نبذة تعريفية عن خصائص كوكب المشتري
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
خصائص كوكب المشتري كوكب المشتري علم الفلك
المشتري هو عملاق كواكب المجموعة الشمسية نظرا لأن كتلته تزيد على ضعف مجموع باقي الكواكب مجتمعة.
كذلك حجمه يساوي 318 كوكبا مثل الأرض، ولذلك يتلألأ في الليالي الصافية، ويمكن لمن يرصده أن يتمتع بمنظره البهيج. وكتلة المشتري الكبيرة تجعل جاذبيته للأشياء أكثر مرتين ونصف مرة تقريبا من جاذبية الأرض.
وهذا معناه أن جسما يبلغ وزنه 45 كيلوجراما على الأرض يبلغ وزنه على سطح المشتري 120 كيلوجراما.
ويوجد الكوكب على بعد قدره في المتوسط 777 مليون كيلومتر من الشمس بما يزيد على خمسة أمثال المسافة بين الأرض والشمس.
ولذلك فإن ما يصل إليه من الأشعة الشمسية لا يكفي لتدفئة جوانبه، فلا تبلغ درجة حرارته العظمى سوى 117 سيلزية تحت الصفر المئوي، أما الدرجة الصغرى هناك فلا تزيد على 184 تحت الصفر.
وهذه درجات من البرودة لا نعهدها على كوكب الأرض حتى في أقسى المناطق الثلجية.
ويدور كوكب المشتري حول محوره في تسع ساعات وخمسين دقيقة ونصف دقيقة، وهذا يجعل النهار في مناطقه الاستوائية أقل من خمس ساعات.
لكن السنة هناك مدتها طويلة حيث تبلغ 11.86 سنة أرضية. ويقترب الكوكب من الأرض حتى يصير على مسافة 628 مليون كيلومتر، ثم يتدرج في الحركة مبتعدا عنا إلى أن يصير على مسافة قدرها 926 مليون كيلومتر، ثم يعود مقتربا منا.
ومن أكثر المعالم وضوحا في المنظر الخارجي لكوكب المشتري ما نراه على هيئة حلقة بيضاوية الشكل، يتغير لونها من فترة لأخرى، فنجدها إمأ حمراء أو بنية اللون أو صفراء.
ومن المعتقد أنها دوامة هائلة في الغلاف الجوي للمشتري تتحرك مكوناتها في اتجاه عقارب الساعة بسرعة تبلغ نحو 200 كيلومتر في الساعة.
أما السرعة العادية للرياح في جو المشتري فهي 100 متر في الثانية، بينما تعد السرعة العادية للرياح في جو الأرض نحو خمسة أمتار في الثانية.
ويتميز شكل المشتري بمجموعة من الأحزمة العرضية التي تمتد موازية لخط الاستواء، إضافة إلى بقع صغيرة دكناء متناثرة يعتقد أنها دوامات جوية صغيرة.
والواقع أن ما نراه من كوكب المشتري هو طبقات الجو والسحاب الذي يحيط بالكوكب على هيئة غلاف يبلغ سمكه ألف كيلومتر يتكون من جزيئات الهيدروجين.
ونظرا لأن الضغط يزداد كلما تعمقنا تجاه مركز الكوكب فإن الهيدروجين يتحول إلى السيولة عندما يبلغ الضغط نحو 2 مليون مثل الضغط الجوي على سطح الأرض، ويكون ذلك على مسافة 14 ألف كيلومتر من مركز الكوكب.
وتحت هذا المستوى توجد نواة الكوكب، وهي مكونة من الحديد والسليكون والأكسيجين وغيرها من مكونات الصخور.
وتجدر الإشارة إلى أن المشتري كان يصنف على أنه كوكب غير أرضي، نظرا لعدم تمكن العلماء من إثبات وجود القشرة الصلبة التي تغلف نواة الكوكب، مثلما يوجد في حالات كواكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ.
لكن التحاليل الدقيقة الحديثة للصور الفضائية المأخوذة في رحلات بيونير 10 و11 وفويجر 1 و2 قد مكنت العلماء من الاستدلال على وجود أرض صلبة تعادل في كتلتها عشرة أمثال كتلة كوكب الأرض.
والمتأمل في كوكب المشتري من خلال التلسكوب في الليالي الصافية يراه وقد ظهر متلألئا، كما يمكن لمن يرصده بتلسكوب صغير أن يرى بوضوح أربعة من أقماره تدور في منظر بهيج، ذلك أن ثلاثة منها أكبر من قمر الأرض، وهي: «جانيميد»، و«كالستو»، و«أيو».
أما القمر الرابع «يوروبا» فهو أصغر من قمر الأرض لكننا نراه شديد اللمعان نظرا لأن الثلوج تغطي معظم سطحه.
فمن الثابت طبقا لنتائج الدراسات الطيفية لصور سفينتي الفضاء فويجر 1 و2 أن هذا القمر مغطى بطبقات من المياه المتجمدة بعد تدفقها من باطنه على هيئة نوافير وينابيع غزيرة.
ولا تلبث المياه المتدفقة أن تتجمد عندما تخرج إلى السطح وتتعرض للبرودة القاسية السائدة بسبب ضآلة غلافه الجوي الذي لا يمكنه حفظ القمر من البرودة الفضائية.
ولقد استدل بعض العلماء على وجود جزيئات عضوية مختلفة، مع الماء، هناك مما أثار في نفوسهم آمالا عريضة في إمكان التوصل إلى وجود أنواع بسيطة من الحياة على هذا القمر.
ويمكننا أن نميز ثلاثة مجموعات من الأقمار التي تدور حول كوكب المشتري أولها الأقمار المنخفضة، وهي ثمانية أقمار تدور حول الكوكب في مدارات قريبة من الاستدارة.
وهي سريعة الحركة حتى أن اثنين منها يتمان دورتهما حول الكوكب في سبعة ساعات يتحول كل منها خلالها من هلال إلى تربيع أول، إلى بدر، إلى تربيع آخر، وهكذا.
أما المجموعة الثانية من أقمار المشتري فهي أربعة تتحرك في مدارات شبه دائرية وذلك على مستويات تعلو سابقتها أما المجموعة الثالثة فهي خمسة أقمار تتحرك على ارتفاعات كبيرة في سماء المشتري، وذلك في مدارات بيضاوية الشكل، وتصنف باعتبارها أقمارا شاذة الدوران نظرا لأنها تدور في اتجاه عقارب الساعة.
ومن غرائب كوكب المشتري أن الطاقة التي يبثها للفضاء المحيط به أكبر من الطاقة التي يستقبلها من الشمس، ولذلك لا ينتظر العلماء زيادة في درجة حرارته ومن ثم تقل احتمالات وجود أية أنواع من أنواع الحياة عليه.
وعلينا ألا ننسى فضل كوكب المشتري إذ إنه، بما حباه الله من كتلة هائلة وحجم ضخم، استطاع أن يحمي الأرض من المذنبات والأحجار الشاردة.
وكان آخر هذه الحوادث في عام 1994، حينما تمكن الكوكب من اصطياد المذنب «شوميكر» فأسقطه وأشعله هناك فكان انفجاره هائلا يعادل في قوته عدة عشرات ملايين القنابل النووية!
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]