نبذة تعريفية عن حكام دولة الكويت “آل الصباح”
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
دولة الكويت آل الصباح شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
آلُ الصباح هم حكام دولة الكويت، ويُعرفون هم وأبناءُ عمومتهم، آلُ خليفة حكام دولة البحرين والجلاهمة، بالعتوب، وهم فرع من قبيلة عربية تسمى "عنزة".
ويُنسب آلُ الصباح إلى جدهم وأول حكام الكويت الشيخ صباح بن جابر.
وقد خلفه أبناؤه وأحفاده، ومن أشهرهم الشيخ مبارك بن صباح المعروف باسم مبارك الكبير، والشيخ أحمد الجابر وفي عهده تم تصدير أول شحنة للنفط، وتكوّن مجلس المعارف، والمجلس التشريعي.
والشيخ عبد الله السالم الصباح رائد الاستقلال وأبو الدستور، والشيخ صباح السالم الصباح، الذي افتتحت في عهده جامعة الكويت.
والشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الذي يُكِنُّ له الشعبُ الحبَّ والوفاءَ لما قام ويقوم به في سبيل مصلحة الكويت ورفع مكانتها بين دول العالم.
كان آلُ الصباح يقيمون في منطقة الهَدَّار بإقليم الأفلاج في نجد، غير أن الظروفَ دفعتهم إلى الهجرة من هناك إلى قطر، ثم إلى جنوبي العراق.
ومن هناك اتجهوا إلى منطقة الكويت، التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم "القرين" واستقروا بجوار "كوت" بناه "ابن عريعر" أمير بني خالد حاكم الأحساء (والكوت حصن صغير لتخزين أدوات الصيادين).
وازدهر المكان على يد آل الصباح، وتزايد عدد السكان الذين وقع اختيارُهم على الشيخ صباح بن جابر كأول حاكم على الكويت عام 1756م.
واجَه آلُ الصباح عِدَّة أخطار تصدوا لها بشجاعة، فقد أوقعوا ببني كعب هزيمة فادحة في معركة الرقة بالقرب من جزيرة فيلكا، وهي معركة بحرية انتصر فيها الكويتيون، واستولَوْا على الكثير من المُؤَن والأسلحة وبعض المدافع التي أقاموها على ساحل مدينتهم كذكرى لانتصارهم الكبير.
واجه آلُ الصباح أيضاً أخطارَ الإخوان، حيث أقاموا عام 1920م سورَ الكويت المشهور للدفاع عنها، وشارك المواطنون في بنائه، فأنجزوه خلال شهرين.
وكان حاكمُ الكويت هو الشيخ سالم بن مبارك الصباح الذي توجه على رأس المقاتلين من أبناء الكويت إلى قرية الجهراء للدفاع عنها، بينما عَهِدَ إلى ابن أخيه الشيخ أحمد الجابر الصباح بمسئولية الدفاع عن مدينة الكويت.
وفي معركة الجهراء دافع الكويتيون دفاعاً مستميتاً عن وطنهم أمام الإخوان وتصدَّوْا لهم، وأجبروهم على رفع الحصار عن القصـر الأحمر، والرحيل إلى بلادهم بعد أن لاقَوْا الهزيمةَ على أيدي أبناءِ الكويت، وتكبدُّوا الخسائرَ الفادحةَ من القتلى والجرحى.
ارتبط آلُ الصباح طَوَالَ فترة حكمهم بروابط الصداقة مع الدول المجاورة، فقد ساند الشيخُ جابر الأول، المعروف باسم "جابر العيش"، الدولةَ العثمانية، وتوجه على رأس سفنه إلى البصرة للمساعدة في فَكِّ الحصار المضروب حولها.
أما الشيخُ عبد الله الثاني الصباح فقد قَدَّم مساعداتٍ إلى مدحت باشا وإلى بغداد العثماني، وتوجه على رأس قوة بحرية من حوالَيْ ثمانين سفينة، وأرسل أخاه الشيخ مبارك على رأس قوة برِّية لمساعدة العثمانيين في فتح الأحساء والقَطيف عام 1871م.
كما قدم آلُ الصباح مساعدتِهم إلى أبناء عمومتهم آل خليفة، وساندوهم في فتح البحرين عام 1783م، وظلوا سنداً لحكامها يؤيدونهم في كل المجالات.
كذلك رَحَّبَ آلُ الصباح بأشقائهم آلِ سعود عندما نزلوا ضيوفاً على الكويت. وساند الشيخُ مبارك بن صباح الأمير عبد العزيز آل سعود في استرداد مُلْكِ آبائه وأجداده في نجد.
وقد بذل آل الصباح جهداً كبيراً في سبيل النهوض بالكويت في مختلف المجالات خصوصاً عندما أفاء اللهُ عليها بنعمة النفط.
فشهدتْ البلادُ نهضةً عمرانية تغيَّرت فيها معالمُ مدينة الكويت بالميادين الفسيحة، والأسواق التجارية، والمصارف، والشـركات الوطنية، والمساجد المتعددة، والخدمات الصحية والتعليمية والترويحية، بالإضافة إلى شبكة اتصالات عصرية، تربط الكويت بجميع أنحاء العالم براً وبحراً وجواً، والمواصلات السلكية واللاسلكية.
ولم تَكَدْ الكويتُ تَنْعَم باستقلالها على أيدي حكامها آل الصباح في 19 يونيو عام 1961م حتى فَتَحَتْ ذراعيها للدول العربية، وانضَمَّتْ إلى جامعة الدول العربية في 20 يونيو عام 1961م، وناصَرَتْ القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وبعثت بقواتها إلى جبهات القتال في حرب رمضان (أكتوبر) بين العرب وإسرائيل دفاعاً عن أرض الأمة العربية وشاركت في مؤتمرات القمة العربية.
ووطّد آلُ الصباح علاقاتِ بلدهم بدول الخليج العربي عن طريق إقامة مجلس التعاون الخليجي. كذلك وطَّدُوا علاقاتِ الكويت بالدول الإسلامية بتقديم المساعدات والانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي.
وفي عام 1987م (26 – 29 يناير) عُقِدَ مؤتمرُ القمة الإسلامي الخامس في مدينة الكويت في قصر المؤتمرات، الذي أُقيم خصيصاً لهذه المناسبة الجليلة.
وتولى حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أميرُ دولة الكويت، رئاسةَ المؤتمر والدورةَ الخامسة لنشاط المنظمة. كذلك دعَّم آل الصباح علاقات بلدهم بالدول الصديقة، وأيَّدوا حقَّ الشعوب في تقرير المصير، ومحاربةَ التمييز العنصـري، والقضاءَ على الاستعمار بشتى أشكاله.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]