نبذة تعريفية عن حيوان القِط وأنواعه المختلفة
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوان القِط أنواع القِط الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
اسمُ القِطِّ (أو: السِّنْورِ)، بالمَعْنَى العامِّ يَعْنِي أيِّ حيوانٍ منَ الفَصيلَةِ القِطِّيَّةِ (أو: السِّنَّوْرِيَّةِ).
وهي فصيلةٌ لها مكانةُ الصَّدارَةِ بينَ اللَّواحِمِ والضَّوارِي الوَحْشِيَّةِ من الثَّديِيَّاتِ، تضمُّ الأَسَدَ، والبَبْرَ، والنَّمِرَ، والنَّمِرَ الأَمْريكِيَّ، والفَهْدَ، والوَشَقَ، إضافةً إلَى القِطِّ البَرَّي والقِطِّ المَنْزِلِيِّ (المَسْتَأنَسِ).
وتَتَميَّزُ حيواناتُ هذه الفصيلةِ بِرَأسٍ مُسْتديرٍ وخَطْمٍ قَصيرٍ، وأَجْسامٍ رَشيقَةٍ مُسْتَطيلَةٍ، وذَيْلٍ طويلٍ، وأطْرافٍ قَوِيَّةٍ مُتَوَسِّطَةِ الطُّولِ تَنْتَهِي الأَمامِيَّةُ مِنْها بِخًمْسِ أَصابِعَ والخلفيَّةُ بِأَرْبَعٍ.
والأَصابِعُ مُزَوَّدَةٌ بمخالِبَ حادَّةٍ مُقَوَّسَةٍ مُنْضَغِطَةٍ من الجانِبَيْن تُسْتَخدَم للدِّفاعِ أَو الهجومِ، ولكنَّها تَنْكَمِشُ بِشِدَّةٍ داخِلَ أَغْمادٍ في أَثْناءِ المَشْيِ علَى الأَرْضِ (إلاَّ في الفَهْد).
ولذَلِكَ لا تَتْركُ هذه الحيواناتُ في مَسارِها بصَمَاتٍ لِلْمخالِبِ، وكثيراً ما تُشاهَدُ وهي تُحَكُّ مخالِبَها الكَليلَةَ في لحاءِ الأَشْجارِ لِشَحْذِها.
ومعظمُ حيواناتِ هذه الفَصيلَةِ بارعٌ في التَّسَلُّقِ، فَحتَّى بعضُ الأَنْواعِ الكبيرةِ الحجمِ، كالبَبْرِ، يَتَسَلَّقُ الأشجارَ حاملاً فرائِسِهُ ليحتفِظَ بها عاليةً عن مُتناوَلِ الحيواناتِ المُتَلَصِّصَةِ.
وتَتَمَتَّع القِطَطُ بِحاسَّةِ سَمْعِ مُرْهَفَةٍ تَهديها إلَى الفَريسَةِ قَبْل أنْ تَرَاها العَيْنُ.
أمَّا حاسَّة الشَّمِّ فهي ضعيفةٌ، كما أنَّ حاسَّةَ الذَّوقِ لَيسَت قَوِيَّةً، فاللّسانُ لَيسَ أداةً للتَّذَوُّقِ، وهو لَحْمِيٌّ سميكٌ مُزَوَّدٌ بنتوءاتٍ خَشِنَةٍ تَدْمِي جِسْمَ الإنْسانِ إذَا اسْتَمَرَّتْ في لَعقِهِ لِفَتْرَةٍ، كما أنَّهُ يُساعِدُ الأَسْنانَ في طَحْنِ الطَّعامِ.
تستوطَّنُ القِطَطُ جميعَ أَنْحاءِ العالَم ماعَدا أُسْترالْيا وجَزيرَةَ مَدْغَشقَر. وهي تعيشُ في الجبالِ والوِدْيانِ والسُّهولِ والغاباتِ، في الأَماكِنِ الرَّطْبَةِ أو الجافَّةِ. وبعضُها يَتَسَلَّقُ الجبالَ إلَى ارْتفاعاتٍ شاهِقَةٍ، وبعضُها يَغْشَى البرارِي العُشْبِيَّةَ أو الأَدْغالَ أو الصَّحارِي.
والسَّنانيرُ حيواناتٌ لَيْلِيَّةٌ تَنْشَط في الظَّلامِ، وتَلْجَأُ في النَّهارِ إلَى مخابِئَ في جَوْفِ الأَشْجارِ أو بينَ الصُّخورِ. تَتَغَذَّى بالفَقارِيَّاتِ الحَيَّةِ، ومُعْظَمُ غِذائِها مِنَ الثَّدييَّاتِ، وبعضُها يأكُل الطًّيورَ أو الزَّواحِفَ.
وهي تُفَضِّل ما تصيدُه بِنَفْسِها، فتَمْشِي بِحَذَرٍ علَى أَطرافِ أصابِعِها تَتَلَمَّسُ الفريسَةَ بحاسَّتَيْ السَّمْعِ والبَصَرِ، وعِنْدَما تصبحُ علَى مسافَةٍ مُناسِبَةٍ تَنْقَضُّ عَلَيْها في قَفْزَةٍ واحِدَةٍ أو قَفَزاتٍ مُتلاحِقَةٍ.
تَتَراوَحُ مُدَّةُ الحَمْلِ عندَ القِطَط بينَ 8 أسابيع و 15 أسبوعاً، وتَضَعُ الأنْثَى عادَةً بينَ صغيرٍ واحِدٍ إلَى سِتَّةِ صِغارٍ، تَعْتَني بها الأمُّ وتداوِمُ علَى تنظيفِها بِلَعْقِها باسْتِمرارٍ، وتُدافِعُ عَنْها بِشَراسَةٍ حَتَّى المَوْتِ.
وتَضُمُّ فَصيلَةُ القِطَطِ (أو السَّنانيرِ) 35 نوعاً مُوَزَّعاً علَى أَرْبَعَةِ أجْناسٍ. وبِوَجْهٍ عامٍّ، تَنْقَسْمُ القِطَطُ إلَى مَجْموعَتَيْن: القِطَطِ الكِبارِ، والقِطَطِ الصِّغارِ.
أمَّا القِطَطُ الكِبارُ فهي: الأَسَدُ، والبَبْرُ، والفَهْدُ (الشِّيتا)، والچاجْوارُ، والنِّمِرُ (ثلاثة أنواع)، ولكلٍّ من هذه الحيواناتِ – كما تَرَى – مَدْخَلُ خاصُّ في هذه المَوسوعَةِ
أمَّا القِطَطُ الصِّغارُ فهي الّتي نفكِّرُ فيها عِنْدَما نَسْمَعُ كلِمَةَ «قِطّ»، وهي تشملُ 28 نوعاً من القِطّطِ الو َحْشِيَّةِ، وكذلِكَ القِطَّ المُسْتَأنَسَ.
ومِنْ أَنْواعِ القِطَطِ الوَحْشِيَّةِ «قِطُّ سِرْفال» الّذي يعيشُ في المناطِقِ الشَّجَرِيَّةِ الكثيفَةِ في أَنْحاءِ أَفْريقْيا ماعَدَا مِصْرَ. يبلغُ طولُهُ نحوَ مِئَةِ سنتيمترٍ، مِنْها 25 سنتيمتراً للذَّيلِ، وارتفاعُهُ نحو 40 سنتيمتراً.
تكسوهُ فَرْوَةٌ كثيفةٌ خَشِنَةٌ، عليها بُقَعٌ كبيرَةٌ سودٌ. وهو يَخْتَبِئُ نهاراً بينَ الأشْجارِ والصُّخورِ، ويَنْشَطُ مع حُلولِ الظَّلامِ لاصْطيادِ الظِّباءِ الصَّغيرَةِ والحِمْلانِ والأَرانِبِ البَرِّيَّةِ وصِغارِ القَوارِضِ والطُّيورِ، كما يهاجِمُ حَظائِرَ الدَّواجِنِ أَحْياناً.
ومِنَ القِطَطِ الوحشِيَّةِ أَيْضاً «الكَراكالُ»، الّذي يستوطِنُ مناطِقَ الحشائِشِ (السفانَّا)، والسُّهولَ المُنْبَسِطَةِ، والمناطِقَ شبهَ الصَّحْراوِيَّةِ في أفْريقْيا والشَّرقِ الأَوْسطِ حتَّى الشَّمالِ الغَرْبيِّ للهِنْدِ.
ويُشاهَدُ الكراكالُ نادِراً في الكُوَيْتِ حيثُ يُعْرَفُ باسْمِ «عَناقِ الأَرْضِ». وهو في حَجْم السِّرفال تقريباً، وله أُذُنانِ طويلتانِ تنتهِي كلُّ منهما بخُصْلَةٍ من الشَّعْرِ. وقَدْ يهاجِمُ الكراكالُ الدَّواجِنِ والخِرافَ والماعِزَ. ومن القِطَطِ الوحشِيَّةِ النَّوْعُ المعروفُ باسْمِ الوَشَق
أمَّا «أَسَدُ الجبالِ» أو «الپوما»، فهو أكبرُ القِطَطِ الصِّغارِ حجماً. وهو يستوطِنُ بيئاتٍ مختلفةً في أَمريكا الشَّمالِيَّةِ، ويَتَميَّز بِلَوْنِه الرَّمادِيِّ البُنِّيِّ الخالِصِ المائِلِ إلَى السَّوادِ.
وهو يصيدُ مدىً واسِعاً مِنَ الفرائِسِ: من صغارِ القوارِضِ إلَى الأَيائِلِ كِبارِ الأَحْجامِ. وأَمَّا الوَشَقُ، ذو الشَّكْلِ المُمَيِّزِ، فَلَهُ مَدْخَلٌ في هذه الموسوعةِ
أمَّا النَّوْعُ المعروفُ باسمِ القِطِّ البِّريِّ فهو أَصْلُ القِطَطِ المُسْتَأنَسَةِ، وتتبايَنُ صفاتُهُ في المناطِقِ المختلفةِ، فمِنْهُ «القِطُّ البَرِّيُّ الأوروبِيُّ» الّذي يستوطِنُ اسْكُتْلَنْدا ووَسَطَ وجنوبَ أُوروبا وتُرْكيا ويَمْتَدُّ شَرْقاً حتَّى تُرْكِستان ووَسَطِ سَيبِيرْيا.
ويَبْلُغُ طولُهُ نحوَ 105 سنتميترات (منها 40 سنتيمتراً للذَّيْلِ)، وارْتِفاعُهُ نحوُ 30 سنتيمتراً، تكسوهُ فروةٌ كَثيفَةٌ، رمادِيَّةٌ بنِيَّةٌ في الذّكورِ مُصْفَرَّةٌ في الإناثِ تَتَخَلَّلُها بُقَعٌ وخطوطٌ دَكْناءُ، وعلَى طولِ الذَّيلِ حَلَقاتٌ سُودٌ.
ويَعيشُ هذا القِطُّ البَرِّيُّ في مواطِنِهِ في الغاباتِ الكثيفَةِ والمناطِقِ الجبلِيَّةِ، حيثُ يَأْوِي إلَى حُفَرٍ أَرْضِيَّةٍ أو تَجاويفَ شَجَرِيَّةٍ نهاراً، ويَسْعَى ليلاً لِصَيْدِ الأَرانِبِ البَرِّيَّةِ والفِئْرانِ وصِغارِ الطُّيورِ.
أمَّا «القِطُّ البَرِّيُّ الأفريقِيُّ» أو «قِطُّ كافِر» فيَسْتَوطنُ أفريقْيا حتَّى الكالب، كما يوجدُ في سُورِيا وشِبْهِ الجزيرَةِ العَرَبِيَّةِ ويشاهدُ في الكُوَيْتِ.
ويَبْلُغُ طولُهُ نحوَ 80 سنتيمتراً (منها 28 سنتيمتراً للذَّيلِ). وتكْسوهُ فروةٌ صفراءُ أو رمادِيَّةُ باهِتَةُ، وعلَى الجِسْمِ خُطوطٌ عَرْضِيَّةٌ دَكْناءُ تَظْهَرُ واضِحَةً علَى الأَرْجُلِ، وعلَى الذِّيلِ حَلَقاتٌ سودٌ ويَنْتَهِي بِطَرَفٍ أَسْوَدَ مُدَبَّبٍ. ويُعْتَقَدُ أنَّ هذا القِطَّ هو أَصْلُ القِطَطِ الّتي اسْتَأنَسها المِصْريّونَ القُدمَاءُ.
ويَرْجِعُ اسْتِئْناسُ القِطِّ المَنْزِلِيِّ إلَى نَحْوِ أَرْبَعَةِ آلافِ سَنَةٍ علَى الأَقَلِّ. ويَبْدو أَنَّ انْتِشارَ القِطِّ المَنْزِلِيِّ حَدَثَ مُتَأَخِّراً، إذْ لَمْ يَرِدْ ذِكْرُهُ في كُتُبِ الإغْريقِ قبلَ القَرْنِ الأَوَّلِ الميلادِيِّ.
وظَلَّ وجودُهُ في أوروبا نادِراً حتَّى القَرْنِ الرابِعَ عَشَرَ إلَى أَنْ شاعَ اسْتِخدامُها لِصَيْدِ الجُرْذانِ والفِئْرانِ في المَنازِلِ والمَزارِعِ في القَرْنِ السّابِعَ عَشَر.
وفي البلادِ العربِيَّةِ يُعْرَفُ القِطُّ المنِزِلِيُّ بأسماءَ أُخْرَى، منها: الهِرُّ، والبَسُّ. وتتفاوَتُ أَلْوانُ القِطَطِ المَنْزِلِيَّةِ بينَ الأَسودِ الفاحِمِ والأَبْيَضِ الجليدِيِّ، والرَّمادِيِّ والبُنِّيِّ المُحَمَرِّ، إِضافةً إلَى الخطوطِ العَرْضِيَّةِ الدكناءَ علَى الجِسْمِ.
ومعظمُها لَهْ لَوْنانِ، والقليلُ منها لَه ثلاثَةُ أَلوانٍ، ويكونُ هذا غالباً في الإناثِ.
وتوجدُ سلالاتٌ كثيرةٌ من القِطَطِ المُستَأنَسَةِ، منها «القِطُّ السِّيامِيُّ» ويَتَمَيَّزُ بِلَوْنِ بُنِّيٍّ مُصْفَرٍّ، ووجهٍ وأُذُنَيْن وأَرْجُلٍ وذيلٍ بُنِيَّةٍ دكناءَ، وعَينين زرقاوَيْن.
أمَّا السُّلالاتُ الفارِسيَّةُ، الّتي يَرْجِعُ أَصْلُها إلَى آسْيا الصُّغرَى فَتَتَمَيَّزُ بفراءٍ طويلٍ حَرِيرِيٍّ، لَوْنُها أَبْيضُ أو أَصفرُ أو أَحْمَرُ أو رمادِيُّ أَزْرَقُ.
وتَتَوالَدُ القِطَطُ المَنْزِليَّةُ مَرَّتَيْن في السَّنَةِ، في أَوائِلِ مارس وأَوائِلِ يونْيو. ومُدَّةُ الحَمْلِ ثمانِيَةُ أسابِيعَ، تَضَعُ بَعْدَها الأُنْثَى من 5 إلى 6 هُرَيْراتٍ عَمياءَ، تَنْفَتِحُ عيونُها بعدَ تِسْعَةِ أيَّامٍ من وِلادَتِها.
والقِطَطُ المَنْزِلِيَّةُ يُمكن أنْ تتزاوَجَ مع القِطِّ البَرِّيِّ. وهي تُرَبَّى في المنازِلِ لِنَشاطِها في اصْطيادِ الفِئرانِ والجرْذانِ،كما أنَّها تَأكلُ العظايا والضّفادِعَ والصَّراصيرَ والجرادَ وصِغارَ الطيورِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]