علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “قبة الملح” وكيفية تكونها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

قبة الملح كيفية تكون قبة الملح علوم الأرض والجيولوجيا

جسم متداخل من صخر الملح اخترق طبقة سميكة من الصخور الرسوبية التي تعلوه.

ويمكن تمييز قباب السطح عن التشوهات الجيولوجية الأخرى ملحية اللب في أن قباب الملح تكون دائرية أو بيضية الشكل تقريباً في مقطعها العرضي، وفي أن أبعادها الأفقية تكون مساوية أو أقل من أبعادها الرأسية تقريباً.

ويرفع الملح المتراكم الطبقات التي تعلو مكان تجمعه في صورة طيات محدبة تسمى القباب أو التحدبات الملحية.

 

وقد تزداد كمية الملح المتجمع لدرجة تجعل الضغط الناتج عنه يزيد عن قوة احتمال الصخور التي تعلوه فيخترقها الملح المتراكم طاوياً أطراف الطبقات إلى أعلى بسبب السحب الناتج عن انسياب الملح، وبهذا تميل الطبقات بالقرب من الملح المحقون بعيداً عن مركز العمود الملحي.

وقد يستمر الملح في انسيابه حتى يخترق الغطاء الصخري جميعه ويصل إلى السطح.

 

وبالطبع لا يمكن أن يحفظ الملح في مثل هذه الحالة على السطح إلا إذا كان جو المنطقة التي يوجد بها جافاً تماماً، كما هو الحال في بعض المناطق في إيران حيث تنعدم الأمطار التي يمكن أن تذيب الملح المعرض لها على السطح.

وقد يكوّن الملح في هذه الأماكن تلالاً ملحية أو قد ينساب في الأودية التي توجد على جوانب الجبال التي قد يندفع بالقرب من قمتها، مكوناً «مثالج» ملحية تشبه إلى حد كبير المثالج المكوّنة من الجليد.

 

وتصنف القباب الملحية في نوعين رئيسيين:

أ‌- القباب الملحية غير الاختراقية (Non-Piercement Salt Domes) (انظر الشكل (1 – أ))

ب‌- القباب الملحية الاختراقية (Peircement Salt Domes) (انظر الشكل (1 – ب))

 

كيفية تكوين القباب:

إن العملية الجيولوجية التي تتكون عن طريقها القباب غير مفهومة تماماً إلا أن الميكانيكية العامة تبدو واضحة إلى حد كبير.

فالقباب الملحية توجد في مناطق يوجد تحتها رواسب متبخرات تحتوي على سمك كبير من الملح (كلوريد الصوديوم أساساً) الذي ينساب إلى القبة من المنطقة المحيطة مباشرة.

وحيث أن الملح يكون لدناً نسبياً فإنه يتشوه بدرجة عالية بالانسياب.

 

أما بالنسبة لعملية الانسياب ذاتها فقد حققت التجارب العديدة التي أجريت إمكان سلوك الملح مسلك المواد اللدنة.

كما أن حركة الملح في «المثالج» الملحية في إيران هي ولا شك نتيجة انسياب لدن.

وتختلف وجهات النظر بالنسبة لميكانيكية الانسياب والأسباب التي تجعل حدوثه ممكناً.

 

وعلى الأرجح فإن حركة الملح إلى أعلى تحدث أساساً نتيجة الاختلاف البَيّن في الكثافة النوعية للملح وباقي الصخور المحيطة به. وهذا الفرق يبدو جلياً في أن قباب الملح تشكل شواذ جاذبية سالبة واضحة.

ولما كان الملح يتصرف كجسم لدن فإن خواص الجسم اللدن الذي تعرض للانسياب تظهر بشكل واضح في الملح المحقون.

وتبين التجارب التي أجريت على مواد لدنة تشبه الملح ولكنها أسرع منه استجابة، أن هذه المواد تكوّن أجساماً تشبه أعمدة الملح في القباب الملحية. 

 

إذا ما كان السطح الفاصل بينها وبين المواد الأكبر كثافة التي تعلوها به شيء من عدم الاستواء. ويزداد تعرج هذا السطح بعد فترة قصيرة نسبياً، فيصير النتوء البسيط تحدباً شديد الوضوح.

ويبدو أن الملح يجب أن يكون مغطى بما لا يقل عن 3000 متر من الصخور فوقه قبل أن يحدث الانسياب إلى القباب.

 

وهذا يوحي بأن الملح يمكن أن يصبح أكثر لدونة تحت ضغط سمك كبير من الطبقات، إلا أنه لا يوجد إثبات واضح لمثل هذه الخاصية بعد.

ولا بد أن يكون السبب في زيادة اللدونة، جزئياً، هو الازدياد الطبيعي في درجة حرارة الصخر مع العمق، لا سيما أن الدراسات المعملية أظهرت انخفاضاً ملحوظاً في قدرة (Strength) الملح بطول الزمن مع زيادة درجة الحرارة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى