نبذة تعريفية عن دودة الحرير
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
دودة الحرير الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
دودة الحرير أو "دودة القز" هي الطور اليرقي غير البالغ لفراشة تتبع رتبة الحشـرات حرشفية الأجنحة واسمها العلمي "بومبيكس موري".
ودودة الحرير هي المنتج الرئيسـي لخيوط الحرير الطبيعي حيث استأنسها سكان الصين منذ آلاف السنين. وتعلموا فن الحصول على خيط الحرير متصلا من الشرنقة، وغزله على هيئة خيط.
ومنذ ذلك الوقت تربى هذه الحشرة في داخل المنازل والمعامل والمرابي، بحيث أصبح من غير المتوقع وجودها طليقة في الطبيعة.
ودودة الحرير ناعمة الملمس مصفرة اللون، لها ثلاثة أزواج من الأرجل في منطقة الصدر. وتحمل البطن زائدة شرجية تشبه القرن تعلو الجسم.
وتعيش اليرقة لمدة 42 يوما وتتغذى بأوراق شجرة التوت، وهي غذاؤها الوحيد، حتى يصل طولها إلى حوالي 7 سنتيمترات.
ويوجد بداخل اليرقة غدتان كبيرتان تمتدان على جانبي الجسم، تسميان "غدتي الحرير"، وتنتهيان بمغازل داخل الفم.
وعند اكتمال نمو اليرقة تفرز الغدتان سائلا يتجمد بمجرد تعرضه للجو فيصبح على شكل خيط من الحرير.
وتفرز اليرقة في المتوسط 15 سنتيمترا من الخيط في الدقيقة الواحدة، حتى يصل طوله إلى حوالي 1000 متر، في خيط واحد متصل ذي سمك واحد دون أية وصلة أو عقدة.
وتتغذى اليرقات على ما وزنه ألف كيلوجرام من أوراق التوت لكي تنتج نصف كيلوجرام من الحرير.
وتغزل اليرقة هذا الخيط على شكل شرنقة تتحول بداخلها إلى عذراء.
وتبقى العذراء ساكنة مدة لا تتجاوز أسبوعين تتغير خلالهما أعضاؤها الداخلية والخارجية لتتحول إلى فراشة لها زوجان من الأجنحة، وثلاثة أزواج من الأرجل، وكأنما كان لدينا ثعبان تحول إلى هيئة الطير.
وعندما تتأهب الفراشة للخروج من الشـرنقة تفرز من فمها محلولا قلويا يعمل على تحلل خيوط الحرير عند نقطة في الشـرنقة مما يهيئ لها مخرجا إلى الهواء الطلق.
ولون الحشـرة الكاملة أبيض مصفر، وتوجد خطوط بنية باهتة على جناحيها الأماميين، وتبلغ المسافة بين الجناحين المبسوطين نحو خمسة سنتيمترات.
والفراشة غليظة الجسم، ضعيفة الطيران، تعيش يومين أو ثلاثة أيام لا تتناول خلالها أي طعام. وتصنع الأنثى بعد تلقيحها ما بين 300 و 500 بيضة، ويفقس البيض إلى يرقات لتعيد الحياة دورتها.
وللحصول على الحرير من الشـرانق تعامل بالبخار أو الماء الساخن عندما يكون عمرها ثمانية أيام
ويتطلب إنتاج كيلوجرام من الحرير الخام حوالي ستة آلاف شرنقة. وترجع قيمة الحرير الطبيعي إلى قوته ونعومته وتقبله للأصباغ.
وقد بلغت صناعة الحرير ذروتها في اليابان والصين، وانتقلت بعد ذلك إلى الهند ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وبخاصة إيطاليا وفرنسا وأسبانيا، وفشل نقلها إلى أمريكا بسبب ارتفاع أجور الأيدي العاملة.
ويبلغ إنتاج العالم من الحرير الطبيعي خمسة عشـر مليار دولار سنويا مما جعل دودة الحرير من بين أهم الحشـرات النافعة للإنسان.
ويتم تربية أنواع أخرى شبيهة بدودة الحرير، ولكنها تنتج حريرا أقل جودة.
وتتعرض دودة الحرير لمرض ڨيروسي يسمى مرض الذبول، وهو مرض بالغ الخطورة عند انتقاله إلى مرابي دودة الحرير حيث ينتفخ جسمها وتسيل أنسجتها الداخلية تماما.
وقد اجتاح هذا المرض معامل تربية دودة الحرير في فرنسا حتى توصل العالم الفرنسـي لويس پاستير إلى علاجه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]