نبذة تعريفية عن دولة “العراق”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة العراق الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

العِراقُ دَوْلَةٌ عَرَبِيَّةٌ تَقَعُ في غَرْبِ آسْيا؛ تَبْلُغُ مِساحَتُها حَوَالَيْ 437 أَلْفَ كيلو مترٍ مُرَبَّعٍ، ويزيدُ عَدَدُ سُكَّانِهَا علَى 24 مليون نسمة حسب تقدير عام 1998.

وبَغدادُ هي العاصِمَةُ وأَكْبَرُ المُدُنِ، ويزيدُ سُكَّانُها علَى 6 ملايين نَسَمَة. وتَأتي بَعْدَها البَصْرَةُ، الميناءُ الرئيسِـيُّ للعِراق، ثُمَّ الموصِلُ مَرْكَزُ الصِّناعاتِ النِّفْطِيَّةِ في الشَّمالِ. وثلاثَةُ أَرْباعِ الشَّعْبِ العِراقِيِّ من العَرَبِ، كما يُشَكَّلُ الأَكرادُ 15% من جُمْلَةِ السُّكَّانِ.

وقَدْ نَشَأَ بعضٌ مِنْ أَقْدَمِ الحضاراتِ البَشَرِيَّةِ العَريقَةِ علَى ضِفافِ نَهْرَيْ دِجْلَةَ والفُرَاتِ، مثلِ الحضارَةِ السُّومَرِيَّةِ والآشورِيَّةِ والبابِلِيَّةِ وغَيْرِها.

 

وفي عام 539 ق. م اسْتَوْلَى الفُرْسُ عَلَى بِلادِ العِراقِ، وجاءَ بَعْدَهُم الإغْرِيقُ (331 ق. م) الّذينَ أطلَقوا عليها اسْمَ بلادِ ما بَيْنَ النَّهْرَيْنِ. وخَضَعَتْ المِنْطَقَةُ بَعْدَ ذَلِكَ لِعَدَدٍ من الغُزاةِ المُسْتَعْمِرِينَ إلَى أَنْ دَخَلَ العِراقُ في الإسْلامِ.

وفي عام 752م أَصْبَحَتْ بغدادُ عاصِمَةَ الخِلافَةِ الإسْلامِيَّةِ في عَهْدِ الدَّوْلَةِ العبَّاسِيَّةِ. ثم تَعَرَّضَ العِراقُ لِلْغَزْو المَغولِيِّ عامَ 1228، ومِنْ بَعْدِهِم جاءَ الأتْراكُ وجَعَلوا العِراقَ جزءًا من الامْبراطورِيَّةِ العثمانِيَّةِ منذُ عامِ 1534.

وفي خلالِ الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الأولَى اسْتَوْلَتْ القوَّاتُ البريطانِيَّةُ علَى العِراقِ إلَى أَنْ حَصَلَتْ علَى اسْتقلالِها عامَ 1932، ثُمَّ قامَ بَعْضُ ضُبَّاطِ الجَيْشِ بِثَوْرَةٍ في عامِ 1958 قَتَلوا فيها المَلِكَ، وأَصْبَحَ الجَيْشِ بِثَوْرَةٍ في عامِ 1958 قَتَلوا فيها المَلِكَ، وأَصْبَحَ العِراقُ مُنْذُ ذَلِكَ الحينِ جُمْهورِيًّةً.

 

وتَوَلَّى صَدّامُ حُسَيْن حُكْمَ البِلادِ مُنْذُ عامِ 1979، وبَعْدَها بِسَنَةٍ واحِدَةٍ نَشَبَتْ الحَرْبُ بَيْنَ العراقِ وإِيرانَ، واسْتَمَرَّتْ ثمانيَ سَنواتٍ. وتَوقَّفَتْ الحربُ عامَ 1988، وبَعْدَها بسَنَتَيْن فَقَط، وفي الثانِي من أغسطس عام 1990 قامَتْ القُوَّاتُ العِراقِيَّةُ بِغَزْوِ دولة الكُوَيْتِ الّتي سانَدَتْه في أثناءِ الحَرْبِ الإيرانِيَّةِ.

وعارَضَ العَالَمُ هذا الغَزْوَ الغاشِمَ، وتكوَّن تحالُفٌ من 39 دولةً تَحْتَ رايَةِ الأمَمِ المُتَّحِدَةِ. واسْتطاعَتْ قُوّاتُ التَّحالُفِ هزيمةَ القُوَّاتِ العِراقِيَّةِ وطَرْدَها من دولة الكُوَيْتِ في 26 فبراير عامِ 1991.

وقَدْ أَدَّى دخولُ العِراقِ في حَرْبَيْن متَتالِيتَيْن إلَى خَسائِرَ هائِلَةٍ في الأَرْواحِ والمُمْتَلَكَاتِ، فتَدَهْوَرَتْ الأَحوالُ المعيشِيَّةُ والاقْتِصادِيَّةِ للعِراقِيِّين، بَعْدَما كانَتْ العِراقُ تُعَدُّ من الدُّوَلِ الغَنِيَّةِ في العالَمِ. كما أنَّها أَصْبَحَتْ تعيشُ في عُزْلَةٍ دَولِيَّةٍ بِسَبَبِ سياستِها العُدْوانِيَّةِ.

 

والنِّفْطُ هو أَهَمُّ ثَرَواتِ البِلادِ، ولكنَّ الزِّراعَةَ هي النَّشاطُ الرَّئيسِيُّ للسّكّانِ، فالأراضي خِصْبَةٌ والمِياهُ وَفيرَةٌ.

والعِراقُ أَكبَرُ دَولَةٍ مُنْتِجَةٍ للتّمورِ في العالَمِ، كما يُنتجُ العراقُ القَمْحَ والشَّعيرَ والأرزَ وبعضَ الخَضْراواتِ والفَواكِهِ. ويمتلَكُ العِراقُ ثَرْوَةً كبيرةً من الحيواناتِ والدّواجِنِ والأسْماكِ.

كذلك تَتَوفَّر في أراضِي العراق بعضُ المعادِنِ، أَهمُّها الفوسفاتُ والكَبريتُ. وأَهَمُّ الصِّناعاتِ العِراقيَّةِ هي تكريرُ النِّفْطِ، أمَّا الصِّناعاتُ الأخْرَى فقليلَةُ الأهَمِّيَّةِ.

 

وتَمْتَدُّ السُّهولُ في وَسَطِ العِراقِ من الشَّمالِ إلَى الجنوبِ، ويَمُرُّ فيها نَهْرَا دِجْلَةَ والفُرات. وتتميّزُ سهولُ العِراقِ بالانْبساطِ وخُصوبَةِ التُّرْبَةِ، ولِذَلِكَ يَتَرَكَّزُ بها السُّكّان.

وتَنْتَشـر في هذ الإقليمِ مِساحاتٌ واسِعَةٌ تُغَطِّيها المُسْتَنْقعاتُ والبُحَيْراتُ تُسَمَّى الأهْوارَ. ويَلْتقي نَهْرا دِجْلَةَ والفُراتِ عندَ مدينةِ القرنَةِ ويَتَّحدَا في مجرىً واحِدٍ يُسَمَّى شَطَّ العَرَبِ يصبُّ في الخليجِ العَرَبِيِّ.

وفي شَرْقِ السُّهولِ تَرْتَفِعُ الأَرْضُ تدريجِيًّا لِتُشَكِّل أراضِيَ صَحْراوِيَّةً تغطي أَكْثَرَ من نِصْفِ مِساحَةِ البِلادِ تُسَمَّى في الشَّمال «بادِيَةَ الشَّام» وفي الجنوبِ «صحراءَ الحِجَارَة». أمَّا في الشَّرْقِ فتسودُ الجِبالُ العالِيَةُ الوَعِرَة الّتي تُعتَبرُ من جبالِ زاجْروسْ الإيرانيَّةِ.

 

ويَتَمَيَّزُ فصلُ الصَّيْفِ في العِراقِ بالحرارةِ الشَّديدَةِ الّتي تزيدُ في مُعْظَمِ الأحْيانِ على 43 درجة سِيلْزيَّة في معظَمِ الأَنْحاءِ خاصةً في الجَنوبِ.

أمَّا في الشتَاءِ فيَعْتَدِلُ الجَوُّ في المناطِقِ السَّهلِيّةِ والصَّحارِي في حينِ تَسودُ البرودَةُ القارِسَةُ في المناطِقِ الشَّمالِيَّةِ الجَبَلِيَّةِ. وتَسقط الأمْطارُ الشتوِيَّةُ بِكَثرَةٍ علَى المناطِقِ الجَبَلِيَّةِ، أمَّا في أنحاءِ العِراق فالأمطارُ قليلَةٌ جدًّا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]