نبذة تعريفية عن عملية التهجين الحاصلة بين الكائنات الحية
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عملية التهجين البيولوجيا وعلوم الحياة
عندما يحدث تزاوج بين نباتين أو حيوانين من نوعين مختلفين، أو سلالتين مختلفتين، أو بين فردين من نوع واحد ولكنَّ كلا منهما يتميز بخصائص معينة، فإن الفرد الناتج يُطلق عليه اسم «هجين»، (وجمعها هجائن وهُجُن وهِجان).
ويوصف هذا التزاوج بأنه عملية «تهجين». والغرض والأساس من هذا التهجين هو الحصول على نسْل جديد يجمع بين الخصائص المتميزة للأبوين أو النوعين الأصليين.
وهناك شواهد كثيرة منذ أقدم العصور تدل على معرفة أهلها بمثل هذه الأمور.
فهناك نقوش على جدران معابد بعض قدماء المصريين يمثل ثوراً ضخماً ذا قرنين هلاليَّين يلقِّح بقرة ذاتِ قرنين ملتويين، وكذلك منظر يمثل ثيراناً عديمة القرون تلقح أبقاراً ذات قرون متقاربة.
ويبدو أن ذلك كان يتيح لهم الحصول على هجين معين ذي خصائص مطلوبة ومرغوبة، لا تتوافر في كل من الأبوين أو النوعين وحده.
وهناك اعتقاد سائد أن المصريين القدماء هم أول من استولدوا البغل الذي يتميز بقوة احتماله غير العادية نتيجة تزاوج أو تهجين الحصان والحمار
كذلك عُرف التهجين بشكل ملموس أيام العرب والفرس والرومان، خاصة بين السلالات المختلفة من الخيول، رغبة في الحصول على نسل أفضل من الأصل.
وفي علم النبات، أمكن لعالم الوراثة المعروف «جريجور مندل» التوصل إلى القوانين الوراثية الشهيرة نتيجة لعمليات التهجين التي كان يجريها.
حيث كان يقوم بنقل حبوب اللقاح من نبات له خصائص وراثية معينة إلى نبات آخر له خصائص مخالفة، ثم يلاحظ ما يظهر من خصائص على الهُجُن الناتجة.
وقد انتشرت عمليات التهجين وازدهرت على نطاق واسع في الوقت الحالي في النباتات، متوخِّية الحصول على هجائن تتميز بكبر أحجام ثمارها، أو وفرة غَلتها، أو مقاومتها للأمراض.
وذلك ملحوظ حالياً بالنسبة للأنواع غير العادية التي بدأت في الظهور في الأسواق من القمح، والذرة، والبطاطس، والبطاطا الحلوة، والطماطم، والتفاح، والعنب، والبطيخ، وغيرها.
وأحياناً يكون الهجينُ الناتج نوعاً جديداً مختلفاً إلى حد كبير عن الأبوين الأصليين. وذلك مثلما حدث عند تهجين الكرنب مع الجزر.
حيث نتج نوع جديد يجمع بين خصائص النوعين، وكذلك بعض أنواع الفاكهة الجديدة المستنبطة بتلك الوسائل، والتي لم تكن معروفة فيما مضى.
والمعروف أن معظم القمح بالغِ الجودة الذي تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية هو هجين من سلالات سابقة،أقل وفرة في المحصول، وأصغر حجما ًفي الحبوب.
وفي مجال الحيوان شهد مجال التهجين نجاحات ملحوظة ذات أهمية اقتصادية بالغة الأهمية.
فقد تم الحصول على أنواع جديدة من الدجاج عالية الإنتاج من اللحم والبيض، ومنها سلالة «لِجْهُورْن» المعروفة حالياً على نطاق واسع، بجانب أبقار «الفِرِيزيَان» التي تتميز بضخامة الجسم، وكثرةَ اللحم، ووفرة إدرار اللَّبن، وغيرها.
وحتى في مجال الإنسان شاع لفظ «هجين» أو «هجناء» عندما انتشر الزواج بين العرب (سُمر البَشرَة) مع البيض من الفرس والرومانَ وغيرهم، ونتج النوع «خَمْريّ» البشرة الذي يطلق عليه الخليط أو «الخلاسيّ».
وقد تم تقدُّم مفهوم التهجين في الوقت الحالي في ضوء المعلومات المتوافرة في الوراثة المتقدمة، أو ما يطلق عليها «الهندسة الوراثية».
وذلك أن العلماء يستطيعون بطرق دقيقة نقل بعض المادة الوراثية من خلايا كائن حي إلى خلايا كائن حي آخر، فيكتسب بعض خصائصه. وهكذا ولّد العلماء أنواعاً جديدة من البكتيريا، مثلاً، يمكن الاستفادة منها علمياً وطبياً واقتصادياً.
وقد تحققت إنجازات مهمة في تلك المجالات وما زالت في طريقها للتقدم والازدهار بما يعمل على توفير الغذاء والوقاية من بعض الأمراض، وتوفير الرفاهية للجنس البشري بصورة عامة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]