الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوان “الإبل”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الأبل الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

لولا الإبلُ ما استطاع العربُ الأوائل أن يعيشوا في ظروف الصحراءِ الصعبة ويتنقلوا بين أماكِنها المتباعدة لينشروا دعوةَ الإسلام.

كذلك اتسع انتشارُ الإبل إلى شمالي آسيا وشرقيها وشمالي أفريقيا، مع ذهاب المجاهدين العرب لنشـر الإسلام في تلك البقاع.

ورغم تَغَيُّرِ الظروف، ما زال العربُ يحبون إبلَهم ويقدِّرونها. ففي الكويت عُقِدَتْ ندوةٌ علمية عالمية عن الإبل في أكتوبر عام 1986.

 

وفي فبراير عام 1987 بدأ شابان قَطَرِيَّان رحلةً يطوفان فيها جزءاً كبيراً من العالم على ظهور الإبل، ويحتفلان في عُمَان بذكرى البحَّار العُماني ابن ماجد، ويحتفلان في طنجة بذكرى الرحالةِ المغربي ابنِ بطوطة.

وقد أرشدنا اللّهُ، سبحانه وتعالى، في القرآن الكريم إلى أن ندرس خَلْقَ الإبل، لنتعلَّمَ أشياءَ كثيرة، ولنشاهدَ إبداع الله في خَلْق هذه الحيوانات العجيبة التي تكَّيفَتْ للعَيْش في الصحراء، من رأسها إلى أقدامها( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) الغاشية 17.

والإبل" اسمٌ عام للجمع، أما الذكر فهو "جَمَل"، وأما الأنثى فهي "ناقة"، ولكنْ يمكننا أن نسمِّيَ الذكرَ أو الأنثى "بَعيراً".

 

وأولُ ما نعجب له إذا نظرنا إلى الإبل ضخامةُ أجسامها وقوةُ بنيانها وارتفاعُ أرجلها وطولُ أعناقها. ولكننا إذا تأَّمْلَناها وَجْدَنَا فيها أشياءَ أخرى كثيرةً عجيبة.

فالعينان كبيرتان وتُبْصـِرَان جيداً في النهار والليل، وهما مُحَاطَتَان بأهداب طويلة تقيمها الرمال.

والجَفْنُ نِصْفُ شفَّاف، فإذا اشتدَّ ضوءُ الشمس استطاع البعيرُ أن يمشـيَ وهو مغلقٌ عينيْه. أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز، ومع أن الشعر يحميهما من كل جانب إلا أنهما قادرتان على الانثناء خلفاً والالتصاقِ بالرأس فَتُقْفَلان. كذلك الَمِنخَران (فتحتا الأنف) 

يتخذان شكلَ شَقَّيْن ضَيِّقَيْن مُحاطين بالشعر أيضاً، وحافتاهما لحميَّتَان كالشَّفَتَيْن وهكذا إذا ثارتْ العواصف الرملية القاسية أغلق البعيرُ عينيْه وثنى أذنْيه وأقفل مِنْخَرَيْه، ومضـى في طريقه لا يبالي!

 

وأرجل الإبل طويلةٌ ترفع جسمَها بعيداً عن الأرض الساخنةِ وعن الرمال التي تثور تَحْتَها، كما أنها تساعدها على اتساعِ الخَطْوِ وخفةِ الحركة.

وقدمُ البعير فيها إصبعان، لا تنتهيان بحافريْن صُلْبَيْن كما في البقرة، وإنما تنتهي كلٌ منهما بظُفْر.

والإصبعان ليستا منفصلتَيْن مشقوقتيْن كما في البقرة، بل تلتصقان مكونتين خُفَّا واحداً يُغَلِّفُه جلدٌ غليظٌ مَرِنٌ يضم وسادةً عريضة لينةً من الدُّهنِ والألياف المرنة تتسعُ عندما يدوس بها البعيرُ فوق الأرض،

ولذلك يستطيعُ أن يسيرَ بهما على الرمال الناعمة دونَ أن تغوصَ فيها أقدامُه كذلك لا تُتْلِفُ أخفافُ الإبل التربةَ كما تفعل حوافرُ البقرِ والماعز.

 

وخطواتُ البعير طويلةٌ متأرجحةٌ بين الصعود والهبوط، وذلك لأنه يتقدم أثناءَ المشـي المعتاد بالرجليْن من كل جانب معاً، فكأنه السفينةُ تركب الأمواجَ الهَيَّنَةَ، ولهذا السبب، مع مزايا البعير الأخرى، استحق لقبَ "سفينة الصحراء".

وحين يبرك البعير يعتمد جسمهُ الثقيلُ على وسائدَ من جلدٍ قَوِيٍّ سميك على مفاصِل أرجله، ولكنه يرتكز بمعظم ثِقَلِه على الكَلْكَل الذي تحت صدره. والكَلْكَل والوسائد تحمي البعيرَ من خشونةِ الرمال وسخونتها. 

ويناسبُ ارتفاعَ أرجل البعير طولُ عُنُقِه، حتى يستطيعَ أن يتناوَل طعامَه من نباتِ الأرض، كما أنه يستطيع قَضْمَ أوراق الأشجار العالية إلى أكثر من ثلاثة أمتار. وطولُ العنق يزيد الرأسَ ارتفاعاً عن الرمال المؤذية.

 

وترعى الإبلُ نباتات الصحراء مثل الأثل و العرفج و العَجْرم والأعشابَ الجافة. وهي تحتاج إلى كثير من المِلْح في غذائها ولذلك فهي تحب النباتات الملحية كالرمث و الطَّرفة، وتفضل أحياناً النباتاتِ كثيرةَ الشوك، مثل العاقول و العوسج و الغردق، على النباتات الطريقة الغضة!

ويُلَمِلِمُ البعيرُ الأغصانَ الصغيرةَ والأوراقَ بشفتيْه المتحركتين القابضتيْن.

وشفتُه العليا المشقوقةُ تساعد كثيراً على الإمساك بالطعام، وكذلك لسانُه. ويمضغُ البعيرُ الطعامَ ويكسـر الأشواكَ بين فَكَّيْه، وهو يحرك فكه الأسفلَ يميناً ويساراً أثناء المضغ، لأنه أصغرُ من الفك الأعلى فيقابلهُ مرةً على اليمين ومرةً على اليسار.

وإذا تناول البعيرُ غُصْناً به أشواك طويلة بدأ يمضغه وفمه مفتوح إلى أن تَتَكَـسَّر الأشواكُ. ويجتر الحيوانُ طعامَه ليُتِمَّ مَضْغَه بالطريقة نفسها، وهو راقدٌ أو واقفٌ أو سائرٌ. 

 

وعندما يتوافر الطعامُ ويكون البعيرُ مرتاحاُ يخزن كمـــــية كبيرة من الـــــــدهن في سَنَامِه. ويستهلكُ البعيرُ هذا الغذاءَ المُدَّخَرَ في رحلاته الطويلة في الصحراء، فيأخذ السنام في الانكماش شيئا فشيئا.

وللإبل قدرة عجيبة على تَحَمُّلِ العَطَش، لكنَّ هذا يتوقفُ على طبيعةِ الطَّقْس ونوعِ الغذاء ومقدار الجهد الذي تقوم به.

ففي شهور الشتاء الباردةَ في الصحراء لا تشرب الإبلُ عادةً، حتى عند توافر الماء، وتستطيعُ أن تقطَع ألفَ كيلو متر دون أن تشـرب! وعندما يكون الجو أكثَرَ حرارةً تكتفي الإبلُ بالشرب كل أسبوعين.

أما إذا كان الجو شديد الحرارة نهاراً وليلاً فإنها تحتاجُ إلى نحو 25 لتراً من الماءِ كلَّ خمسة أيام. وإذا كان البعيرُ لا يعملُ وكان غذاؤُه من النباتات الطرية قلَّتْ حاجتهُ إلى الماء.

 

وإذا طال عَطَشُ البعير في الحرَّ الشديد قد يفقد ماءً يعادل نحو ثُلُثِ وزنه، ويظلُّ مع ذلك صامداً. وهذا شيء عجيب لأنَّ الإنسان، مثلاً، إذا فقد نحو عُشْر وزنه ماءً أشرفَ على الموت.

وإذا وَجَدَ البعيرُ العطشانُ ماءً شرب منه كميةً هائلة يستعيد بها وزنَه في زمن قصير. فمرة شرب بعيرٌ شديد الظمأ مئَتَيْ (200) لتر من الماء في ثلاث دقائق! وهذا حَجْمٌ هائل يساوي ملء نحو 800 من زجاجاتِ المياه الغازية.

أما الإنسانُ شديدَ الظمأ فإنه إذا سُقِيَ كُلَّ ما يحتاجهُ من الماء – وهو قليلٌ – دَفْعَةً واحدةً أُصيب بأذىً شديد. وينتشر الماءُ المشروبُ في أنسجةِ جسم البعير كُلِّه، فهو يَدَّخِرُ الماء في جميع أنحاء جسمه.

وتفَضلُ الإبلُ الماءَ النظيفَ الصافي، ولا تشربُ غيرَه إلا مُضْطَرةً. ويستطيع البعيرُ أن يشربَ الماء المالح، بينما إذا اضْطُرَّ إنسانٌ شديدُ العطش إلى أن يشرَب ماءً مالحاً عجَّل ذلك بهلاكه. ولكُلْيَتَي الإبل استعدادٌ خاص لتخليص أجسامها من الملح الزائد.

 

ولكن ما هي أسرارُ تلك المقدِرة الفائقة للإبل على تحمل العطش؟ أَهَمُّ تلك الأسرارِ هي وسائلُ البعير العجيبة في المحافظة على ماءِ جسمه والاقتصادِ الشديد في استخدامه.

وجسمُ البعير، كأجسامِ الإنسانِ والحيوان، يفقدُ الماءَ في البولِ والبرازِ والعَرَق، وبخاراً مع هواء الزفير. ولكنَّ الإبل تَمتازُ بأنها لا تتنفسُ من فمها ولا تلهثُ أبداً مهما اشتد الحر، وهي بذلك تَتَجنَّبُ تبخرَ الماء من تجويف فمها الكبير.

وكذلك برازُ الإبل جاف، وعلى الأخص عندما تكون عَطْشـى ويكون غذاؤُها يابساً. أما الكُلْيَتَان فتقومان بدور أكبر في اقتصاد الماء، إذ أنهما تُخرجان بولاً قليلاً – نسبياً – وشديدَ التركيز.

 

ويساعدُ على ذلك أن البَوْلِينَا – وهي المادة الصُّلْبة الرئيسية في البول – تَخْرُجُ عن طريق المعدة ثم مَعَ البراز. وإخراجُها عن ذلك الطريقِ لا يحتاجُ إلى ماء، بينما إخراجُها عن طريق الكُليتين يحتاج إلى ماءٍ كثير لتخرج ذائبةً في البول.

ولكنَّ أعجب ما في الإبل هو قلةُ عَرَقِها إلى أدنى الحدود. ومهمة العرق الأولى هو أنه يُبَرِّدُ أجسامَ الثدييات عندما يتبخر من جلودها. وذلك أن في أجسام الثدييات أجهزَةَ ضَبْطٍ عصبية تعملُ على حفظ حرارة أجسامها ثابتةً عند درجة معينة، فكأنها أجهزة تكييف حية.

ففي الإنسان ينبغي أن تَثْبُتَ درجةُ حرارة الجسم عند 37 مئوية (سيليزية). فإذا ارتفعتْ حرارةُ الجو من حولِنا انتقلتْ حرارتُه إلى أجسامنا، وهنا يعملُ جهازُ ضبط الحرارة على أن يُفْرِزَ الجلدُ العرقَ لتبريد الجسم. وكلما اشتدَّت الحرارةُ كَثُرَ عرقُنا وازددنا عطشاً وحاجةً إلى شرب ماء كثير.

أما في الإبل، فجهاز ضبط الحرارة فيها مَرِنٌ جداً. فعند اشتداد الحرِّ وقلَّةِ الماء يعتبر هذا الجهازُ كلَّ درجاتِ الحرارة بين 34 و 41 مئوية درجاتٍ عاديةً مقبولة، أي أنه لا يأمر الجلد بالعرق إلا عندما ترتفعُ درجةُ حرارة الجسم إلى أكثر من 41 مئوية، وهذا لا يكون إلا في أوقات قليلة نسبيا. وهذا وَحْدَهُ يُوَفِّر كثيراً من ماء الجسم.

 

وهكذا يمضـي البعيرُ الصابر ماشياً بحمله الثقيل في نهار الصَّيف الحارِّ دون أن يَلْهَتُ أو يَعْرَقَ. وعندما يستريحُ في الظل أو يأتي المساءُ البارد، تنتقل الحرارة من جسمه إلى الجو المحيط به حتى يبردَ.

وجلدُ الإبل يسمح بهذا الانتقال، فليس تحتَه طبقةٌ من الدهن تَعْزِلُه، وذلك لأن أيضاً سقوطُ معظم وَبَرِ البعير (أي شعره) في الصيف.

ولكنْ لا بدَّ للبعير أن يَفْقِدَ كثيراً من مَاءِ جسمه مع ازدياد أيام الحَرِّ والعطش، ولكنَّ هذا الماءَ يُسْحَبُ من أنسجة الجسم كلِّه وليس من دمه.

 

وهذا أمر مهم، فالدم هو الذي يدورُ في الجسم فيذهبُ ساخناً إلى الجلد ويَعُودُ منه أبرد. أما إذا سُحب الماءُ من الدم أصبح غليظاً ولم يَعُدْ صالحاً للدوران في العروق.

وهذا هو السببُ الأوَّلُ في موت الإنسان شديدِ العطش، إذْ أن غِلَظَ دَمِهِ وعدمَ دورانه بصورة جيدة يُبقي الحرارة في داخل جسمه، وهذا يؤْذي أنسجته الحية وبخاصة الدماغُ (المخ).

وهذه الإبلُ العجيبَةُ عظيمةُ النفع للإنسان، وكان يُقاس ثَرَاءُ العربي بما عنده من إبل. وفي الحديث الـشريف: "الإبل عِزٌّ لأهلها…".

 

وحَسْبُ الإبل فضلاً أنَّ الله جعلها خيرَ ما يُهْدَى إلى بيته المُحَرَّم وجَعَلَها من شَعَائِرِه(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الحج: 36.

وما زالتْ الإبل خَيْرَ وسيلةٍ للانتقال والحمل في المناطق الصحراوية غير المعَبَّدة. ويستطيعُ البعيرُ متينُ البنيان أن يحملَ 300 كيلو جرام، ولكنَّ الإبل تحملُ في المتوسط نحو 150 كيلو جراماً.

والإبلُ النحيلةُ القوية تسمى "الرواحل"، وهي تُسْتَخْدَمُ في الركوب والانتقال، وتستطيع أن تقطعَ أكثرَ من 150 كيلو متراً في اليوم الواحد (نحو مِئة كيلومتر، في المتوسط).

 

والإبلُ المُحَمَّلَةُ بالزاد والمتاع قد تقطعُ نحواً من خمسين أو ستين كيلو متراً في اليوم، ويمكنها أن تواصلَ السير أياماً عديدة.

وكانت الإبلُ تُستخدم كثيراً في الجيوش، وما زالتْ بعضُ الجيوش العربية تستخدمُ فِرق الهَجَّانة (والهِجَان هي الإبل الكريمة). وفي دول الخليج تُقام مباريات لسباق "الهِجِن".

وهي رياضة مشـروعةٌ ممتعة. وتمتازُ الإبل على الخيل بقوة تحملها، فقد عُقِدَ مرةً سباقٌ بين حصان وجمل لمسافةٍ طويلة في يوم واحد، ففازَ الحصانُ بفارقٍ صغير، ولكنَّه مات في اليوم التالي! كذلك ما زالَتْ الإبلُ تُستخدم في الحقولِ والمناجمِ للحَمْل والجَرِّ.

 

وأهمُ من ذلك أن الإبل هي خيرُ حيوان يستطيع أن يصنَع في جسمه لحماً ولبناً ووبراً من نبات الصحراء القليل الشائك المالح الذي قد لا تستطيع تناوله الحيوانات الأخرى، والإبلُ خير من الأبقار ثقيلة الحركة والماعز المخرّبة للنبات.

فالإبلُ بفطرتها لا تقضـي على نباتات المرعى، وإنما تنتقلُ دائماً من مكانٍ إلى مكان تاركة أصول النبات لتَنمو بل قد وجد أن المراعي التي ترتداها الإبلُ تزدهر نباتاتها.

ولمقدرة الإبل على تحمل العطش تستطيع أن تبتعد عن الأماكن المحيطة بالآبار حيْثُ تَتجمعُ الحيوانات الأخرى وتَقضي على ما فيها من نباتات.

 

وفي عامَيْ 1984، 1985، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف هَلَكتْ في كينيا القبائل التي كانت تعيشُ على الأبقار لأن الأبقار توقفت عن إعطاء اللّبن ثم مات معظمها بينما نَجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل، لأن النُوق استمرت في إعطاء اللبن في موسم الجفاف.

وتُستخدم أوبار الإبل في نَسْجِ الخيام (بيوت الشَّعر) والسجاد والعباءات ومصنوعات "السّدو" الجميلة المتنوعة. كذلك يَستخدمُ البدوُ جلودها في صنع أوعية لحفظ الماء واللبن، كما تُصنع منها الأحذية والمصنوعات الجلدية الأخرى.

ومُدَّةُ الحَمْل في الإبل نحو عام كامل، وتضع الناقةُ كُلَّ مرة وليداً واحداً. وعندما يولد "السَّليل" يكونُ غريبَ الشكل، كبيرَ الحجم، يزن بين 25 و 50 كيلو جراما، وأرجلهُ طويلة نحيلة.

 

ويستطيعُ السَّليل أن يقفَ ويرضعَ بعد نحو ثلاث ساعات وأن يمشي في يومه الثاني، وسَرْعَان ما يتعلم تناولَ طعامِه بنفسه. وَيَفْطِمُ الرَّعُاةُ الصغيرَ بعد عام واحد، فيسمى "الفَصِيل"، وذلك كي يستفيدوا هم وَحْدَهُم بلبن أُمِّه.

وصغارُ الإبل عَامَّةً تُسَمَّى "الحُوار". ويستطيع البعير أن يحمل الأثقالَ وعُمره أربَع سنوات، ويستمرُّ في العمل إلى الخامسَةِ والعشـرين أو رُبَّما الثلاثين، وقد يعيش إلى الأربعين إذا لم يُذْبَح قبل ذلك.

 وتحب الإبل أوطانَها وتحاولُ العودةَ إليها. وذاتَ مرة بيعتْ إبلٌ إلى تجار في بلد بعيد، فعاد بعضُها إلى موطنه بعد بضعة أشهر سائراً نحو 1500 كيلومتر! وتستطيعُ الإبلُ أن تهتَدي إلى مواطِن المياه والعُشْب من عَلَى بُعْد كبير، وتتجهُ برءوسها نحو السُّحُب المطيرة، إذا جاءتْ الريح من ناحيتها، كما أنها تُهَرْوِلُ نحو الأمطار البعيدة. 

 

وهكذا يتضحُ لنا أننا إذا أطعْنَا توجيهَ الله لنا بالنظر في خَلْقِ هذه الحيوانات العجيبة، انْكَشَفَتْ لنا آياتٌ معجزةٌ في خَلْقِه. وما زال العلماءُ يكتشفون فيها حتى الآن أسراراً مُذهِلَةً جديدة.

ويُعْتَقَد أن أولَّ من استأنس الإبلَ البريةَ هم سكانُ وسط شبه الجزيرة العربية وجنوبيها. وكان ذلك منذُ أقلِّ من خمسةِ آلاف سنة.

وتكادُ تنتشـرُ الإبل الآن في جميع المناطق الصحراوية في آسيا وأفريقيا، بل إنها صُدِّرَتْ إلى أستراليا.

وأكبرُ عدد من الإبل موجود في الصومال (أكثر من خمسة ملايين)، ونحو نصف ذلك العدد في السودان، ثم تليهما الهندُ وإثيوبيا وباكستان وموريتانا وكينيا. وتوجدُ الإبلُ في كثير من الدول الأفريقية والآسيوية الأخرى ولكن بأعداد أقل.

 

وفصيلةُ الإبل تشمل الإبل واللَّامَا وأقرباءَها، وهي من حيوانات أمريكا الجنوبية. أما جنسُ الإبل فهي نوعان: الإبل العربية، ذواتُ السنام الواحد، وهي التي كان كلامُنا السابق عليها، وهي تشكل 90% من إبل العالم وفيها سلالات كثيرة مختلفة الألوان.

أما النوع الثاني، فهي الإبلُ العَوَامِلُ أو البلخية ذواتُ السنامين. وهي تشبه الإبلَ العربية، بصفة عامة، ولكنَّ وَبَرَهَا أطولُ وأقتم، وأرجُلها أقصـر، وأجسامُها أغلظ – وهذه كلها تكيفات للجو البارد.

وتعيش الإبلُ العواملُ في المناطق الجبلية والصخرية الباردة، في شمالي أفغانستان وجنوبي الاتحاد السوفيتي وسيبيريا ومنغوليا وشمالي الصين. وفي تركيا وأفغانستان توجد الإبل العربية والإبل العوامل، وقد يتوالد فيهما النوعان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى