نبذة تعريفية عن خصائص وأنواع حيوان “الضَّبْع”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوان الضبع خصائص الضبع أنواع الضبع الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الضَّبْع (بِسُكونِ البَاءِ أو ضَمِّها) من الثَّدْيِيَّاتِ آكِلاتِ اللَّحْمِ (الَّلواحِمِ)، وتَنْتَمِي إلَى الفَصيلَةِ الضَّبْعِيَّةِ الّتي تَشْمَلُ الضِّباعُ في البَرارِي والصَّحارِي والأَراضِي الزِّراعِيَّةِ المَكْشوفَةِ، وتَسْتَوْطِنُ أَفْريقْيا وجَنوبَ غَرْبِيِّ آسيا.
تَتَميَّزُ الضِّباعُ بِجِسْمٍ مُمْتَلئٍ يُغَطِّيهِ فروة طويلةٌ خَشِنَةٌ دَكْناءُ اللَّونِ، ورَأْسٍ كَبيرٍ عَريضٍ، وعُنُقٍ غَليظٍ، وخَطْمٍ طَويلٍ يُشْبِهُ خَطْمَ الكَلْبِ، وعَيْنَيْن مُنْحَرِفَتَيْن لهما بَرِيقٌ مُخيفُ. يَتَراوَحُ طولُها بينَ 90 و130 سنتيمترًا ويصل ارْتِفاعُها عِنْدَ الكَتِفَيْنِ إلَى حَوالَيْ 75 – 80 سنتيمترًا.
ذَيْلُها قَصيرٌ نِسْبِيًّا (35 – 40 سنتيمترًا) تَكْسوهُ خُصَلٌ من الشَّعْرِ الخَشِنِ، ورِجْلاها الأَمامِيَّتانِ أَطْوَلُ من الخَلْفِيَّتَيْن، وأَقْدامُها رُباعِيَّةُ الأصابِعِ. ظَهْرُها مُحَدَّبٌ يَنْحَدِرُ إلَى أَسْفَلَ تَدْرِيجِيًّا نَحْوَ الذَّيْلِ.
والضِّباعُ تَمْشِي مِشْيَةً عَرْجاءَ، تَنْبَعِثُ مِنها رائِحَةٌ كَريهَةٌ تُفْرِزُها غُدَدٌ حَوْلَ مِنْطَقَةِ الشَّـرَجِ. وهي حَيواناتٌ لَيْلِيَّةٌ تَخْتَفِي في أثناءِ النَّهارِ، وتَنْشَطُ طَوالَ اللّيْلِ، ويُسْمَعُ عُواؤها كأنَّهُ ضَحِكاتٌ عالِيَةٌ مَبْحوحَةٌ مُرْعِبَةٌ.
وهي تَتَجَوَّلُ فُرادَى أو في جَماعاتٍ صَغيرَةٍ طَلَبًا للصَّيْدِ. وكثيرًا ما تُهاجِمُ الضِّباعُ القُرَى القَريبَةَ بَحْثًا عَنْ الماشِيَةِ والأَغْنامِ والماعِزِ، أَوْ سَعْيًا وَراءَ الجِيَفِ الَّتي تَشُمُّ رائِحَتَها علَى مَسافاتٍ بَعيدَةٍ وتَتَغَذَّى بلُحومِها وأَحْشائِها، كما تُساعِدُها الأَضْراسُ وقُوَّةُ عَضَلاتِ الفَكَّيْنِ في طَحْنِ عِظامِها الصُّلْبَةِ.
وتَرْتَفِعُ أصواتُ الضِّباعِ عِنْدَ حُصولِها علَى صَيْدٍ أو جِيفَةٍ لِتَدْعُوَ أَضْرابَها لتشاركَها الغِذَاءَ.
وتَشْتَرِكُ الضِّباعُ والنُّسورُ في تَنْظيفِ الأَماكِنِ مِنَ الجِيَفِ؛ فَتَقومُ الضِّباعُ بِهذِهِ المُهِمَّةِ لَيْلاً وتَتَوَلَّى النُّسورُ مُتابَعَتَها في أثناءِ النَّهار.
مُدَّةُ الحَمْلِ في الضِّباعِ نَحْوَ ثَلاثَةِ شُهورِ، وتَضَعُ الأُنْثَى في فَصْلِ الرَّبيعِ بينَ 3 و7 أَجْرَاءٍ في حُفْرَةٍ تَصْنَعُها في العَراءِ.
ويُذْكَرَ أنَّ الضِّباعَ تَفْقِدُ بَصَـرَها في الشَّيخوخَةِ، وإذا أُخِذَتْ في صِغَرِها يُمْكِنُ اسْتِئناسُها بِسُهولَةٍ.
ومِن أَشْهَرِ أَنْواعِ الضِّباعِ «الضَّبْعُ المُخَطَّطَةُ»، وتَسْتَوطِنُ شَمالَ أفْريقْيا حَتَّى نَيْجيريا والسِّنْغال جنوبًا، والجُزْءَ الأكْبَرَ مِن شَرْقيِّ أفريقيا، وغَرْبيَّ آسيا، كما تَسْتَوْطِنُ مِصْرَ.
وهي تَتَمَيَّزُ بأُذُنَيْن رَفيعَتَيْن مُدَبَّبَتَيْن، تَتَخَلَّلُهُ خُطوطٌ عَرْضِيَّةٌ سَوداءُ. ويَسْتَطيلُ الشَّعْرُ علَى ظَهْرِ العُنُقِ مُكَوِّنًا مَعْرَفَةً، ولذا تُسَمَّى أيضًا بالعَرْفاءِ.
أمَّا الضَّبْعُ البُنيَّةُ اللَّونِ فيَنْحَصِرُ وُجودُها في جَنوبيِّ أفريقيا ورودِيسيا، وتَتَمَيَّزُ بِمَعْرَفَةٍ طويلَةٍ علَى ظَهْرِ العُنُقِ، وفَرْوَةٍ طويلَة تَتَدَلَّى عَلَى الظَّهْرِ والجانِبَيْن كالمِعْطَفِ، ويَغْلُبُ عَليها اللَّوْنُ البُنِّيُّ الأَدْكَنُ، وعلَى أَرْجُلِها خُطوط عَرْضِيَّة باهِتَةٌ أو بَيْضاءُ.
وأمَّا الضَّبْعُ الرَّقْطاءُ فهِيَ أَكْبَرُها علَى الإِطْلاقِ، وتَسْتَوْطِنُ جَنوبيَّ ووسَطَ أفريقيا حَتَّى الحَبَشَةِ وشَرْقيِّ السّودانِ.
وهي تَتَجَوَّل في قُطْعانٍ كَبيرَةٍ تُهاجِمُ الماشِيَةَ والأَغْنام والماعِزَ، وأَحْيانًا الخَيْلَ، وتُسَبِّبُ لها أَضْرارًا بالِغَةً ونادِرًا ما تُهاجِمُ الإِنْسانَ.
وتَتَميَّزُ الضَّبْعُ الرَّقْطاءُ بأُذُنيْنِ قَصيرَتَيْن مُسْتَديرتَيْن، ويَغْلُبُ علَى فَرْوَتِها اللَّونُ الرَّمادِيُّ المُبْيَضُّ مَعَ وُجودِ بُقَعٍ بُنِّيَّةٍ علَى الجانِبَيْنِ والفَخِذَيْنِ والذَّيْلِ.
والعِسْبَارُ (أو: ذِئْبُ الأرْضِ) مِنْ الفَصيلَةِ الضَّبْعِيَّةِ، ولكنَّهُ ليْسَ ضَبْعًا. وهو أَصْغَرُ من الضِّباعِ حَجْمًا، وخَطْمُهُ أَدَقُّ، وأَرْجُلُه أَنْحَفُ. وللعِسْبار مَعْرَفَةُ مُنْتَصِبَةٌ، وعلى فَرْوَتِهِ خُطوطٌ تَجْعَلُهُ شَبيهًا بالضَّبْعِ المُخَطَّطَة.
وطَعامُهُ الأسَاسِيُّ الأَرَضَة (النَّمْل الأَبيض)، ويستطيعُ بسَمْعِه المُرْهَفِ أنْ يُدْرِكَ دَبيبَه.
ولكنَّه يَأكُلُ أيضًا الحَشَراتِ الأُخْرَى، وبَيْضَ الطُّيورِ، والزَّواحِفَ، وصِغَار الثَّدْيِيَّاتِ. ويعيشُ العِسْبارُ في السّودانِ إلى جَنُوبِ أفْريقيا، وفي الأَنْجولاَ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]