نبذة تعريفية عن زوجة النبي “ريحانة بنت زيد”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
زوجة النبي ريحانة بنت زيد إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
نالَتْ رَيحانةُ بنتُ زيدٍ شرَفَ الانتسابِ إلى بيتِ النُّبوَّةِ، فهيَ معدودَةٌ في النِّساءِ اللَّاتي دخلَ بِهِنَّ سيِّدُنا رسولُ اللهِ، صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وسيرتها كالتالي:
1- كانَتْ يهوديَّةً من يهودِ المدينةِ. بعضُ المُؤَرِّخين يقولَ إنّها من بَني قُرَيظةَ، وبعضُهم يقولُ: هيَ من بني النَّضيرِ.
وكلا القولَيْنِ صَوابٌ، فريحانَةُ مِن بني النضيرِ، وقد تزوَّجها رجلٌ مِنْ بني قُريظَةَ، فعاشَتْ معهُ، حتّى خانَتْ قُريظةُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والمؤمنينَ، وأعانو عليهم قُريشاً في غزوةِ الخندقِ (وتسمى أيضا: الأحزاب).
فحاصرهُم رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وحكمَ عليهمْ بالخيانَةِ العُظْمى، فقُتِلَ الرِّجالُ، وسُبِيَ النِّساءُ والصِّبيانُ. وكانَ زَوْجُ ريحانَةَ فيمنْ قُتِلَ، ووقعَتْ ريحانَةُ في السّبي، ولكونِها مِنْ سَبايا قُريظةَ نُسِبَتْ إليهمْ.
2- عُرضَ السَّبْيُ على رسولِ اللهِ، صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكانَتْ ريحانَةُ متميِّزةً بالحياءِ، فكانَتْ تَمشي مُتَعَثِّرَةً، نظرُها إلى الأرضِ، لا تنظرُ في وجوهِ الرِّجالِ، فزادَها الحياءُ جمالاً ووسامةً.
3- أَمَرَ رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، بإخراجِ ريحانَةَ مِنَ السَّبْيِ، وأرسلَها إلى بيتِ امرأةٍ من الأنصارِ، مِنْ بني النَّجارِ، اسْمُها «امُّ المُنذِرِ بنتُ قَيْسٍ».
(لاحظْ أنّ بني النجّار أقرباءُ رسول الله، صلَّى الله عليه وسلّمَ، وأبيهِ وجَدِّهِ منذُ الجاهليَّةِ) … ثمَّ توجَّه إلى بيتِ أُمِّ المنذرِ، ودَخَلَ على ريحانَةَ، التي بادَرَتْ إلى الهَرَبِ حياءً منهُ، فأَعْجَبَهُ ذلكَ منها.
4 – عرضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، الإسلامَ على ريحانَةَ، فأَبَتْ في أوَّلِ الأمر، وأحبَّتْ البقاءَ على يهوديَّتِها. فلم يُجْبِرْها، صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، على الإسلامِ، لأنه قال تعالى( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) البقرة (256) ولكنَّهُ كانَ حريصاً على إسلامِها.
وبعدَ مُدَّةٍ يَسيرةٍ، كانَ رسولُ اللهِ، صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، في نَفَرٍ منْ أصحابهِ، فسمعَ على البُعْدِ خَفْقَ نِعالٍ، فقالَ: هذا ثعلبةُ بن سَعْيَةَ (تعريب «أشعيا») جاءَ يُبَشِّرُني بإسلام ريحانَةَ.
وكان ذلك في أوائلِ سنة 6 هــ. (ثعلبةُ وأخوه من اليهودِ، أسلَما ومعهما رجلً ثالِثٌ في اللّيلةِ التي صُبْحِها فُتِحَتْ قُريظةُ، لِمَا كانوا يسمعونَهُ من عُلمائِهم عن صِفَةِ سَيّدنِا رسولِ اللهِ، صلَّى الله عليهِ وسلّمَ، في كتُبِ أنبيائِهم).
5- أعْتقَ رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ،رَيحانةَ بعدِ إسلامِها ثُمّ عرَضَ عليها الزواجَ، فقَبِلَتْ. فأبقاها ساكِنةً في منزلٍ من دارِ أمِّ المنذرِ.
وضرَبَ عليها الحجابَ في هذهِ الدارِ، شأنَ زوجاتِهِ الأُخريات. (راجع الآية 53 من سورة الأحزاب، واقرأ تفسيرها).
6- من المؤرخينَ من يقولُ: إنَّ رسولَ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، لَمْ يتزوَّجْ ريحانَةَ، وإنَّما كانَتْ في مِلْكِ يمينهِ، وأنَّها كانَتْ تُقيمُ عندَ أهلِها.
ومنهم من يقولُ: إنّها بعدَ الزَّواجِ غارَتْ عليهِ غَيْرةً شديدةً فطلَّقَها، فحزنَتْ لذلكَ حُزناً شديداً وأكثَرَتْ البُكاءً، فَرَقَّ لها وراجَعها.
7- وقدْ كانَ رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، مُعْجَباً بريحانَة، وأكثَرُ ما يعجبُهُ منها بيانُها، وحياؤُها، وحسنُ أدبٍها. وكانَ كثيرَ الزيارةِ لها، لا يَرُدُّ لها طلباً.
8- وقدْ تُوفِّيَتْ، رضي الله عنها، في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمِ، بعد عودَتِهِ من حجَّةِ الوَداعِ سنة 10 هــــ، ودُفِنَتْ بالبقيع.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]