البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن عضو “الحنجرة” ومكوناته

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحنجرة مكونات الحنجرة البيولوجيا وعلوم الحياة

الحنجَرة، أو "صُندوق الصوتِ"، عضو عضلي غضروفي غني بالأوعية الدموية، يبرُزُ أحياناً في مقدمة عنقِ الإنسان، ولذا كثيراً ما يطلق عليها اسمُ تفاحةِ آدمَ، وهي ممر تنفس يصل ما بين قاعِ الفم والقصبةِ الهوائيةِ.

ويتكون هذا الصندوق من عددِ من الغضاريفِ مُعظَمُها من النوعِ المرِن يضمها أربطةٌ وتحركُها العضلاتُ.

ويبرز من الجدار الجانبي للحنجرة زوجان من الثنيات يمتدان إلى تجويفِها، والزوجُ الأول منها يسمى "الحبال الصوتيةِ الكاذبة"، وهو موجودٌ في بَعضِ الحيواناتِ دونَ بَعضِها الآخر.

 

ويوجد في مكان أعلى من الزوج الثاني من الحِبال، وهو ما يسمى "الحِبال الصوتية الحقيقية. والحبالُ الكاذبةُ أسمك قليلاً من الحبالِ الحقيقة.

ويمتد من الحبال الصوتية الحقيقية أربطة صوتية، توجدُ بها أليافٌ مرنةٌ، وهذه الأربطةُ تصل الحبال الصوتية بجدار الحُنجَرة.

وكذلك يتصل بالحبالِ الصوتية عضلات تشد الأربطة الصوتيةَ أو تُرخيها، وبانقِباضِها تُقرِّب ما بين غضاريفِ الحنجرةِ كما تقربُ أو تباعدُ ما بين الحبالِ الصوتيةِ، كذلك قد تكون حافاتُ هذه الحبال رقيقة أو غليظة.

 

وكل هذا يوضحُ أن تجويفَ الحُنجرةِ يتغير بسهولة، مما يُساعدُ على صدور مُختلف الأصواتِ والكلام والأغاني.

والحبالُ الصوتية تكادُ تُغلقُ فتحة الحنجرة العلوية (فتحة المزمار) إلا من فتحة تشبه الشقَّ توجد بين حافاتِ الحِبال الحرة.

ويعتمدُ إصدارُ الصوت على حركةِ الهواءِ خلالَ مُرورِهِ في الحنجرة، وكذلك في الممرات التنفسية الأخرى.

 

وفي أثناء الصمت تُكَوَّنُ الحبالُ الصوتيةُ زاويةً حادةً مع بَعضِها بعضاً، فتتسع المسافة بينها وتُصبحُ حافاتها محيطةٍ بالمزمار.

أما في أثناء الكلام أو إصدار الصوت، فتكونُ الحِبالُ متوازيةَ (نتيجةَ انقباض العضلات)، وتعترَ تيارَ الهواءِ فتتذبذب، ومن ثم يصدر الصوتُ.

وعندَ بلعِ الطعامِ تُغلقُ فتحةُ الحُنجَرةِ بلسانِ المزمار، وتتقاربُ كلُّ من الحبالِ الصوتية الحقيقيةِ والكاذبةِ.

 

ويساعدُ لسانُ المزمار – نظرا لبروزه إلى أعلى الفتحة – في توجيه لقمة الطعام بعيداً عن الفتحة، وعموماً يتوقفُ التنفسُ في اثناءِ البلع، ولو حاول الشخصُ ذلك فإنه يشرق، حيثُ يصل جزءٌ من الطعام إلى مشارِفِ الحنجرةِ.

وتُصدِرُ الحبالُ الصوتيةُ لذكور البرمائيات وقليلٍ من إناثِ التودات والثديياتِ أصواتاً تسمعها أذنُ الإنسانِ بوضوح.

ويتصل بحنجرةِ ذكور بعض البرمائيات أكياسٌ صوتية بحنجرةِ ذكور بعض البرمائيات أكياسٌ صوتية تُكبِّرُ الأصواتَ، وتقوم جيوب الأنفَ في الجمجمة في الثدييات بهذه الوظيفة نفسها. أما في الطيور، فإن جهاز إصدار الصوتِ يُوجدُ في قاعة القصبة الهوائيةِ بعيداً عن الحنجرةِ.

 

وللحُنجرةِ تَحوُّراتٌ عديدةٌ، ففي القردة العاويةِ تبرز الحُنجرةُ بوضوح نتيجة تضخم بعض صفحائحِها. ويوجدُ بين الحبال الصوتيةِ الحقيقيةِ والكاذبةِ ما يشبه الكيس على كل جانبٍ، وهو حجرةُ رنينٍ تضاعفُ قوةَ الصوتِ.

فتُرسلُ الصرخةَ الخُرافيةَ السحرية لهذا القِرد بعيداً خلال الأدغال، ويوجدُ مثلُ هذا الجيبِ الرنّانِ الذي يُضَخِمُ الصوتَ في العديدِ منَ القِردةِ.

وفي كثيرٍ من الثدييات تمتد الحُنجرةُ في داخل التَجويف الفمي إلى قربِ فتحةِ الأنفِ الداخلية، مما يُبْعِدُ ممرَّ الهواء عن ممر الطعام.

 

وعندما تصلُ الحيتان إلى سطحالماء، بعد غطسٍ طويل في الماء، تستنشقُ الهواءَ سريعاً، رغم أن الماءَ لا يزال موجودا بتجويف الفم بفضلِ امتدادِ الحُنجرة إلى قُربِ فتحةِ الأنف الداخلية.

كذلك تضخُ الأم من إناث الكنغر اللبنَ من ثديِها إلى بلعوم الطفل مباشرةً، دونَ أن يتسربَ إلى رئتيه في أثناء تنفسِهِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى