نبذة تعريفية عن طائر الـ”الحدأة”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
طائر الحدأة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الحِدَأةُ طائرٌ كاسرٌ ينتمي إلى فَصيلةِ الصُّقور، يتراوح لون أنواعِهِ المختلفةِ بين البنيّ والأحمرِ، وهي منتشرةٌ في كلَّ أنحاء الدنيا القديمة.
مِنقارُهــا حــادٌّ ولــكنَّــهُ ضعيفٌ ومقوّسٌ، يبلغُ طولُ جِسمِها حوالي ستين سنتيمتراً، وذَيلُها طويلٌ ومشقوقٌ، والجناحُ ذو زوايا عند مشاهدتهِ من أسفل في أثناء الطيران.
والريشُ الذي يكسو الجناحين والذيلَ طويلٌ، وعادةً يكونُ بريشِ الذيلِ، والرأسُ خطوطٌ سوداء واضحة، ورجلا الحدأةِ قصيرتان: والأصابعُ ذاتُ مخالبَ ضعيفةٍ مقوسّة.
والحدأةُ لها قُدرةٌ كبيرة ٌ على التحليقِ ببطءٍ لفتراتٍ طويلةٍ، وعلى ارتفاعاتٍ شاهقةٍ،وقد تنقضي فترةٌ طويلةٌ دون أن تحرّكَ جناحيها في أثناء الطيران.
وهي لا تجيدُ السيرَ على الأرضِ، ولكنّ بصرُها حادٌ وذكاءها شديدٌ، فتعرف كيف تتلائم مع البيئةِ التي تعيشُ فيها وتتجنب الخطر.
وتتغذى الحدْأةُ على الحشرات الكبيرةِ الحجمِ، والطُيور، والحيوانات الصغيرةِ مثل، الفِئرانِ والأرانبِ والضّفادع، والأسماك والثعابينَ، وتسطو على أفراخ الدّجاجِ ولكنها تُفضُّلُ أكلَ الجِيَف. (أي جثثَ الحيوانات الميتةِ).
ويُمكنها شربَ الماءِ واصطيادُ الأسمــاكِ فـي أثناء طيرانِها على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ فوق أسطحِ الأنهارِ والبحيرات.
والحدأةُ تبني عشّها فوقَ أغصانِ الأشجار العاليةِ. وتُبطّنُ العشّ، الذي يبلُغُ طولُه نحوَ مترٍ، بالورق والخرق الباليةِ.
وتعود الحدأ المهاجرة في موسم التزواج من كُلَّ عام، فتتجهُ إلى نفس العُشّ الذي هاجرتْ منهُ، أو تحتلُّ عُشّ طائرٍ آخر كبيرٍ، ولو بالقوُّة، بعدَ أن تقذفَ بيضَ هذا الطائر من العُشّ. وتضع الأنثى بيضتين أو ثلاثَ بيضاتٍ متفرقة، بيضةً كُلّ حوالي ثلاثةَ أيام.
وتبدأ الأنثى حضانتها منذُ وضع البيضةِ الأولى. وتبلغْ فترةُ الحضانةِ ثلاثين يوماً. يُحضرُ الذكرُ خلالها الطعامَ للأنثى، ثم يتناوبُ الزوجان على تغذية الصّغارِ حتى تستطيع الطيران عندما تبلغ من العمرِ حوالي خمسينَ يوماً.
ولكنّ الصغارَ تظلُّ في العُشّ اسبوعين آخرين في حضانة الأبوين. ولونُ بيضِ الحدأةُ أبيض يميل إلى الزّرقة، وبِهِ نقاطٌ بُنيّةُ اللون.
والحِدأّةُ لا تحبُ الحياةَ في الأسرِ، فتتصنّعُ الموتَ وتنطرحُ ساكنةً على الأرضِ، أو تقذفُ نفسَها من مكانٍ مرتفعٍ فتسقُطُ وكأنها جثة هامدة، وتتكرّرُ هذهِ العمليةُ ، ولكنّها تكفُ عن هذه ِ الألاعيب بعد أن تعتادَ حياتَها الجديدةَ.
وتُوجدُ أنواعٌ عديدةٌ من الحدأةِ، أشهرها الحدأةُ السوداء المهاجرةُ التي تُوجد في أوروبا وشمال إفريقيا، وتهاجر في الشتاء إلى إفريقيا الاستوائيةِ مارّةً فوق الوطن العربيّ ومصرَ ولكنّها لا تزورُ الكويت.
وتتميزُ بلونِ ظهرها البنُيّ الأدكنْ، وذيلِها البنيّ اللون ذي الخطوط السوداء. ولونُ رأسِها رماديّ والسّطحُ السُفليّ لجسمها كستنائيّ، وتوجد خطوطٌ عرضيّةٌ دكناء على الرَّيش.
وتوجد أنواعٌ زاهيةُ الألوان قويةٌ وجريئةٌ في أمريكا الوسطى والجنوبيّة، أحدها شبيه بطائر السنونو (الخطّاف)، لَهُ منقارٌ حادّ يهاجم بِه بيض وأعشاش الطيور الأخرى بجسارةٍ، ويأكل ما بها من بيض.
كذلك يوجدُ نوعٌ يُسمّى الحدأة الاجتماعية، يشتهر بأداء حركات بهلوانية في الهواء في أثناء موسم التزاوج.
ويشترك الزوجان من هذا النوع في بناء العشّ، ويتبادلان حضانةَ البيض، كما يقوم الذكرُ بإطعام الأنثى في أثناء حَضانتها للبيض.
وتنتشرُ في مصرَ حدأةٌ تُعرف بالمصريّة، صفراء العينين والمنقار والقدمين، ولون رأسها رماديّ، وظهرها كستنائيّ أدكن، وذيلُها بنيُّ عليهِ خطوطٌ سوداء عريضة، وعلى صدرها الكستنائيّ خطوطٌ أخرى، ولكنّها رفيعة.
وهذه الحدأةُ مفيدةٌ لأنها تتغذى على الحيوانات المّيتة، ولكنّها غير محبوبة بسبب اختطافِها لصِغار الدواجِن وحيوانات المزرعة والطّعام المكشوف.
وتنتشر في شرق أوروبا، وغرب آسيا حدأةٌ حمراء اللّونِ، تشبه الحدأة المصريّة ولكنّها أكبرُ منها حجماً وأكثر احمراراً في اللون، وتتميّز بنقطٍ بيضاء اللونِ واضحةٍ أسفل الجناح.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]