نبذة تعريفية عن قصة “ماء زمزم”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ماء زمزم إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
زَمْزَمُ هي بِئرٌ فيها ماءٌ يُسمّى «ماءَ زَمزَمَ». وهذا الماءُ لهُ قصَّةٌ قديمةٌ ينبغي لنا أن نعرِفها، لأنَّ فيها حِكَمٌ وفوائدُ كثيرة.
حينما أمرَ اللهُ تعالى نبيَّنا إبراهيمَ، عليهِ السّلام، أن يَترُكَ زَوْجتَهُ هاجَرَ مع ابنِها الرّضيع إسماعيلَ، عليهما السّلام، في الصّحراءِ القاحلةَ التي لا زَرْعَ فيها ولا ماء، كانَ لا بدَّ أن يُنفِّذَ أمرَ اللهِ تعالى.
ولم يكُنْ عندَ هاجرَ وابنِها ماءٌ ولا طعامٌ، فلما عطِشَ إسماعيلُ وجاعَ الطِّفلُ الصّغيرُ وبدأَ يبكي، ثمَّ زاد بكاؤُهُ، تحيّرَت أمُّهُ هاجرُ؛ ماذا تفعلُ، بعدَ أن ذهبَ أبوهُ إبراهيمُ وتركهُما.
فقامَتْ تجري وتَصعدُ على أقربِ جبلٍ يُسّمى جبلَ الصّفا، ثمّ تنظرُ لترى ماءً أو ترى أحداً من الناس، وأخذت تدعو الله تعالى أن يرزُقَها الماءَ أو أن يُنقذها بأحدٍ من الناس.
ولكنَّهَا لم تجد ماءً ولم ترَ أحداً، فنزلت مسرعةً، ثمَّ صَعِدَتْ على رأس الجبل المُقابلِ لهذا الجبل، ويُسمى جبلَ المروة، لعلّها ترى ماءً أو أحداً من الناس، وظلّتْ تَصْعَدُ الصفا ثمَّ المروةَ ذاهبةً وراجعةً سَبعُ مرَّاتٍ. حتى تعبتْ تعباً شديداً.
ولكن الله عزَّ وجلَّ لم يترُكْها وهي تدعوهُ أن يُنقذَ طِفلها، فلما رجعت مُتعبةً إلى طفلِها إسماعيلَ، وهي تظنُّ أنَّهُ سيموتُ عطشاً وجوعاً.
وَجَدَتْ الماء ينبعُ عند رجل إسماعيل، ففرحتْ فرحاً شديداً، وسقتْ ابنَها ثمّ شَربتْ هي، فلما كَثُرَ الماءُ وزاد خافتْ أن يتسرّب في الأرض ويضيع وهي بحاجةٍ إليهِ فقامت تحوطُ الماءَ بالتّراب، وتقولُ: زَم زَمْ. اي اجْتَمِعْ أيُّها الماءُ، اجتمِعْ أيها الماءُ، اجْتَمِعْ ولا تخرُج. فلهذا تُسمّى هذه البِئرُ «زَمْزَمْ».
وهذا الماءُ، ظلَّ يجري منذُ زمنِ أمِّنا هاجر وابنها إسماعيلَ، عليهما السلامُ، إلى اليومِ ولم يَنضبْ ولمْ يَنْتهِ بِقُدرةِ الله عزّ وجلَّ.
وهذا الماء يختلف عن غيره من المياه التي نعرفها. إنّهُ ماءٌ مُباركٌ، نَبَعَ قُربَ الكعبةِ، وهي بيت االله والمسلمونَ إذا ذهبوا إلى الحجِّ أو العمرةِ يحرصونَ على الشُّربِ من ماءِ زمزمَ لأنه ماءٌ مباركٌ.
ولأنَّ النبيَّ – صلّى الله عليه وسلّم – شرِبَ منهُ، وفضَّلهُ على سائر المياه في الأرضِ، فقالَ: «خيرُ ماءٍ على وَجْهِ الأرضِ ماءُ زَمزَمَ، فيه طعامٌ من الطعم، وشِفاءٌ من السّقْم».
فهذا الماءُ كما أنّهُ يزيلُ العَطشَ، فإنَّ مَنْ شَرِبهُ يُحِسُّ الشّبعَ كأنَّهُ أكل طعاماً. ولذلك قال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم-: «طعامٌ من الطعم».
وفيه أيضاً شِفاءٌ من الأمراضِ، والمسلمونَ حينما يشربونَ مِنْهُ يدعُونَ الله أن يمنحَهم الصحّة والعافية، وأن يشفيهم مما بهِم من أمراضِ، ويحملون من هذا الماء حينما يذهبونَ إلى الحجِّ أو العمرة، ويعودونَ به إلى أهلهمِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]