نبذة تعريفية عن عملية “دباغة الجلود” ومبدأ عملها
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عملية دباغة الجلود مبدأ عمل دباغة الجلود الكيمياء
الهدف من دباغة الجلود هو جعلها صالحة للاستعمال، وزيادة متانتها وقدرتها على التحمل، ومنع تعفنها أو مهاجمة البكتيريا لها.
وكل الجلود الحقيقية الطبيعية التي يستخدمها الإنسان هي من جلود الحيوانات مثل الأبقار والماعز، وإن كانت هناك بعض الجلود التي تؤخذ من حيوانات أخرى مثل التماسيح والثعابين والسحالي وغيرها.
ولم تكن الجلود فيما مضـى تجهز بالشكل الذي نعرفه الآن، فكان الإنسان البدائي يستخدمها وهي محتفظة بشعرها بعد تجفيفها في الهواء وتحت حرارة الشمس، ثم عولجت بعض هذه الجلود فيما بعد بتجفيفها ودلكها بالزيت، وهي الطريقة التي استخدمها الهنود الحمر، وكانوا يعمدون أحيانا إلى تدخين هذه الجلود.
وقد استخدمت بعض المواد الكيميائية البسيطة، مثل الملح والشب، في مرحلة أخرى، لدباغة هذه الجلود.
وتستخدم حاليا مركبات "التانين" في دباغة الجلود، وهي مواد قابضة بنية اللون وسهلة الذوبان في الماء، وتوجد في كثير من النباتات مثل أوارق الشاي، وفي قلف شجر البلوط والقرظ، وفي بعض الثمار والبذور.
وأهم ما تقوم به مركبات التانين هو اتحادها مع طبقة البروتين الموجودة بالجلد الخام، وتحولها إلى مادة جامدة لا تذوب في الماء ولا في المذيبات الأخرى، ولا تستطيع البكتيريا أن تعيش عليها، وبذلك تمنع الجلد من التعفن وتجعله أكثر متانة وتطيل مدة صلاحيته.
وتبدأ عملية الدباغة بمعاملة الجلد الخام ببعض المواد الكيميائية، مثل كبريتيد الباريوم، لإزالة الشعر، ثم ينقع الجلد مع القلف المحتوي على التانين في الماء.
وبمرور الوقت تذوب مركبات التانين في الماء وتتحد مع بروتين الجلد.
وتستخدم حاليا طريقة أحدث، يتم فيها معالجة الجلود بعد إزالة شعرها بمحلول التانين مباشرة، فتتحول بذلك، بعد تجفيفها، إلى جلود أشد تحملا من الجلد الخام.
ويستخدم أحيانا "الزيت التركي الأحمر" في معالجة الجلود، وهو ينتج من معالجة زيت الخروع بحمض الكبريتيك، ويستخدم عاملا مساعدا على البلل في عمليات الدباغة، ويساعد على تغلغل محلول مركبات التانين في مسام الجلد الخام.
كذلك استخدمت أملاح الكروم في دباغة الجلود، فهي أيضا تتحد مع الجيلاتين والبروتينات وتحولها إلى مواد جامدة لا تذوب في الماء.
والجلود المدبوغة أنواع كثيرة، فالجلد السميك يستخدم في صنع نعال الأحذية، أما الجلد اللماع الذي يغطي سطحه بطبقة من الورنيش فيستخدم في صنع الحقائب وفي غيرها من الأغراض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]