إسلاميات

نبذة تعريفية عن زوجة الرسول “زينبُ بنتُ جحشٍ”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

زوجة الرسول زينب بنت جحش إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

هي زينبُ بنتُ جحشٍ بنِ ريابِ الأَسَدِيَّةُ، وأمُّها أُميمةُ بنتُ عبدِ المطلب، عمَّةُ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – فهي ابنةُ عمّةِ الرّسول – صلى الله عليه وسلم- تُكنَّى بأمِّ الحَكَمْ، وكانت مِنْ أوائِلِ مَنْ أسلمَ من النِّساءِ، وكانتْ من المهاجِراتِ.

تزوَّجَها الرسولُ – صلى الله عليه وسلم – في أول ذِي القِعْدةِ من السنةِ الخامسةِ من الهجرة. وكانتْ زيْنبُ تفخَرُ بهذا الزَّواج لأنَّه مِن عند الله تعالى.

فالله تعالى هو الّذي زَوَّجَها للرّسولِ – صلى الله عليه وسلم – قال تعالى:( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) الأحزاب (37).

 

كانت أمُّ المؤمنين زينبُ بنتُ جَحْشٍ قبْلَ زواجها بالرَّسولِ – صلى الله عليه وسلم – زوجةً لـزيدِ بن حارثة. خَطَب رسولُ الله – صلى الله عليه وسلّم – زيْنبَ بنتَ جحشٍ لزيدِ بنِ حارثةَ رضيَ اللهُ عَنْهُ، وقالتْ أنا خيرٌ مِنه حَسَباً، واعترضَتْ، وكانت، رضي الله عنها، امرأةً فيها حِدَّةٌ. فأنزلَ الله تعالى أمرَه.

قال تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) الأحزاب (36)، فقبِلَتْ زينبُ زيداً فتزوجَّها.

وَقَدْ كان لهذا الزواجِ صداهُ المُدَوِّي بين النّاس. كيفَ تتزوَّج امرأةٌ من قريشٍ ذاتِ الحسبِ والنَّسبِ والجَمالِ من رجلٍ كان بالإمسِ القريبِ عبْداً.

 

لكنَّه المنهجُ الجديدُ الذي جاء بهِ محمدٌ – صلى الله عليه وسلم – من عندِ الله ليُحطِّم القيم الجاهليَّة التي تستعْبِدُ الناسَ وتُذِلُّهم، ويُحِلَّ محلَّها قيمَ الإسلامِ التي تسمو بالإنسانِ دونَ النَّظرِ إلى جِنسٍ أو لوْنٍ أو أصْل.

زوَّجَ رَسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – زيداً بصداقٍ قدرُهُ عشرةُ دنانير وستون درْهماً وخمارٍ وملحفةٍ ودِرعٍ.

ومكثَتْ زينبُ عنده قريباً من السّنةِ، ثمَّ وقع بينهما خلافٌ، فجاء زيدٌ يشكُو من زينبَ عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – طالباً المُوافقةَ على طلاقِها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أَمْسِكْ عليك زَوجكَ واتَّقِ الله». ولكنَّ زيداً وزينبَ افترقا بالطلاق، في نهاية الأمر.

 

تزوجَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – زينبَ بنتَ جحشٍ من غيْرِ وليِّ ولا عقدٍ ولا مهرٍ ولا شهودٍ، وذلك لمَّا انتهت عِدَّتها، لأنَّ الله هو الذي زوَّجها.

قال تعالى:(فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولً) الأحزاب (37).

وأنهى الرّسولُ – صلى الله عليه وسلم – بزواجِهِ هذا مِنْ زينب، ظاهرةَ التّبنِّي، حيثُ كان شائعاً أنَّ زيداً ابنُ محمدٍ، فلّو هو كذلك. كيف يتزوَّجُ زوجةَ ابنِه؟

 

تميّزتْ أمُّ المؤمنين زينبُ بِنْتُ جحشٍ بالكَرَم والتصدُّقِ على المساكين بكلِّ ما تملِكُ. وكانت تُؤويهمْ وتحْسِن إليهم. وقد أشادَ الرسولُ – صلى الله عليه وسلم – لها بهذه الصِّفاتِ في حياتهِ، حيثُ قال – صلى الله عليه وسلم -: «أسرعُكُنَّ لِحاقاً بي، أطْولُكُنَّ يداً». يقصد – صلى الله عليه وسلم – أنَّ التي سيتوفاها الله بعْدَ وفاتهِ هي الأكثرُ تصدُّقاً وإحساناً.

قالتْ عائشةُ، رضي الله عنها: فكنا إذا اجْتمعْنا في بيت إحدانا بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – نمدُّ أيدينا في الجدارِ نتطاولُ (أي نتعرف على أطولنا).

 

فلم نَزَلْ نَفعلُ ذلك حتى تُوُفِّيت زينبُ بنتُ جحشٍ، وكانت أمرأةً قصيرةً يرحمُها الله، ولم تكنْ أطولَنا، فعرفنا حينئذٍ أنَّ النبي – صلّى الله عليه وسلّم – إنما أرادَ بطول اليدِ الصَّدقةَ.

كانت رحِمَها الله من سادةِ النساءِ، وأكثرِهنَّ دِيناً ووَرَعاً وجُوداً ومعروفاً. وتُوفِّيَتْ وهي ابنةُ ثلاثٍ وخمسين سنة في العام عشرين من الهجرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى