمٍ طويلةٌ، وهو يَطيرُ بسرعةٍ كبيرةٍ يُصاحِبُها طنينٌ عالٍ مثل النحلةِ الطنّانَةِ، ويَعيشُ على امتصاصِ رحيقِ الأزهارِ.

أَمّا يَرقاته فَتَتَطَفَّلُ على بَيْضِ ويرقاتِ العديدِ من أنواعِ الحشراتِ بما في ذلك يرقاتُ النحلِ الانفرادي والزنابيرِ وبَيْضِ النطاط.

 

وهناكَ أشكالٌ أُخرى من الحشراتِ يُطْلَقُ عليها اسمُ «ذباب» ولكنَّها ليستْ بِذُبابٍ، إذْ إنَّها لا تَتْبَعُ رُتْبَةَ الذُّبابِ الحقيقيِّ ذِي الجناحين.

مثالُ ذلكَ رتبةُ ذُبابِ مايو، وذُبابُ الحجر، وذُبابُ التِّنِّين من الرعَّاشاتِ الكبيرةِ وكذلك الصغيرة، وذُبابُ النار والذُّبابُ الأبيض (من رتبة نصفية الأجنحة).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى