نبذة تعريفية عن فوائد وأنواع “جِذْر النَّبات”
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
فوائد جذر النبات أنواع جذر النبات جذر النبات النباتات والزراعة الزراعة
يتكون جسم النبات من أعضاء تنمو فوق سطح الأرض، تُسمَّى «المجموع الخضري» (الساق، والفروع، والأوراق، والبراعم)، وأعضاء أخرى تنمو في باطن الأرض، تسمى «المجموع الجذري».
والمجموع الجذري عبارة عن الجذر الكبير الأصلي الذي يسمى «الجذر الابتدائي»، إضافة إلى جذور أخرى كثيرة أصغرَ منه حجما، وتسمى «الجذور الثانوية».
أما الجذر الابتدائي فقد نشأ من البِذرة، وكان موجودا في جَنينها في صورة «جذير»، أي جذر صغير.
وعند إنبات البذرة ينمو هذا الجُذير ويخترق جِدار البذرة، متجها إلى باطن الأرض. ثم يزداد طولا وحجما ليصبح الجذر الابتدائي. وباستمرار نموه فإنه يُعطي جذورا ثانوية على جانبيه، وهي لذلك تسمى أيضا «الجذور الجانبية».
والجذر الابتدائي يُمثِّل المِحْور الأساسي لبقية الجذور التي تنمو عليه. وفي المعتاد يأخذ هذا الجذر شكل الوَتَد أو المخروط الطويل، ليتمكن من التغلغل في أعماق التربة.
والجذور الثانوية (الجانبية) لها نَفْس الشكل، وتنمو في كل اتجاه، وتتفرع عدة مراتٍ لتعطي فُريْعات صغيرة ودقيقة يمكنها الالتصاق بحُبَيبات التربة.
وبهذا يتشعب المجموع الجذري في حَيِّز كبير من التربة، فيساعد كل ذلك على تدعيم النبات وتثبيته.
وإضافة إلى وظيفة التدعيم والتثبيت، فإن جذر النبات هو المسئول عن امتصاص الماء والأملاح من التربة.
وفي حالات خاصة يَختزن أيضا الغذاء الزائد عن حاجة النبات، مثلما يحدث في جذور نباتات البَطاطا الحُلوة.
وهناك جذور لا تَنشأ من الجذر الابتدائي وفروعه، لكنها تتكون على أعضاء أخرى من جسم النبات مثل الساق أو الأوراق. وهذه الجذور تسمى «الجذور العَرَضية».
وتختلف أنواع الجذور العرضية في أشكالها ووظائفها. فهناك الجذور الليفية (الخَيْطية)، وهي جذور رفيعة تنشأ على قاعدة الساق في مرحلة مبكرة من نُمُوه، مثلما يوجد في نباتات الذرة، والقمح، والشعير، ونخيل البلح وقصب السكر.
وهناك «جذور عرضية هوائية» تنشأ على فروع الأشجار، وتتدلى في الهواء، كما في نبات التين البِنْغالي
ونوع آخر من الجذور العرضية هو «الجذور التَّسلقية» تخرج من سُوق بعض النباتات الملتفَّة مثل نبات حَبل المساكين، أو المتسلقة مثل نبات الشَّمع.
وتخترق هذه الجذور التسلقية الدَّعامة أو الحائط فتعملُ بذلك على تثبيت النبات بها، وبذلك يستمر صعود النبات إلى أعلى.
أما الجذور العرضية الدَّرَنية «فتوجد في نبات البطاطا الحُلوة.
وهذه تخرج من الساق وتتجه إلى باطن الأرض حيث تتشحم وتختزن المواد الغذائية التي يعتمد عليها النبات في بعض أدوار حياته.
أما الجذور العرضية الدَّرَنية «فتوجد في نبات البطاطا الحُلوة.
وهذه تخرج من الساق وتتجه إلى باطن الأرض حيث تتشحم وتختزن المواد الغذائية التي يعتمد عليها النبات في بعض أدوار حياته.
ويوجد نوع من الجذور العرضية يسمى «الجذور التنفسية». فهناك بعض النباتات التي تنمو على شاطئ البحر في تربة طينية رَخْوة شديدة الملوحة.
وهذه التربة رديئة التهْوية ومشبَّعةٌ بماء البحر، وغنية ببقايا النباتات المتحلَّلة.
لذلك لا يجد جذر النبات كفايته من الأكسجين اللازم لتنفسه. ومن أمثلة هذه النباتات نبات «ابن سينا» أو «الشُّورة» الذي يعيش في بعض جزر البحر الأحمر، وعلى بعض شواطئ الخليج العربي.
وتَخرج من الأجزاء السفلى لهذا النبات، المغمور في الطين، جذور عرَضية تنفسية تتجه إلى أعلى في الهواء بدل اتجاهِها إلى أسفل، وتَكُون وظيفتها تَوْصيل الهواء الجوي إلى أنسجة الجذور الداخلية، وبذلك يستطيع الجذر أن يتنفسَ الهواء الجويَّ مباشرة.
والجذور، أيا كانت أنواعها، توجد في جميع النباتات المُزهِرة الراقية. أما معظم النباتات الدنيا (غيرِ الراقية) فلا توجد لها جذور. وإن وُجدت جذور في بعضها فإنها تكون أبْسط في الشكل والتركيب الداخلي المألوف في النباتات الراقية.
أما النباتات المائية – حتى الراقية منها – فهي إما لا يوجد لها جذور بالمرَّة مثل نبات عدس الماء وهو نبات زَهْري راقٍ، أو أن بها أعضاءَ خاصة تؤدي عمل الجذور، ولكَوْنها بسيطة التركيب فإنها تسمى «أشباه الجذور».
ولجذور بعض النباتات فوائدُ اقتصادية. فمنها ما يُستغل كطعام، مثل جذور الجَزَر واللِّفت والبَنجر والفِجل (الرويد).
ومنها ماله فوائد طبية لأنه يحتوي على عقاقير، مثل جذور نبات العِرْقسوس، وبه مادة مُليِّنة للجلد وطاردةٌ للبلغم، فيُستعمل في تخفيف السُّعال، كذلك تستعمل هذه المادة لإخفاء طعم الأدوية غير المستساغة.
وجذور نبات الراوِند يُستخرج منها عَقَّار يُستعمل كمادة مُقويةٍ أو مُلَينة في حالات الإمساك.
ولجذور بعض النباتات أهمية من الناحية الزراعية، فنباتات الفول والفاصوليا والتّرمس والبرسيم (الجتْ) تمثل وسطا صالحا لنمو أنواع من البكتيريا داخل أنسجتها وتنتفخ هذه الأنسجة وتأخذ شكل العُقَد، وتسمى العقد البكتيرية.
وتستطيع البكتيريا المستوطِنة لهذه العقد الجذرية أن تمتص غاز النيتروجين الجوي وتحوِّله إلى أملاح النيترات التي يستفيد النبات بها.
وعند موت النبات وتركه ليتحلل في التربة تتخلف عنه موادُّ عضوية وأملاحُ معدنية تضاف غلى التربة فتزيدُ من خصوبتها.
وتُعد النباتات التي تحمل جذورها عُقدها بكتيرية من مخصِّبات التربة، وتكون أول ما يزرع في الأرض التي يراد استصلاحها، خاصة الأراضي الرملية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]